بالتعاون مع اتحاد نقابات عمّال النرويج نظم قسم العلاقات العربية والدولية والهجرة وقسم المرأة والشباب العامل والجمعيات وقسم النظام الداخلي بالاتحاد العام التونسي للشغل ورشة نقابية نسائية بعنوان »دور الهيكلة في دعم تدرّج المرأة في المسؤولية النقابيّة« احتضنتها مدينة الحمامات وحضرتها كل من الاخوات المسؤولات النقابيات في الاتحادات الجهوية وفي النقابات العامة وعضوات اللجنة الوطنية للمرأة العاملة. وقد أشرف على افتتاح هذه الورشة الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد وحضر انطلاق اشغالها كل من الاخوة محمد السحيمي الامين العام المساعد مسؤول قسم العلاقات الدولية والعربية والهجرة والمنصف اليعقوبي الأمين العام المساعد مسؤول قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات والاخ محمد شندول مسؤول قسم النشر والاتصال كما حضرتها الاخت »فاطو نداي« السينغالية والمستشارة لدى المنظمة النقابية الافريقية إضافة للاخت نجوى مخلوف منسقة المكتب الوطني للمرأة العاملة. ❊ امرأة الألف ذراع وقد أكّدت الاخت »فاطو نداي« في مداخلتها الافتتاحية التي اندرجت في إطار مناقشة الحركة النقابية الافريقية وقضايا النوع الاجتماعي على طول الطريق النقابية التي ستتمكن خلالها المرأة من بلوغ تمثيلية مثلى داخل النقابات في القارة السمراء... فالمرأة النقابية وان قطعت جزءا من المسافة الاّ أن الطريق ما تزال شاقة ونحن كنساء نحتاج خلالها دعم رفاقنا الرجال من اجل الانطلاق من القاعدة لبلوغ القمّة. فالنقابية الافريقية التي فاقت مكتسباتها في بعض الفترات مكتسبات نقابيات من دول متطوّرة لم تستطع ان تحقق فورة نهضتها داخل النقابات بشكل يعكس حيويتها وفاعليتها وتمثيليتها ففي البلدان الاسلامية الدين لا يعيق المرأة كما اكدت الاخت »فاطو« ولكن العادات والفهم الخاطئ وغياب ثقافة النوع الاجتماعي في المجتمع هي التي تعوق النساء، ففي ظل استشراء العولمة يحتاج العمال كل قواهم من النساء والرجال كما يحتاجون توحيد جهودهم ونبذ التشرذم النقابي. ان النساء في النقابات اليوم تقول الاخت »فاطو« يحتجن توحيد جهودهن للقيام بالتغيير اللازم للإرتقاء بوضعهن داخل النقابات الافريقية، فالرجال وإن كانوا متفهمين لدور المرأة لا يمكنهم ان يفعلوا من اجلنا كل شيء بل علينا أن نمسك بزمام امورنا ونتحرّك ولا نبالغ بوضع اهداف صعبة التحقق بل نضع اهدافا ممكنة ونراكم عليها وحولها الانجازات كما علينا ان نطوّر قدرات النساء لنبلغ بهن مرحلة القدرة على المنافسة الجادّة مع الرجل الذي لا يعاني كما من المعوّقات والمطبات مثل التي تعانيها المرأة النقابية التي تحتاج »ألف ذراع« تقول الاخت »فاطو«. ❊ لجنة الهيكلة الاخ محمد شندول أكد في كلمته على أهميّة هذا الاجتماع أو ورشة التفكير النسائية من أجل بلوغ المشاركات فيها لخطّة منهجيّة تمكنهنّ من انتهاز اللحظة التاريخية التي يمرّ بها الاتحاد في نقطة اعادة الهيكلة من أجل النظر في الطريقة المثلى لتحسين الواقع القانوني للمرأة داخل منظمتنا العريقة... فالمرأة النقابية التي لم يكن هناك ما يشير لوجودها في نظامنا الداخلي وقانوننا الاساسي قبل سنة 1989 قد شهدت تطوّرا ونضجا واضحًا تحتاج معها أن يتدعّم وجودها القانوني والفعلي والكمّي في مستوى مواقع القرار والكل داخل المنظمة مقتنع بهذا الامر ولكن تفاصيله بأيدي النساء لوضع تصوّراتهنّ داخل مشروع يقدّم للجنة الهيكلة وقبل المجلس الوطني. ❊ فرصة مراجعة الهيكلة الأخ محمد السحيمي أكّد هو أيضا على ضرورة استغلال المرأة لهذه الفرصة المتاحة أمامها لانه من غير المعقول أن نسعى إلى تطوير هيكلة الاتحاد وننسى المرأة، فالفصل العاشر يجب ان يتحوّل الى نقطة قوّة تستثمرها النساء لفائدتهن من أجل تجاوز الغبن التاريخي الذي سلّط على المرأة ومن أجل تجاوز مسألة سيطرة الرجال عل مواقع القرار داخل المنظمة الشغلية خصوصا وأنهم (الرجال) ليسوا أرسخ قدما في الممارسة الديمقراطية الشفافة من النساء داخل المنظمة بإعتبار أنه لا يمكننا ان نتحدّث عن أبعد من سنة 2000 ومؤتمر جربة عند ذكر الممارسات الديمقراطية الفعلية فالمرأة النقابية المناضلة والصلبة تحتاج اليوم أن تتبوّأ مكانتها الحقيقية داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وعليها أن تحسن استغلال ماهو متاح لها وتحسن توظيف الفرصة لفائدة النهوض بتمثيليتها داخل هياكل الاتحاد. بعد المداخلات التأطيرية هذه انطلقت في المساء أعمال الورشات التي استهلتها الاخت سهام ساسي بتنشيط ورشة حول فهم واقع المرأة العاملة في بلادنا ثم نشطت الاخت نجوى مخلوف ورشة ثانية في مستهل اليوم الثاني حول المنظمات الاقليمية والدولية وقضايا النوع الاجتماعي ونشطت الاخت سهى الميعادي ورشة ثالثة عن صياغة ووضع مقترحات وتصوّرات لتفعيل دور المرأة وكان الاخ علي رمضان قد قدّم مداخلة عن الاشكاليات التي حالت دون تطوّر وجود النساء وقدّم تصوّرات لتجاوز ماهو موجود الان. وقد خرجت النساء بجملة من التوصيات الهامة التي تنبع من معايشة النقابيات وتطلعاتهن وأهمّها ضرورة إقرار »الكوتا« بالنسبة لتمثيلية النساء وذلك بنسبة لا تقل عن 30٪ وذلك على جميع مستويات الهيكلة النقابية منذ النقابة الاساسية وحتى المكتب التنفيذي مرورا بالهياكل الوسطى.