ترى يا زمن الغموض في أي الازمنة يدور فلك حياتي وأي الكواكب قادرة على قراءَتي...؟ كل الاشياء داخلي تصدعت كتصدع نيزك هوى على أرض لا يعرف الانتماء اليها، فعاش غربة الجسد والهويّة. كم من الوجع يحتويني الآن...؟ أكاد أخلع نفسي سؤال لف لحظة الصمت المقدس التي اشتهيها فتحول الفضاء داخلي إلى ميدان صراع للمتناقضات...، يهاجم عقلانيتي واتزاني فأنا في هاته اللحظات التي أبحث فيها على الاستكانة إلى شيء ما لا أدركه، كم أشتهي لو كنت طفلة تداعب الطفولة أجْفان أحلامها... وأعانق الطبيعة بفرح وبراءة من لم تعرف المآتم طريقها ولم تتبع آثار خطواتها، فأراني فراشة تداعب زهرة وأتخيّلُني حضنا يحتوي عروسا تكاد تنطق لتتآلف روحها مع روحي ونكونا معا العالم الذي نريد... ياهْ ما أمرّها الأحلام عندما يهزمها الواقع فتتحول الى كابوس يُرهق الكاهل... تتحطم ارادة التنفيذ وتموت الرغبة في التواصل ويصبح فاقد الحلم كفاقد المناعة المكتسبة مهدد بالفناء في كل وقت في كل مراحل عمري كنت ابحث عن شيء يُشكل كينونتي شيء يشبه استدارة الشمس عندما تكتسح خيوط ظلمة الفجر فتحوله لؤلؤة تعكس روعة الرب وجلال الكون كنت ابحث عن تربة طاهرة لم تطأها نجاسة البشر، ابحث عن شجرة وارفة الظل تشبه جدتي تدعو لي ولهذا الوطن بالشفاء السريع من اسقامنا القاتلة..لم يبقَ لنا غير الدعاء دواءً لأسْقامنا المحفورة فينا بفعل الزمن وفعل فاعل يعشق الاستمتاع بتأمل امراضنا المزمنة... فنحن يا تُرْبة باركت صرختنا الأولى وفي طريقها إلى احتضان صرختنا الأخيرة، أمام حالة اللاتوازن التي نعيشها على كل الاصعدة النفسيّة، العاطفية، الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية، فقدنا الاتجاه والفهم لكل الخلفيات الفكرية والروحانية. اصبحها نتساءَل كيف نبدأ...؟ من اين نبدأ وما الذي يؤثر فينا فعلا وما هاته التراكمات الحياتية التي أتعبتنا ولا نعرف ان هي ستجني علينا ام نحن الجانون على الحياة...؟