..عامان بالتمام والكمال وجدت نفسي متوقفا عن الكتابة.. لا أدري هل هي راحة اجبارية فرضتها على نفسي أم أنني لم أجد فضاء أكتب فيه.. ربما الإثنين معا الى أن دعاني زميلي وصديقي رئيس تحرير صحيفة «الأسبوعي» حافظ الغريبي وطلب مني أن أكتب.. أن أصرخ.. أن أتنفس.. أن أقول ما لم أقدر على قوله أمام شاشة التلفزيون وها أنا أجد نفسي أمام ورقة بيضاء أخطّ ما أقدر على كتابته..ولا أنكر أبدا أن وجود المشرف التحريري الأول على دار الصباح الأستاذ فيصل البعطوط صاحب بطاقة «في الموعد» التي كان يخطها قبل عشرين سنة في صحيفة «الأنوار» الأسبوعية والتي كنت من «ملتهميها» ومن قرائها الأوفياء (ما انفلتهاش) كان حافزا ودافعا لي كي أكتب وأعانق الصحافة المكتوبة من جديد.. هذه الصحافة المكتوبة التي أعطتني كل شيء.. ولم أعطها بالقدر الذي كنت أتمنى أن أعطيه لظروف يطول شرحها.. ها أنا أعود الى القراء فهل تقبلوني صحفيا مازال يتعلم.. ومازال يحلم برائحة المطابع والورق في زمن ارتفعت فيه تكلفة الصحيفة وأجبرت فيه على ملازمة الفراش لأن النظام المالي العالمي أصيب ب «أنفلونزا» (شيء يفجع)!! ...سأكتب حبا في الصحافة المكتوبة التي صنعتني وساندتني كثيرا وأعطتني شحنة لكي أواصل مسيرتي.. بثبات .. برامج الدموع أم فكاهة «الضحك على الذقون» «واضح» هي سلسلة تلفزية لنصر الدين بن مختار وهي من السلسلات التي حققت نجاحا كبيرا في قناة حنبعل التونسية.. أما لماذا نجحت ..فلأنها كانت صادقة.. تناولت أحلام ومشاغل الناس.. عبرت عن مشاكلهم وشواغلهم وكانت الأقرب لهم.. لذلك كنا ننتظرها كل يوم من رمضان لمشاهدتها.. وأنا أشكر نصر الدين على هذا العمل الابداعي الذي اعتمد على أحاسيس المواطن التونسي ولكني ألومه لأنه تناقض مع نفسه حين قال إنه مستاء من البرامج التلفزية التي تعنى بمشاكل الناس..وسماها برامج الدموع.. وكأن الدموع عيب وفضيحة وجريمة! ....أنا أسأل نصر الدين ..أيهما أفضل فكاهة تافهة.. سطحية.. لا خيال ولا ابداع فيها.. أم الطفل حسام الذي بثت حالته قناة حنبعل في برنامجها المسامح كريم والذي يعاني من اهمال العائلة فعاش طفولة صعبة كانت حنبعل اختزلتها في صور لن تنسى! أجبني يا نصر الدين يا صديقي! برقيات * الى هاني شاكر: غبت عن قرطاج.. ولكنك لن تغيب بصوتك الدافئ وأغانيك الرومانسية.. * الى فيصل البعطوط: سنوات من الغربة عدت بعدها للصحافة التونسية التي أبدعت فيها ...عدت إليها من الباب الكبير ..بالتوفيق إن شاء الله. * الى غازي العيادي: مهما قيل.. أنت تستحق قرطاج! * إلى امرأة: منك استمدّ الكتابة والحياة! للتعليق على هذا الموضوع: