أُطيل التأمل في مقلتيك وأسبح فوق السحابْ، أطيرُ أحطّ على كوْكب من سرابْ وأسأل نفسي: إلى اين تمضي؟ وهذا الظّلام يحيط بنا.. ومن كل صوب ومن كل باب.. يجيء ويقفو خطانا، على كلّ درب يدبُّ الضبابْ وأسألُ نفسي: لماذا تعذّب نفسي؟ وتمضي بعيدا بعيدا وأنت على بعد نبْض وقلب وأنت على بعد بابْ وأنت بدار المحبّين بدْرٌ توارى وراء الغيوم، وفوق الجبال نسورٌ تهيمُ وحط الفراغ ? ? ? تذوب شموعك.. ولا ضوء يأتي يضيءُ دروبكْ.. ولا ورد فوق خدودكْ ولا حب هزّ نهودكْ. تمرّ السنون وانت سجينةُ هذا الزمان وانت سفينٌ بلا أشرعة ولا نجم عليٌّ يقودُ خطاك ولا فجْر يسري بلقياك منذ مجيء المغول أقاموا خياما ولم يرْحلوا حطّوا الرّحال على ركبتيك ومدّوا جسُورا على ضفتيك وصلُوا الى قبلة في المغيبْ وسدّوا الطريقْ اليك الوصول حرامٌ حرامٌ على العاشقين لقاءُ الحبيب حرامٌ على الحاملين على الكادحين على من تبقى من الهاربين الى غربة في البعيدُ، وضاعتْ شموسك تنيرُ الغريبْ ولا لون فيك يعيدُ رُسوما لرسم جديد ? ? ? فلا أحمر ولا أخضرٌ ولا أزرق أعاد النّجوم الى مقلتيك وتهت سفينا بلا بوصلة وصرت سرابْ، اراك شعاعا مضيئا بقوْس قزحْ، يدبُّ رويدا، رويدا.. كما الفجر يسري يشقّ الظلام كما النور يأتي.. فيعلو صياح الديوك وتعلو شموسٌ ويفتح بابْ.