كان للجمهور موعد ثقافي متميز مع الشعر، وذلك مساء السبت الماضي بفضاء دار الثقافة ابن رشيق. نشط الأمسية الشاعر فريد السعيداني الذي قدّم الضيوف المشاركين، الشاعر الفرنسي «جان كلود فيلان» والشاعر المنصف الوهايبي والشاعرة يسرى فراوس والفنان نوفل بن علي. ضربة البداية كانت مع العزف على العود حيث أدى نوفل بن علي أغنية «أحلام في الزمن الخائب» من كلمات الشاعر الراحل عبد الحفيظ المختومي وقصيدة «تعب الفتى» لعماد الزغلامي. ثم قرأ الشاعر منصف الوهايبي مقالا بالفرنسية كتبه جان كلود فيلان عن تونس التي يحلم بها وفيها شهادة عن الثورة التونسية، ثم تولى الشاعر منصف الوهايبي قراءة قصائد كان قد عرّبها للشاعر الفرنسي الضيف من ديوان بعنوان «النّهر النّازح». والظاهر ان تعريب الوهايبي كان ناجحا الى حدّ بعيد في إدخالنا الى عالم الشاعر «فيلان»وتأكد ذلك بعد ان قرأ الشاعر الفرنسي قصائد بالفرنسية من ديوانه المذكور. واكتشف الجمهور شاعرا فرنسيا كبيرا وإن كان صديقا مخلصا لتونس بزيارتها كل سنة وزيارة أصدقائه ومن أبرزهم الشاعر منصف غشام. ثم كان للحاضرين لقاء مباشر مع الشاعرة يسرى فراوس التي قرأت نصوصا مختلفة من تجربتها منها قصيدة «هنا تونس» وقصيدة «الانشطارية» و «صباح الحكايات». وقرأ منصف الوهايبي قصيدة «بنجامين بوتون في حبّة ملح». لقد غلب على الأمسية الغناء في أداء صوتي ضعيف رغم قيمة كلمات الشعراء الذين غنى لهم نوفل بن علي، واكتشف الجمهور فنانا عاديا جدا ينقصه الكثير غناءً وتلحينا. ولكن دفء الكلمات التي أمتعنا بها الشعراء المشاركون كانت منقذة لنا من بردٍ كثير في ثورة متعثرة لم تصنع خطابها الثقافيّ بَعْدُ.