دخل اليوم (الأربعاء 15 فيفري 2012) بكلّية العلوم بتونس طلبة « شباب حركة النهضة بالجامعة «في تنظيم تظاهرة الهدف منها الإعلان عن ظهور هذا الفصيل الطلابي لحركة النهضة لأول مرة على الصعيد الميداني، استعملوا فيه مضخّمات الصوت ودعوا وسائل الإعلام إلى الحضور إضافة إلى حضور ممثلين عن حركة حماس الفلسطينية، وذلك دون أن يجشّموا أنفسهم عناء الاسترخاص من إدارة الكلية، بل كل ما قاموا به هو إعلام العمادة بنص الدعوة صبيحة هذا اليوم. وهو ما شكّل خرقا فاضحا للتقاليد الجامعية وللقوانين المعمول بها، ومصدر إزعاج كبير لزملائهم الطلبة الذين كانوا يقومون بامتحانات الماجستير داخل قاعات الكلية ذاتها. الأمر الذي حدا بالسيد عميد الكلية إلى مطالبتهم بالتخفيض من الصراخ والتخلّي عن استعمال مضخّمات الصوت. وأمام إصرارهم على التمادي في عرقلة سير الامتحانات والدروس، وقع الالتجاء إلى قطع التيار الكهربائي، فارتفع تشنّجهم ولم يعودوا يتورّعون عن سبّ الأساتذة وأعضاء المجلس العلمي وعلى رأسهم السيد العميد، وعن كيْل الشتائم للنقابيين ولنقابة الجامعيين. وحرصا منهم على إنجاح الامتحانات، اقتصر أساتذة وباحثو كليّة العلوم على الإعلان عن حملهم للشارة الحمراء كامل يوم غد الخميس 16 فيفري 2012، في انتظار أشكال نضالية أخرى أكثر شموليّة. فهل هذه عيّنة على تحييد الجامعة التونسية من منظور الوزارة عن التجاذبات السياسية والحزبية، وعلى فهم الوزارة الجديد لشعار عدم تسييس الجامعة أم ماذا؟ إنّنا ندعو الوزارة إلى تحمّل مسؤولياتها كاملة في منع مثل هذا التوظيف السياسي الرّخيص للفضاءات الجامعيّة، وإلى إصدار أمرها لطلبة الحزب الحاكم بضرورة الالتزام بالقانون، وبعدم جرّ الجامعة إلى متاهات الفوضى والعنف. خاصّة أنّهم لم يحترموا إجراءات الاسترخاص، وضربوا عرض الحائط بالتقليد المتمثّل في عدم أحقّية الأحزاب السياسيّة في التحّرك بالجامعة التونسية (والاقتصار في ذلك على نقابات أو جمعيّات مرخّص لها تمثّل بعض المجموعات الطلابيّة) مشكّلين بذلك عائقا أمام سير الامتحانات والدّروس، وكأنّ نشاطهم هذا أثمن بكثير من وظيفة الجامعة الأساسيّة، إضافة إلى السبّ والشّتم الذي طال الجميع. فإلى أين نحن ذاهبون؟ سؤال ملحّ، على الوزارة أن تردّ عليه بإجراءات واضحة وصريحة ولا بعبارات «نأسف..» أو بتجاهل الأمر تماما...