التأم يوم السبت الماضي بأحد النزل بالعاصمة اجتماع برئاسة الأخ سامي الطاهري الأمين العام المساعد للاتحاد المسؤول عن الإعلام ومدير جريدة «الشعب» للنظر في المطالب المهنية للجامعيين وكذلك الوضع الذي تعيشه بعض الكليات وخاصة كلية الآداب بمنوبة. الأخ حسين بوجرّة الكاتب العام للجامعة قدّم بسطة عن الوضع النقابي في القطاع وعن الندوات الثلاث التي تمحورت في مطلب توحيد القوانين الأساسية لمختلف الأسلاك الجامعية مع المحافظة على خصوصية كلّ سلك وآليات الارتقاء من رتبة إلى أخرى ومسألة التشغيل الهش (كيفية التعامل مع وضعية المتعاقدين وأساتذة السلك المشترك). وقد تمّ توزيع ملحق لندوات اصلاح الأنظمة الأساسية للجامعيين على الحاضرين. من جهة أخرى استعرض الأخ حسين بوجرّة العلاقة مع سلطة الاشراف مؤكدا أنّ الوزارة لم تستجب للمطالب المقدمة إليها ولم تعمل على تطبيق الاتفاقات وانتهجت سياسة المماطلة والتسويق في تعاملها مع الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي. أمّا الأخ سامي الطاهري فقد استعرض من جهته الوضع النقابي والحراك الذي تعيشه البلاد بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 مشيرا إلى مؤتمر طبرقة الذي أفرز قيادة نقابية جديدة تحرص كلّ الحرص على استقلالية العمل النقابي والالتزام بالدفاع عن مطالب الشغالين بالفكر والساعد مؤكدا في ذات الوقت أنّ البعدين الاجتماعي والوطني في عمل الاتحاد ليسا منفصلين بل هما متلازمان وبالتالي فلا مجال لحصر دور الاتحاد في الشأن العمّالي والاجتماعي دون سواه. الأخ الطاهري أشار إلى المحاولات الفاشلة لارباك الاتحاد والتشكيك في مصداقيته وفي نضالات العمّال المشروعة دفاعا عن حقوقهم ودعم مكاسبهم مؤكدا أنّ محاولات تدنيس مقرّات الاتحاد من خلال الاعتداء عليها برمي القمامة والحرق لن تزيد العمّال الالتفاف حول منظمتهم العتيدة هذا الهرم الشامخ الذي خرج منتصرا من كل الأزمات التي فرضت عليه على مدى مختلف محطّات تاريخه المليء بالنضال لا فقط من أجل مصالح العمّال بل وأيضا من أجل مصلحة تونس وتقدمها وتطورها. كلمة الأخ سامي الطاهري كانت شاملة وحاضنة وتضمّنت مساهمة الاتحاد في انجاح ثورة الحرية والكرامة وفي انجاح الاستحقاقات الانتخابية (المجلس الوطني التأسيسي) والتصدّي لمحاولات الالتفاف على أهداف الثورة ومحاولة فرض نمط معين من الحياة على التونسيين وفي هذا الاطار أكّد تمسّك الاتحاد بالديمقراطية والحداثة وحرية الرأي والتعليم واحترام حقوق الانسان واحترام مكوّنات المجتمع المدني ومكوّنات الذاتية التونسية ومنها العلم المفدّى مستنكرا انزال العلم مؤخرا في كلية الاداب بمنوبة. الأخ الطاهري دعا وزارة التعليم العالي إلى ضرورة احترام الاتفاقات الممضاة واحترام كرامة الجامعيين وتشريك النقابيين في ضبط الخطوط العريضة لمنظومة التعليم العالي وعدم الانفراد بالرأي، لأنّ النقابات شريك فاعل في الحياة الجامعية في مفهومها الشامل ولا مجال لتهميش دورها مستنكرًا المنشور عدد 7 والذي هو عبارة عن هياكل موازية لا تختلف عن الشعب المهنية في العهد السابق دعت إلى تكوينها رئاسة الحكومة مؤخرا. النقاش الذي تلا كلمة الأخ الطاهري كان حرّا وديمقراطيا وبلغ عدد المتدخلين أكثر من ثلاثين متدخلا ناقشوا أوضاع الجامعة الحالية وانتظاراتهم منها في ظلّ انسداد آفاق الحوار والتفاوض مع وزارة التعليم العالي التي تنصّلت من تعهداتها السابقة ومنها بالخصوص احداث منحة العودة الجامعية وتخصيص مكافأة مالية للمجهودات الاضافية في اطار منظومة «إمد» هذا إلى جانب تشريك النقابيين في اصلاح القوانين الأساسية عبر لجان مشتركة وفي حركة النقل وتسوية وضعية المساعدين التكنولوجيين (في عملية الانتداب) مع المطالبة بتلبية مطالب المدرسين التكنولوجيين والمبرزين. من جهة أخرى عبّر أعضاء المجلس القطاعي عن تمسّكهم بالاتفاق حول مراجعة تراتيب اجراء انتخابات لجان الانتداب وطالبوا بتعميم مبدأ الانتخاب على كافة الأسلاك هذا إلى جانب المطالبة بتأمين الحماية للجامعيين داخل الحرم الجامعي وعدم اسناد رتبة أستاذ متميّز لكلّ من ناشد أو تحمّل مسؤولية صلب هياكل التجمع وسحب الرتب التي أسندت مؤخرا إلى هؤلاء. المجلس القطاعي عبّر عن تجنّده للدفاع عن المطالب المشروعة للجامعيين معلنًا الدخول في اضراب وطني كامل يوم الخميس 12 أفريل 2012. المجلس القطاعي للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي أصدر كذلك لائحة عامة تضمّنت بالخصوص الاعتزاز بالانتماء إلى الاتحاد والتنديد بالاعتداء على مقرّاته مؤخرا إلى جانب مساندة عميد كلية الاداب بمنوبة والمجلس العلمي والأساتذة وكافة العمداء وأعضاء المجالس العلمية ورفضهم للعنف والاعتداءات التي طالتهم كما طالب أعضاء المجلس القطاعي وزارة التعليم العالي باصدار منشور ينصّ صراحة على كنف الوجه داخل الحرم الجامعي واحترام قوانين المؤسسات الجامعية المجلس طالب كذلك بسحب المنشور عدد 7 والمتعلق بتكوين خلايا ولجان انْصات واصغاء. هذا وقد أقام الجامعيون موكبا لتحية العلم وانشاد النشيط الوطني الرسمي اجلالاً للعلم واحتجاجًا على تدنيسه وانزال من على مبنى كلية الاداب بمنوبة وذلك يوم 14 مارس الجاري.