نظم الاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة يوم الاحد الماضي تظاهرة ثقافية حول المقاومة العربية وذلك بالتنسيق مع قسم المرأة والشباب والجمعيات بالاتحاد العام.. و احتوت هذه التظاهرة على مداخلة للاستاذ شكري بلعيد بعنوان المقاومة العراقية والتحديات الطائفية عقّب عليها الناشط الحقوقي والباحث النقابي الأخ سالم الحداد تمت كذلك دعوة السيد سلمان الهرفي سفير دولة فلسطينبتونس الذي تم استقبل من طرف الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام والأخ مصطفى المديني الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة وعدد من اعضاء المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد والاطارات النقابية بالجهة. وألقى الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد في مستهل الندوة كلمة أكد فيها حرص المنظمة الشغيلة التونسية على تثبيت مواقف الاتحاد المبدئية والثابتة تجاه القضايا العربية العادلة ودعم ومساندة مقاومتها الشعبية الوطنية مبرزا منها بالخصوص المقاومة الفلسطينية الباسلة والمقاومة الشعبية في العراق ولبنان. وجدد الأخ عبد السلام جراد استعداد الاتحاد اللامشروط لدعم القضية الفلسطينية عبر المد التضامني المادي ومن خلال إعلاء كلمتها في كل المنابر الدولية وشدد على أن لا استقلال لأي دولة عربية ما دامت فلسطين العربية محتلة وشعبها محاصرا وبين الأخ الأمين العام الامتداد التاريخي للتضامن النقابي التونسي مع القضية الفلسطينية حيث بعث شهيد الحركة النقابية والوطنية ومؤسس اتحادنا الزعيم فرحات حشاد أول مكتب للشباب المتطوع للدفاع عن فلسطين سنة 1947 وذلك ايمانا بأن كرامة شعبنا هي من كرامة فلسطين ومشيرا الى اللقاءات المستمرة التي كانت تجمع بين القادة السياسيين الفلسطينيين وعلى رأسهم الزعيم الشهيد ياسر عرفات وبين القادة النقابيين التونسيين وفي مقدمتهم الزعيم الراحل الحبيب عاشور ولم يغفل الأخ الأمين العام التذكير بامتزاج الدم التونسي بالدم الفلسطيني في حادثة حمام الشطبتونس مبرزا رفض شعبنا لتمرير المشاريع الصهيونية الامبريالية . وأكد الأخ عبد السلام جراد من جديد دعم النقابيين التونسيين لشعب فلسطين من أجل تحرير وطنه دون التدخل في الاختياراته. نحن بحاجة الى دعم ومساندة أكثر من أي وقت مضى أما سعادة سفير فلسطينبتونس فقد اعتبر حضوره في هذه التظاهرة تأكيدا متجددا من ابناء الاتحاد العام التونسي للشغل على دعمهم ومساندتهم للشعب العربي في فلسطين وقال إننا نرى فيكم سفراء لفلسطين فصوتكم صوت الحق والحرية والعدالة والتضامن الذي نستمع اليه دوما يمنحنا الثقة المتجددة بأنفسنا ويمنحنا القدرة على المزيد من الصمود والنضال رغم كل ما يحاك ضدنا وضد شعبنا وقياداتنا في الظرف الراهن ولم يخف سعادة السفير أن الشعب الفلسطيني يمر الآن بظروف قاسية جدا ورغم الأمل المعقود على حكومة الوحدة الوطنية (المتوقع تشكيلها بين يوم وآخر) فإن صيفا حارقا يتوقع أن تشهده الساحة الفلسطينية في ظل عدة تراكمات لم يفصح عن طبيعتها مشددا على ضرورة أن ترفع البندقية الفلسطينية إلا في وجه العدو. وفي الختام حيّ السفير نجاح النقابيين التونسيين في انجاز مؤتمر الاتحاد الاخير وثمن تشبثهم بمبادئ التضامن العربي مجددا الحاجة للدعم والمساندة أكثر من أي وقت مضى. لا نساند المقاومة بل نتبناها وجاء في كلمة الترحيب التي ألقاها الاخ مصطفى المديني أن ابناء الاتحاد تربوا على مبادئ التضامن مع قضايا الحق والحرية والعدالة معتبرا أن إقامة مثل هذه التظاهرة يشكل إحدى مظاهر هذه المبادئ التي لا تقف عند حدود المساندة للمقاومة العربية سواء في فلسطين أو في العراق أو لبنان بل تتجاوز ذلك الى تبنيها وإحلالها منزلة اساسية في النضال اليومي للعمال وبين أن هذا المنظار للقضية الفلسطينية هو نفسه الذي ينظر من خلاله عمال تونس الى المقاومة في العراق واعتبر اعدام الشهيد صدام حسين جريمة لا يمكن السكوت عنها وجدد الوفاء والالتزام بقضايا الأمة العادلة. مداخلات وشعر إثر ذلك تواصلت اشغال التظاهرة ليلقي الأخ شكري بالعيد مداخلة حول المقاومة العراقية والتحديات الطائفية . بعده كان للاخ سالم الحداد تعقيب ابرز فيه رؤية شاملة للمقاومة العربية عموما محللا اشكالها وابعادها والتحديات المطروحة عليها والعراقيل التي تواجهها ، وشفعت المداخلتان بنقاش ثري وعميق ترادف مع مداخلات شعرية لبعض الشعراء النقابيين .