فقدته شرفةٌ مهجورةٌ في صمتها، وجهك مسترخ عميقا في خطانا، ثاقب كالنّسر ينسابُ نشيجا وفراشا في انحدار السفح للأعلى تعبنا نلقُط العالم والأحلام من أحراشه وجهك محفورٌ كهذا النهر في احداقنا نقطع من سمرته أقمشة كي نخفي المجهول من أنفسنا نقطع قرميدا قديما وسحابا يلعق الرّمل ولون الخوف عن عزلتنا يا أبي تجري كهذا النّهرفي قمصاننا تفتحها كي يدخل الموج بخفّي خشب تفتحها مثل ضماد باهتٍ، قمصاننا مثل بساط منهك أكمامها تقطر وحلا وضفافا أسقطتها الريح في التيار لوندري حقولا ذهبت خلف ثغاء جبليّ ربما قد نصل السّفح وهذا الصخر في أقدامنا قبر مليءٌ بالأخاديد وصبغ أسود يطفح بردا وخفافيش ببطء نختفي في حدبة التل كريشات الصدى البريّ ننْسى كالخُطى الأولى ووقع البهجة البيضاء في الاهداب ننسى هكذا... حتّى كلابُ الصيد تنسى صوتها المربوط في مجدافنا الخائف تنسى دمنا لم نعد نمشي ببطء نرتخي عند مساء يصعد الجدران مثل اللّص قد نعرف ما نعرف في غفوتنا يا أبي هل نعرف القرية والسهل وذيل القمر المائل حيث استلقت الصحراء عند الجرف فوق الأكلبتوس هل نرى حقّا ألم نقتلع المشمش من أعيننا ثم بكينا في هدوء كالعذارى خلف باب مقفل يدفع فرْو الضّوء والدفء بعيدًا. هل نرى الزّرقة في أغنية الخزّاف هل نحلم أو نكبر فيما نحن ننجو صدفة تؤلمنا الشّهوة واللّيل أبي وجهك لا يشبهُنا. (القصيدة الفائزة بالجائزة الأولى في الملتقى الوطني «منّور صمادح» للشعر قمرت 9 جوان 2012)