بعد أن أصرت الحكومة على تعنتها وأخلفت بوعدها في إطلاق سراح النقابيين وأعوان الصحة بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس عادت سلسلة الإضرابات القطاعية الدورية يوم الاثنين 6 جويلية 2012 وعادت لتضرب بقوّة وتشل قطاعات حيوية في كافة ولاية صفاقس بدء بالنقل البري والحديدي والجوي والبحري في كافة وسائل النقل حتى في سيارات الأجرة والتاكسي مرورا بقطاع البريد وصولا إلى التجهيز. وقد بلغت نسبة الإضراب أرقاما وصلت إلى حدود 100% في النقل وما بين 60 % و 85 % في قطاعات أخرى . الشعب تحولت إلى مراكز الإضراب و التقت بالأخوة : الأخ حسن المسلمي : الكاتب العام للنقابة الأساسية للتجهيز والإسكان بصفاقس : انخرط عمال وأعوان الإدارة الجهوية للتجهيز بصفاقس ولبوا نداء منظمتهم الإتحاد العام التونسي للشغل للدفاع عن الحق النقابي والتصدي لكل المحاولات التي تقوم بها الحكومة المؤقتة ضد الإتحاد والحركة النقابية. ويأتي هذا الانخراط في النضال من أجل إطلاق سراح مناضلي الهادي شاكر وإلغاء كل التتبعات وإخلاء المرفق العمومي المستشفى الهادي شاكر من عناصر غريبة وميليشيات والتنديد بما يتعرض له النقابيون على يد القمع بعد أن توجهت لتنصيب مدير معروف بانتمائه إلى التجمع ثم تحوله إلى نهضوي ليكرس سياسة ضرب المؤسسة العمومية والسطو على مقدراتها وربطها بالحزب الحاكم كما كان يفعل النظام السابق . وقد عبر الأعوان عن استعدادهم لمزيد النضال حتى الإفراج عن المناضلين وإيقاف التتبعات والتصدي لهذه الهجمة الممنهجة ضد الحركة النقابية والشعبية لتطويعها لنظام لا يخدم مصالح الجماهير. الأخ رشيد داود : الكاتب المساعد للجامعة العامة للاتصالات : نسبة الإضراب بلغت 85 % وهذا دليل على تفهم القواعد لمشروعية المطلب وشرعيته وضرورة التصدي للهجمة ضد النقابيين . وقد مورست ضغوطات وحالات إرهاب وإرباك تذكرنا بعهد الاستبداد، ولكن ذلك لم يجد نفعا أمام إصرار النقابيين على الوقوف إلى جانب المعتقلين أعوان الصحة بالمستشفى الجامعي كما كان الإضراب مناسبة ليقف العمال على زيف أعداء الحركة النقابية وعدائهم للإتحاد وهم مسعتدون لخوض محطات نضالية أخرى . الأخ رضا بازين الكاتب العام للفرع الجامعي للسكة الحديدية : إضراب عمال السكة الحديدية تجاوز 60% رغم محاولات التشويه التي قامت بها الحكومة ضد النقابيين مع إصرار نقابيي السكة الحديدية على ضرورة أن تمد وزارة الصحة والحكومة ما يثبت إدعاءاتهم. فكيف يطالبون باستقلالية القضاء الذي مازال لم يقل كلمته ويقرّون في نفس الوقت تحديد التهم؟. وعمال السكة الحديدية خاصة المضربين منهم والبعض من غير المضربين مصرون على معرفة الحقيقة لأن الإتحاد والهياكل النقابية لم يتعودوا على مخالطة المنخرطين كما يزعم البعض وهو سلوك جاحظ يتسم بتغليب الحزبية على مصلحة المنظمة هذه المنظمة التي نحتت جزء كبيرا من تاريخ البلاد بفضل تضحيات عمالها . فالمجموعات التي سعت إلى تخريب الحركة الإضرابية نقول لها ننتظر صياحكم إذا طالب العمال بالعدالة الجبائية فهم يريدون إسقاط الحكومة وإذا طالب العمال بتحسين وضعيتهم فهم يتآمرون على النهضة وإن احتجوا عن الأوضاع المتردية فهم من جماعة صفر فاصل. فهل أسقط شعبنا الدكتاتورية ليتخلى عن أهداف الثورة؟ إذا كان هذا فالإتحاد العام التونسي للشغل لا ولن يهادن في حقوق الأجراء ولن يصمت إذا تعلق الأمر بمس استقلالية القرار القضائي مهما كان الطرف الموجود في الحكومة .