... حقق الاضراب العام الذي دعا اليه الاتحاد الجهوي للشغل نجاحا كبيرا رغم مساعي بعض الاطراف لافشاله «الشعب» اتصلت بالكاتب العام للاتحاد الجهوي بسيدي بوزيد للاستفسار عن المسألة فكان هذا الحديث الخاص: سي التهامي، كيف تنظرون الى الاضراب الذي عرفته ولاية سيدي بوزيد؟ هذا الاضراب جاء نتيجة انسداد الحوار فيما يخص الموقوفين بالسجون وهؤلاء الموقوفون قد احتجوا من اجل المطالبة بالماء الصالح للشراب فأبناء جهة سيدي بوزيد كانوا يحلمون بانتصاب المؤسسات ذات الطاقة التشغيلية الكبيرة التي بامكانها أن تستوعب جحافل البطالين والعاطلين عن العمل من ذوي الشهادات الجامعية وغيرهم، الا ان الحكومة التي ارسلت في عديد المرات وفودا في كل مرة يضم عددا من الوزراء ويقدمون وعودا كبيرة جدا للتنمية والبنية الاساسية والصحة والتعليم والتشغيل فكانت الخيبة قد فتحت ابوابها امام ابناء الجهة الا ان ذلك كان هراء وكلاما لا يجدي نفعا. لكنهم قالوا ان الاضراب سياسي بالاساس بعيدا عن المطالب الاجتماعية، فكيف ترى المسألة؟ هذا الكلام كنا نظن اننا قد تجاوزناه منذ نصف قرن الا ان هذه الحكومة رجعت بنا اليه فكل عمل هو سياسي بطبعه وعدم التعاطي في السياسة، سياسة لكن سيدي بوزيد اشعلت ثورة اجتماعية في 17 ديسمبر 2010 وظلت تنتظر ما يمكن تحقيقه الا ان بعض الوزراء امثال وزير الداخلية ووزير الخارجية واملاك الدولة والشؤون الدينية كلهم قالوا ان الحراك الذي تعيشه سيدي بوزيد هو من تنظيم اللصوص وتجار المخدرات وباعة الخمر فمن كان تفكيره بهذا المستوى لا يُعلقُ عليه. يلام عليكم البيان الصادر في اعقاب الهيئة الادارية التي قررت الاضراب العام وانه بيان لتصعيد المواقف وليس لتهدئة المسائل وخاصة الحكومة تقوم بمساع لضمان العيش لأهالي سيدي بوزيد؟ لم تكن نيتنا التصعيد وما كنا نريد التصعيد والدليل على ذلك اتصلت شخصيا بوالي الجهة عديد المرات قبل الهيئة الادارية الجهوية وطلبت منه اطلاق سراح الموقوفين ووعدني بذلك لكنه لم يف بعهده ولذلك قرار الهيئة الادارية كان صائبا وفي إبانه. قيل كذلك ان جماعة الاتحاد هم الذين اشعلوا نار الفتنة بأن دفعوا عملة الحظائر للاحتجاج وتخريب هياكل الدولة في ولاية سيدي بوزيد؟ عمال الحظائر هم شباب من العاطلين عن العمل تم تشغيلهم بصفة وقتية لم يحصلوا على أجورهم طيلة 3 أشهر طبعا فانهم التجؤوا الى الاحتجاج ولا يمكن لأي كان ان يقنعهم بعدم الاحتجاج لكن السلط جابهتهم بتدخل أمني عنيف وبطبيعة الحال فالعنف يولد العنف. هل تم الافراج عن كل الموقوفين؟ مازال 4 موقوفين في معتمديات مختلفة اما الاكثرية فقد اطلقوا سراحهم. ما هي تهمهم؟ الاعتداء على مؤسسات الدولة، قطع الطريق وفي الحقيقة ان جميعهم في مرحلة احتجوا من اجل الماء الصالح للشراب فتم ايقاف البعض، ولما احتج الشباب تضامنا مع الموقوفين تم ايقاف بعضهم وهكذا دواليك. كيف تقرؤون الآتي من أحداث في سيدي بوزيد؟ ولاية سيدي بوزيد تريد وتنتظر التشغيل والاستثمار والتنمية عموما، الا ان صبرهم قد نفذ فاذا استمر الوضع على ما هو عليه فان المستقبل قد يشهد هزات كبيرة ان لم نقل ثورة جديدة والكلام الذي نسمعه من المسؤولين لا يقنع بل يستفز وما يتحدثون عنه من تكديس المليارات من أجل التنمية ليسص صحيحا، فالجهة زاد وضعها سوءا.