تتواصل لليوم العاشر على التوالي احتجاجات أهالي سيدي بوزيد المطالبين بتنمية عادلة و توفير فرص الشغل للعاطلين والتنديد بالفساد والاستبداد. ورغم إعلان حالة الطوارئ في عدد من مدن ولاية سيدي بوزيد ورغم الحصار الأمني الشامل الذي يلف كامل الولاية من طرف الوحدات الأمنية المختلفة إضافة إلى بعض وحدات الجيش الوطني إلا أن الشباب الغاضب واصل احتجاجاته ومطالبته بالتشغيل والتنمية العادلة. فقد علمت كلمة أن مسيرة نسائية سلمية بتأطير من الاتحاد المحلي ضمت مئات النسوة انطلقت يوم الأحد في مدينة المزونة من ولاية سيدي بوزيد للاحتجاج على المداهمات الأمنية التي شهدتها المدينة مساء السبت و للمطالبة برفع الحصار الأمني وإطلاق سراح المعتقلين. كما خرج مئات المتظاهرين مساء الأحد في المزونة متحدين حضر التجول وعمدوا إلى إشعال النار في الإطارات المطاطية وإغلاق بعض الطرقات وهو ما دفع قوات الأمن إلى استخدام قنابل الغاز و الرصاص الحي ورد المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة منددين بالفساد والاستبداد. أما بلدة الاعتزاز فقد شهدت مواجهات دامية بين الأهالي وقوات الأمن ولم ترد معلومات دقيقة عن الإصابات التي وقعت في صفوف المحتجين. من جهة أخرى خرج أهالي معتمدية جلمة في مسيرة سلمية بتأطير من الاتحاد المحلي للشغل جابت عدد من الشوارع تحت أنظار الأمن الذي لم يتدخل واكتفى بمراقبتها. كما دخل أمس عدد من الشباب العاطل في مدينة السبالة من ولاية سيدي بوزيد في اعتصام بمقر الاتحاد المحلي للشغل تعبيرا عن تضامنهم وانخراطهم فيما أسموه بالحركة الاحتجاجية التي تشهدها المنطقة. وعلمت كلمة أن وفدا نقابيا من مدينة سيدي بوزيد ضم عناصر من أغلب مدن الولاية توجه إلى مدينة منزل بوزيان المعسكرة حيث شاركوا في اعتصام بمقر الاتحاد المحلي وطالبوا برفع الحصار عن المدينة وعقد مجلس جهوي استثنائي ، أفادت مصادر نقابية أنه من المنتظر أن ينعقد خلال الأسبوع الجاري ويعلن عن الدخول في إضراب جهوي. من جهة أخرى نقلت مصادرنا أن السلطة دفعت بمزيد من الحشود الأمنية إلى ولاية سيدي بوزيد وأقامت قاعة عمليات للمتابعة الأمنية والتدخل السريع. كما تتواصل حملات الاعتقال والمداهمات وخلع المحلات التجارية و إتلاف المعدات ونهبها. فقد أكد المواطن محمد الصالح عيوني أن قوات الأمن اقتحموا مقهاه واتلفوا ما فيها من معدات ولما احتج رموه بقنبلة غاز. كما قال السيد محمد صالح المحفوظي أن قوات الأمن اعتدت عليه مع بناته بالضرب وسط منزله ثم قاموا بتهشيم سيارته التي كانت رابضة أمام منزله. وأفادنا النقابي سليمان الرويسي أن المنطقة شهدت اعتقالات ومداهمات ما زالت مستمرة. وأعلنت مصادر حقوقية أن السلطات الأمنية فرضت حظر التجول ابتداء من الساعة السادسة مساء في كل من منزل بوزيان و المكناسي والمزونة. وعلمت كلمة من مصادر طبية خاصة من مستشفى الحسين بوزيان بقفصة أنه في حدود الساعة الثالثة من عصر الأحد تم قبول جثة شاب من مواليد 1976 يدعى لطفي القدري أصيل منطقة الطويلة من بوزيد الغربية و متحصل على شهادة جامعية. وأكدت مصادرنا أن وفاة الشاب كانت بسبب الانتحار ولكن لم تتبين طريقةالانتحار إلى حين صدور تقرير الطبيب الشرعي اليوم الاثنين. وبانتحار الشاب لطفي القدري يصل عدد عمليات الانتحار منذ انطلاق الأحداث في سيدي بوزيد إلى أربع حالات. وخارج ولاية سيدي بوزيد توسعت يوم الأحد مظاهر الاحتجاج والتضامن، فقد شهدت مدينة بن قردان خروج مئات الشبان في مظاهرة سلمية جابت شوارع المدينة منددة باستبداد السلطة وفسادها ومطالبين برفع الحصار عن ولاية سيدي بوزيد. ولم تسجل المظاهرة أي اشتباكات مع قوات الشرطة، وألقى شبان عاطلون عن العمل ونقابيون كلمات عبروا فيها عن حقهم في المطالبة بتوفير فرص الشغل ضمانا لكرامتهم. وقدرت مصادر نقابية "لكلمة" أن عدد المتظاهرين تجاوز الألف. وفي مدينة صفاقس وبدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل، تجمع المئات من النقابين والمناضلين المساندين لأهالي سيدي بوزيد وقد حوصر مقر الاتحاد بأعداد كبيرة من قوات الأمن التي تصدت للمتظاهرين ومنعتهم بالقوة من الخروج إلى الشارع مما احدث حالة من التدافع وسقوط عدد من المتظاهرين. وفي القيروان وبدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل خرج مواطنو المدينة في مسيرة سلمية جابت شوارع المدينة مطالبين برفع الحصار عن سيدي بوزيد وقد حاولت قوات البوليس منع المسيرة من الخروج للشارع إلا أنها فشلت أمام إصرار المتظاهرين وقد أصيبت إحدى المعلمات أثناء عملية التدافع وتم نقلها إلى مستشفى ابن الجزار. كما نظم الاتحاد الجهوي بنابل ومدنين تجمعات احتجاجية في مقري الاتحاد رافعين شعارات منددة بالسياسات الاجتماعية للسلطة ومنددين بالفساد. وفي مدينة سليانة وبدعوة من الاتحاد الجهوي للشغل تجمع أكثر من مائتي نقابي ومناضل أمام مقر الاتحاد من أجل مساندة أهالي سيدي بوزيد واحتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية و التوزيع غير العادل للثروة الوطنية. وحاول المجتمعون الخروج إلى الشارع إلا أنهم جوبهوا بصد من قوات الأمن. كما شهدت مدينة سوسة تجمعا ضخما لأبناء المدينة أمام الاتحاد الجهوي للشغل مطالبين برفع الحصار وإطلاق سراح الموقوفين. ودعت النقابة العامة للتعليم الثانوي والأساسي و الجامعة العامة للبريد و النقابة العامة لأطباء الصحة والنقابة العامة للصناديق الاجتماعية إلى تجمع عام بساحة محمد علي اليوم الاثنين مساندة لأهالي سيدي بوزيد. وخارج تونس تجمع عشرات المهاجرين التونسيين أمام مقر السفارة التونسية بباريس للاحتجاج على الانتهاكات التي تحدث في سيدي بوزيد ضد المواطنين المحتجين، وقد شهد تجمعهم حضورا مكثفا من عناصر الشرطة الفرنسية.