... في تواصل مع بطاقة الاسبوع الماضي «منطق الاستشارة» اقول ان الكرة التونسية تسير هكذا على هامش الاحداث، حتى وان حاولوا إيهامنا بمناسبة او دونها ان الامور منظمة وان التخطيط سيد كل عمل مقدم والحال ان الحقيقة على ارض الواقع عكس كل كلام تجميلي «اريد به باطل» وحين نقول هذا فمن باب معرفتنا بالتفاصيل، والتفاصيل عندنا واضحة بما ان الادلة سيدة كل موقف، خاصة وان اغلب الكلام لم يعد قابلا لا للتصريف ولا للاستهلاك وفي انعدام الثقة يصبح العمل اعتباطيا في غالبيته لانه بنيّ على قاعدة «نعدي روحي اليوم وغدوى يعمل الله»، وجماعة تفكر بهذا المنطق ماذا يمكن ان ننتظر منها؟! حتما لا شيء، لكن تلك هي كرتنا، وتلك هي اوضاعنا، وتلك هي احوالنا. (2) ... وحين اقول ان الامور تسير على الهامش فان الاحداث الحاصلة سواء في ملاعبنا على اختلافها او في مكاتب جامعتنا الرياضية على تعددها تؤكد ما نحن بصدد تدوينه للحقيقة والتاريخ من ذلك ان عملية هروب بعض الملاكمين في اي سياق يمكن ان نضعها ونحن حصلت لنا اكثر من حادثة من هذا النوع لكننا لم نوليها اي اهتمام ولم نسع ولم نحاول الحد منها هذا اذا لم نقل القضاء عليها والحال اننا كنا في اكثر من مرة نبهنا الى مثل هذه المنزلقات لنكون بالتالي موضع حديث القاصي والداني في مختلف اصقاع الدنيا بعد تناقل الخبر من طرف الكثير من وكالات الانباء العالمية، فهل هذا ما نريده لرياضتنا... ام ان الحكاية تتجاوز الاطراف المعنية بالمتابعة والاحاطة ام ان من كلفوهم بلعب هذا الدور هم انفسهم في حاجة الى اعادة رسكلة وحماية ومتابعة رجاء ثبتوا اموركم. (3) قبل موعد مونديال السويد في كرة ليد استقال رئيس الجامعة يوسف القرطبي، الاستقالة قبلتها وزارة الرياضة بعد ان تعددت الروايات والحكايات والاحتجاجات من هنا وهناك لكن لماذا هذه الاستقالة في مثل هذا الوقت ان لم يكن في الامر سرا... فهل هي هكذا الامور، نقدم الاستقالة لنعلن الذهاب دون توضيح المسائل، من خلال الذي حصل في جامعة كرة اليد هناك تأكيد على ان فعل الاستشارة في رياضتنا مازال بعيد المنال، خاصة امام صمت القبور الذي تنتهجه وزارة الرياضة في معالجتها للكثير من الدوسيات الساخنة وهي التي كانت تستوجب الحسم فيها بمجرد بروزها في دائرة الضوء، ولكن هكذا نحن... فكيف لنا ان نتغير...!! (4) حادثة ذهاب يوسف القرطبي ذكرتني بطريقة ذهاب الرئيس الذي سبقه في نفس خطته ومن اعني غير رفيق خواجة، فهذا الرجل كانوا اقالوه ضمن بلاغ جاف لكنهم لم يقولوا ولم يوضحوا لماذا تم اعفاءه من مهامه وفي غياب اي تفسير او توضيح تتعدد بالتالي الروايات، نفس القرار تقريبا كان اتخذ في شأن مكتب جامعة كرة السلة والذي كان يترأسه محمود البديوي ذهب الجماعة ومعهم ذهبت الاسرار في غياب المحاسبة لذلك لا عجب في ان يتصرف بعضهم في جامعاتنا العمومية على انها إقطاع خاص بما ان لا شيء يدار بمنطق العمل الجماعي ضمن منظومة المؤسسة بما ان الفردانية ستظل بشكل او بآخر هي المنطق السائد في كل شيء تقريبا. (5) وبما اننا كنا تحدثنا عن منطق الاستشارة في هياكلنا الرياضية وغياب أسسه، فان هذا يدفعنا دفعا لدخول معمعة «فعل الاستشارة» اذا ما كانت مبنية على نوايا المصلحة الخاصة، ودليلي على ذلك قرار تعيين رشيد بن خديجة ليكون رغم انف لجنة التحكيم في صلبها فهذا التعيين بماذا يمكن ان نفسره خاصة اذ كان مبنيا على منطق تعيين تعليماتي والحال ان الفيفا رافضة لمنطق التعيين في المكاتب الجامعية فما بالك في لجانها الفرعية ههنا يصبح منطق وفعل الاستشارة لا معنى لهما ولا جدوى منهما بما ان هذه الهياكل الفوقية كان عليها ان لا تخرق هي القوانين، وفي خضم كل هذا يصبح وجود عمر الدراجي في مشهد الكرة التونسية ضروريا والحال انه كان علينا ان نسعى دائما لنضع من يمكن استشارتهم في مواقع هم في الاصل وجدوا لها بما انهم اصحاب معرفة زائد دراساتهم للعديد من الملفات والتي نجحوا في اخراجها للرأي العام الرياضي بشكلها المحبذ وليس بشكل تشويهي ان كرتنا بعيدة عن كل منطق يحكمها بعيدة كل البعد عن واقعها الحقيقي بما ان الذي يحكمها هو فعل العاطفة وليس منطق العقل... وحين اقول هذا فمن باب معرفتي بالشيء. (6) حسنا فعل محي الدين بكار حين اكد بل اجزم انه لن يعود الى جامعة الكرة، حسنا فعل لأن هذا الابتعاد كان ضروريا اضطراريا بما اننا نحن شعب نغضب «للحق» وتنطبق علينا بالتالي مقولة «ان لم تكن معي فأنت ضدي» حسنا فعلا حين اختار الابتعاد وليس الابعاد بما انه مازال على ذمة من يستشيرونه لكن ما المانع لو وضعه علي الابيض مستشارا خاصا له بما انه قد يستفيد من تجاربه ومعارفه وافكاره... ام ان هذه كذلك لابد ان تصدر في شأنها تعليمات هذا هو فعل الاستشارة الذي تحدثت عنه... والذي اتمنى ان لا يقع تأويل كلامي لان مثل هذه النصوص غير قابلة لأي تأويل... اعرف ان بعضهم قد لا يفهم المقصود واعرف كذلك ان الكتابة اصبحت بفعل الزمن التزاما منا مع انفسنا ومع الاخرين وتلك حكاية طويلة عريضة، لكنني اعود لأسأل لماذا نكتب ولمن نكتب؟