غليان اجتماعي وحالة احتقان بلغا الذروة، هذا ما تعيشه معتمدية الحنشة من ولاية منذ الأسبوع الفارط وعلى إثرهما أصدرأهالي المنطقة بيانا جاء فيه بالخصوص: على إثر الهجمة الشرسة لقوات البوليس بأوامر من السلطة عاش أهالي الحنشة ليلة رعب أعادت إلى الأذهان مجازر نظام الفساد والاستبداد وأفضت إلى مداهمات واعتقالات وإلقاء القنابل المسيلة للدموع بدل مشاريع التنمية وانتهاك لحرمات المنازل مما نتج عنه عديد الإصابات المتفاوتة الخطورة (اختناق، إغماءات سقوط من فوق الأسطح واعتقال عشرات الشبّان الرافضين لهيمنة الحزب الواحد والسطو على الجمعيات المدنية). ونفذ أهالي الحنشة في الحين إضرابا عاما مطالبين أساسا : بإطلاق سراح جميع الموقوفين وإيقاف التتبع العدلي وتحميل المسؤولية إلى والي ووزير الداخلية والاستعداد التام لمواصلة النضال بكل الأشكال و الطرق حتى إطلاق سراح كل الموقوفين ودعوة وسائل الإعلام إلى التحري والتثبت في المعلومة مشيرة إلى أن نضال أهالي الحنشة أساسه مطالب التنمية والتشغيل ولا علاقة له بالعروشية والصراعات العائلية كما قدمتها حركة النهضة. الشعب واكبت مجريات الأحداث وتداعياتها فقد التأم اجتماع جماهيري غفير بدارالشعب بالحنشة وذلك يوم الأحد 26 أوت 2012 حضرته عديد الأحزاب السياسية والمجتمع المدني وهياكل وقواعد الاتحاد العام التونسي للشغل وأهالي المنطقة الذين جاؤوا صارخين لا مطالبين بالأشياء الضرورية التي يفتقدونها كالمستشفى، أوإدارة الصندوق الوطني للتأمين على المرض أو شركة استغلال وتوزيع المياه أو شركة كهرباء وغازأومكتب تشغيل حيث ارتفع عدد البطالين بصفة مهولة بل جاؤوا ليصفوا ما تعرضوا له من عنف شديد وتجاوز لحرماتهم حيث دُوهمت منازلهم تحت جناح الظلام وسمعوا الكثير من السب والشتم والكلام النابي من قبل قوات الأمن في حضرة الزوجة والابن. وخاصة حالات الاختناق التي تعرض الأطفال والرضع والشيوخ وقد أفاد عديد المتدخلين لإبداء شهاداتهم أن ما تعرضوا له ليلة الخميس والجمعة يفوق ما عاشته مدينة غزة زمن الحصار وما تتعرض له الأراضي المحتلة من قبل الكيان الصهيوني . ومن بعض المتضررين الذين عاشوا هذه الأيام و الليالي العصيبة الشيخ حسن بن شرودة أصيل منطقة الحنشة الذي أفادنا ليلة الخميس بينما كنت نائما في حوشي أنا وزوجتي إذ استيقظت على سوط 3 قنابل في وسط الحوش وما إن أنرت البيت حتى وجدت زوجتي وقد أغمي عليها استنجدت بالجيران الذين سرعان ما أغاثونا بالحليب أما في الليلة الموالية فقد حصل ما هو أشنع حيث رمت قوات الأمن 6 قنابل مسيلة للدموع وسط الحوش فأغمي علي وعلى زوجتي وكدنا أن نموت «الله لا يبارك لهم» ماذا ننتظر من هذه الحكومة إلاّ الهم والغم ووعودهم كلها كذب وهي حكومة فاشلة بحق يحاولون تغطية فشلهم بالإدعاءات الفارغة كترويج أن ما حصل في الحنشة معارك عروشية وهذا غير صحيح وإنما حركة النهضة تريد السيطرة على جمعية العمل التنموي وهذا هو سبب اندلاع الشرارة. أما الأخ مصطفى العقربي معلم بالحنشة، كاتب عام للنقابة الأساسية للتعليم الأساسي فقد صرّح بأن الحنشة تعيش موجة من القمع من قبل قوات البوليس وإلقاء القنابل المسيلة للدموع بطريقة عشوائية ومداهمات ليلية للبيوت وإزعاج الأهالي وخاصة الأطفال والعجز والرضع فضلا عن الاعتقالات بالجملة للشباب دون موجب الشيء الذي جعل مدينة الحنشة تصاب بالشلل وتتعطل فيها كل الأنشطة الاجتماعية و المؤسسات العمومية بما فيها المعتمدية. ويأتي هذا الهجوم الشرس إثر إصرار فرع حركة النهضة بالحنشة على عقد مؤتمر الجمعية التنموية في غياب تشريك مكونات المجتمع المدني بالحنشة لتوظيفها بالحملة الانتخابية المقبلة، وحين رفض الأهالي هذا التمشي الذي تفوح منه رائحة السطو تحركت آلات القمع كعادتها بشراسة وتعدّ صارخ على كرامات و حرمات البيوت. وأهالي الحنشة يطالبون بإطلاق سراح الموقوفين وإيقاف التتبعات العدلية ومحاسبة من كان وراء التعذيب والتنكيل وعلى رأسهم والي الجهة. الأخت حنان السلامي مهندسة، من أصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل : إننا نعيش البطالة وتفتقد جهتنا إلى أبسط المرافق الصحية وانعدام البنية التحتية في جميع شؤون الحياة يضاف إلى ذلك نية فرع حركة النهضة الهيمنة على الجمعية التنموية عندها بلغ السيل الزبى وانتفض الأهالي فرد البوليس كعادته بعصاه الغليظة وإلقاء القنابل المسيلة للدموع والسب والشتم خاصة مع النسوة ( أشعر بآلام شديدة برجلي من أثر الضرب ) إذا فنحن نطالب بتتبع المتعدين على كرامات المواطنين وانتهاك حرياتهم وبالطبع إطلاق سراح كافة الموقوفين فورا. وقفة احتجاجية لأهالي الحنشة أمام مقر ولاية : منذ الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين 27 أوت 2012 تجمهر المئات من أهالي الحنشة أمام مقر ولاية مطالبين بإطلاق سراح أبنائهم فورا ومحاسبة أعوان الأمن الذين ألحقوا بهم أضرارا جسدية ونفسية جسيمة سواء أثناء مداهمة البيوت ليلة الخميس والجمعة خاصة الموافق ل 23 و24 أوت 2012 أوأثناء الإيقاف وما لحقه من تعذيب وقد التحقت بأهالي الحنشة المحتجين عدد غفير من النقابيين والأحزاب السياسية والمجتمع المدني تتقدمهم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع الشمالية وقد رفعت لافتات عديدة من بينها : «الجمعية تنموية لا للتنمية الحزبية» «تشويه الشرفاء والمناضلين سلاح الضعفاء والفاشلين» «أهالي الحنشة معتزون بانتمائهم إلى هذا الشعب الأبي ويرفضون الإقصاء» كما رفعت شعارات منادية بإطلاق سراح الموقوفين فورا والتنديد بسياسة العصا الغليظة التي تنتهجها الحكومة المؤقتة. والي يرفض مقابلة ممثلين عن أهالي الحنشة: أثناء الوقفة الاحتجاجية اتصلت الشعب بالأخ شكري يعيش عضو المجلس التأسيسي عن الكتلة الديمقراطية فأجابنا مشكورا: « بعدما بلغنا من أخبار عن الأحداث الأليمة التي جدت بمعتمدية الحنشة و التي تعود أساساإلى الاختلاف حول تركيبة الجمعية التنموية تحولت إلى عين المكان بغية الاطلاع على وجهة نظر كل أطراف المجتمع المدني بالحنشة وقصد إيجاد حل لمشكلة الانخراطات بالجمعية التنموية وكذلك إقرار طرق سلمية للحوار تجنبا للعنف وحتى لا تسيطر جهة على أخرى. ولكن مع الأسف الشديد فقد فوجئت إثر تحولي إلى الحنشة بأن الوضع خطير وأكثر مما كنت أتصور فقد وقفت على حقائق مؤلمة تتمثل في العدد الكبير للمتضررين جسديا ومعنويا و خاصة في صفوف النسوة اللاّئي أصبن من قِبل مجموعات نعتقد أنها لا تنتمي إلى الأمن والذي من المفروض أن يحمي المواطن لا أن يهجم عليه في مقر سكناه مدججا بالقنابل المسيلة للدموع مما جعل الأهالي يقضون ليلتهم بين أشجارالزيتون وقد اتصلت بالعديد من المتضررين ومن بينهم أطفال كما عاينت شخصيا أضرار الضرب والتعنيف التي ألحقت بجسد السيد فيصل بن خليفة وهو طبيب والذي وقع عليه الاعتداء أثناء القيام بعمله إذ طلب بإسعاف حالة اختناق وهذا يتنافى مع الأعراف والأخلاق الدولية سواء في السلم أو حتى في الحرب وإني في الأخير أحمل المسؤولية للسلط التي توخت طرق العنف المفرط وغير المبرر لإخماد صوت المحتجين على أوضاعهم والوقوف ضد أساليب الهيمنة على الجمعية التنموية. كما أعلن للرأي العام بأنني وخلال الجلسة التي عقدتها صبيحة هذا اليوم مع السيد والي حول الوضع المتأزم وضرورة التأم جلسة فلبّى الطلب على أن تكون في حدود الساعة الثانية بعد ظهر هذا اليوم و لكنه رفضا باتا وقطعيا حضور مجموعة تمثل أهالي الحنشة وقد نبّهته إلى خطورة هذا الموقف وما سينجر عنه من نتائج وخيمة تتمثل خاصة في مزيد الاحتقان والغليان الاجتماعي ورغم إلحاحي تمسك بموقفه وضرب عرض الحائط مطلبي ... وفعلا ها أنك تلاحظ مزيد غضب المحتجين على إثر خروجي من الجلسة. إضراب عام بالحنشة: وفعلا كان رد أهالي الحنشة - على عدم اكتراث الوالي بمطالبهم وعدم استعداده لمقابلتهم والحوار معهم في ما يتعلق خاصة بالموقوفين وما تعيشه من فقر متقع و بطالة مستفحلة ونسيان وإهمال - بإضراب عام تعطلت من جرائه الحركة في جميع القطاعات دون استثناء وشهدت الحنشة مسيرة حاشدة مطالبة السلطة بإطلاق سراح الموقوفين وبالعدالة الاجتماعية وتحميلها المسؤولية لتوخيها سياسة المكيالين. ولمعرفة آخر التطورات على مستوى المعتقلين اتصلنا بالأخ الحبيب بوعوني عضو الرابطة التونسية بحقوق الإنسان فرع الشمالية الذي وافانا مشكورا بالتصريح التالي : الرابطة تتابع عن كثب الأحداث المؤلمة والدامية التي حدثت بمعتمدية وقد قمنا بالاتصال بالأهالي لمعرفة حقيقة ما جدّ في الأيام الأخيرة وقد أفادونا بشهادات كتابية توضح جليا التعديات التي قام بها أ‘وان الأمن على حرمة الأهالي وعمليات التعذيب الذي تعرض لها الموقوفون. ويوم السبت 25/8/2012 اتصلنا بالسيد وكيل الجمهورية وقدمنا له مطلبا كتابيا لعرض الموقوفين على الفحص الطبي وقد تمت الاستجابة للطلب. ونحن كرابطة على إثرالتقرير الطبي وعلى ضوئه سنتخذ إجراءات قانونية ضد الأعوان وسنتكفل بتعيين فريق من المحامين سيتولى حضورعملية التحقيق للدفاع عن المتهمين كما أننا أصدرنا بيانا حول ما جد بمعتمدية الحنشة ووضّحنا موقفنا وحمّلنا السلط الأمنية والقضائية والسياسية مسؤولية تطورالأحداث وما لحق الأهالي من الأضرار كما نددنا بحركة النهضة التي تعمل على الاستيلاء على الجمعية التنموية بإطلاق سراح الموقوفين. وحسب مصادرنا فقد تمت نهار اليوم الثلاثاء 28 أوت 2012 إحالة ثلاثين من الموقوفين على القضاء وثلاثين موقوفين آخرين على حاكم التحقيق. آخر الأخبار حول الموقوفين أفادنا الأستاذ زبير الوحيشي أنه من بين 15موقوفا في مكتب التحقيق 2 ب قد تم إطلاق سراح 12 منهم والإبقاء على 3 موقوفين. و تم أيضا بمكتب التحقيق 4 الإفراج عن موقوفين في حالة سراح. كما أعلمنا الأستاذ زبير بأن الفحوص الطبية كشفت جليا عن وجود آثار للتعذيب على الموقوفين والرابطة التونسية لحقوق الإنسان فرع الشمالية ستتابع الموضوع كما تعهدت بذلك. النقابيون ب يتضامنون مع أهالي الحنشة لم يعد الحديث عن حركة النقل متعلقا بالمربين سواء بالتعليم الثانوي المرحلة الأولى أوالثانية والتعليم الأساسي أو ما تعانيه بعض القطاعات من مشاكل سواء مع وزارات الإشراف أوالمؤجلين حديث النقابيين بدار الاتحاد الجهوي للشغل ب بعد أن هيمنت الأحداث الجارية في معتمدية الحنشة بداية يوم الأربعاء 28 أوت 2012 وتدخل قوات البوليس بشراسة واعتقال عشرات الشبان. وفضلا عن تحول عديد النقابيين قواعدَ وهياكلَ إلى معتمدية الحنشة للتضامن مع أهالي المنطقة والوقوف إلى جانبهم من أجل تضميد جراحهم والإصرار على سراح إطلاق الموقوفين وعدم تتبعهم دون قيد أو شرط. فقد أصدرالاتحاد الجهوي للشغل ب البيان التالي : إن المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل ب وهو يتابع ما عاشه ويعيشه أهالي معتمدية الحنشة من اعتداء بالعنف الشديد ومداهمات واعتقالات وإلقاء القنابل المسيلة للدموع وانتهاك حرمات المنازل : يندد باستعمال القوة واستخدام كل وسائل القمع الوحشية ضد أهالي المنطقة. يحمل المسؤولية الكاملة للسلط الجهوية ولوزيرالداخلية لما يحدث من انتهاكات في معتمدية الحنشة. يطالب بإطلاق سراح كافة الموقوفين فوارا. ينبه إلى خطورة تحويل مطالب أهالي الحنشة في التنمية والتشغيل إلى صراعات عائلية وعروشية.