ببادرة من نادي الأدب بمعهد مرسى الرياضبتونس صدر العدد الأوّل من مجلّة «المرسى الثقافيّة»، مجلّة ثقافيّة تربويّة فصليّة يديرها رضا الثامري ويتولّى الإشراف على الأدب العربي إلهام بالطيبي وعلى الفكر والعلوم الإنسانيّة فتحي العماري وعلى اللغات الأجنبيّة رجاء الجندوبي في حين تتابع راضية جفال الإصدارات ويتولّى رضا بن صالح التنسيق . وقد صدر العدد الأوّل في طبعة محلاّة بصور لمدينة المرسى العتيقة شاهدة على عراقتها وأصالتها، أمّا الغلاف الخارجي فقد توشّح برسم تشكيليّ وبدا حجم المجلّة متوسّطا شبيها بكتاب الجيب يُتيح للقارئ حملها. تركّبت المجلّة من ستّة أبواب تتراوح بين الدراسة الأدبيّة والفلسفيّة والفنيّة والنصوص الإبداعية النثريّة والشعريّة ومتابعة الإصدارات. وقد شارك في صياغة مقالات المجلّة وبحوثها ثلّة من أساتذة معهد مرسى الرياض وتلاميذه وبعض الأساتذة الجامعيين من تونس وخارجها. فقد تناول الدكتور خميس الورتاني تحوّلات الايقاع في صدر الإسلام توخّى فيه مقاربة فنيّة ايقاعيّة تقوم على اختيارات الشكل النظمي مدخلا لدراسة تاريخيّة الايقاع الشعري العربي. أمّا الهام بالطيبي فقد تعرّضت في مبحثها «سكون المتقبّل في عيار الشعر» إلى صورة المتقبّل وحضوره في عيار الشعر لابن طباطبا. وتناولت الأستاذة سلوى العباسي بن علي في مقالها «خرافة العقل استعارة المأساة في شهرزاد الحكيم « تجلّيات الاستعارة والمعقول والخرافي في مسرحيّة توفيق الحكيم الذهنيّة شهرزاد. وتطرّق الأستاذ فتحي العماري في مقاله «الخصوصيّة والكونيّة» إلى البحث في أوجه علاقة الأنا بالآخر بين الصراع والتواصل. وتناول الأستاذ عبد الرزاق السومري مسألة تربويّة بيداغوجيّة عرض فيها بأسلوب شيّق مبسّط بيداغوجيا تدريس اللّغة العربيّة وآدابها. واستعرض الأستاذ ادريس سويد في مقاله «الخطّ العربي:التأصيل والانفتاح» نشأة الخطّ العربي ودور الخطّاطين في الرقيّ بفنّية الخطّ وانتهى إلى عرض أهمّ أنواع الخطوط العربيّة. أمّا قسم النصوص من المجلّة فقد كان متنوّعا يوشّيه نصّ للأكاديمي والأديب المغربي شعيب حليفي «نوايا المسافر إلى قرطاج» احتفى فيه بتونس فأهداه إلى اصدقائه «التوانسة» وقصّ في لغة شعريّة ساحرة بعضا من ذكرياته في ربوعها. وتوجّه الأستاذ رضا بن صالح في خاطرته برسالة إلى أبي الطيّب المتنبّي ينعى فيها مآل العرب بعد أن صارت «بغداد مستباحة والقدس مُغتصبة والقاهرة مقهورة وتونس موحشة». وتضمّن باب الشعر قصيدة «نشيد الحداثة» للشاعر والمبدع ادم فتحي، في حين كتب علي عبد الله خليفة «ما عاد للنهرين ماء»، ونشرخالد الوغلاني قصيدته « أطلق حمامك في رؤاي» . احتوى باب القصص مقامة طريفة لفتحي بن معمّر بعنوان « المقامة الروّاديّة « نسبة إلى مدينة روّاد، وكتب عبد القادر اللطيفي قصّته «الناجون»، ونشر الأديب المبدع محمّد الجابلّي قصّة «جسور الفراغ» وهي مرثيّة لبغداد تحكي في ألم وبأسلوب قصصيّ ممتع وجع الخيانة والسقوط. ولم تخلو المجلّة من ركن لمبدعي المستقبل ساهمت فيه ثلّة من تلميذات معهد مرسى الرياض بنصوص شعريّة متنوّعة واعدة ستكون خطواتهنّ الأولى على درب الإبداع والتألق. «المرسى الثقافيّة « لبنة ابداعيّة يساهم فيها جامعيون وأساتذة وتلاميذ بكلمة حرّة ومبدعة تشدّ القارئ فتشغل فكره وتملك لبّه على حداثتها.