... لاشيء تغيّر في مشهد الخدمات التي يقدّمها المترو الخفيف. هذا هو الانطباع الذي خرجنا به من جولة قمنا بها صبيحة الاربعاء في محطّات العاصمة إذ يكاد يجمع الكلّ على أنّ هذا الخفيف تحوّل بفعل الأحداث إلى ثقيل، بما أنّ فعله يسيطر عليه الجانب المزاجي للأعوان، كما أنّ خدماته تكاد تكون منقوصة أمام العدد الكبير من المستعملين للمترو الذي لم يعد محافظا على مواقيته خاصّة في ظل الاكتظاظ الكبير الذي تعرفه عرباته خاصّة في وقت الذروة، ههنا قال علي بن بشير إنّني قبل الحديث عن الخدمات سائرون لقرائكم واقعة حصلت لي مع المترو إذ حصل أن تعرّض إلى عطب على مستوى باردو فإذا يمن هم متخصّصون في الصيانة يصلون بصورة متأخّرة كما أنّ «المتروات» التي أتت بعده تعطّلت في نفس المكان فهل هذا معقول أمام التزامات الواحد منّا العائلية والانسانية والمهنية، لن أذيع سرّا إذا قلت إنّ المترو أصبح عبئا على المواطن التونسي الذي يمتطيه «لباس عليه» ليغادره مريضا جرّاء الاكتظاظ والحمولة الزائدة التي عادة ما تميّزه. هذا الموجود ! قال «بشير الخزامي» إنّ خدمات المترو «هكّاكة وبرَّى» وحتى إن رام الواحد منّا بطلب مساعدة من المراقبين أو ابداء ملاحظة فإنّ الردّ يأتي سريعًا ضمن لغة خشبية حادة «هذاكة الموجود أو خوذ تاكسي كان ماعجبكشي» ولا ندري هنا هل تعلم ادارة نقل تونس بذلك أم لا؟ أمّا مروان الحجري (طالب) فإنّه يرى أنّه من غير المعقول أن يمتطي 500 مواطن عربة طاقة استيعابها لا تتجاوز 70 مواطنا على أقصى تقدير لذلك فإنّه يرى أنّ ادارة المترو مطالبة بتوفير المترو بصورة متواترة حتى يمكن تفادي الغصرات. خدمات إيجابية ولكن ولاحظ مصطفى بن أحمد (موظف) أنّ الخدمات التي يقدّمها المترو لقطاع النقل في الحاضرة ايجابي لولا الاكتظاظ في ساعات الذروة وهي ساعات لابدّ أن يتوفّر فيها عنصر الصبر، وأكّد مصطفى أنّه فُوجىء بعدم توقف المترو في بعض المحطّات أو أنّ المترو ذاهب إلى محطّة «تي ج ام» وهذا يعني «اشرب أو طيّر ڤرنك» والحال أنّ جميعنا يعتقد أنّ مثل هذه الاشكاليات ذهبت مع النظام البائد، وأكّد عبد المنعم العرياني أنّ خدمات المترو خاصة في أيّام العودة المدرسيّة اتّسمت بالبطء وعدم الايجابية بما أنّ الكثير من السفرات تأخّرت عن مواقيتها. أمّا خديجة بن عبد الله فقد أشارت إلى كون المترو الخفيف يبقى نعمة في الأيّام العادية أمّا زمن الذروة فإنّ الأفضل أن نمشي على القدمين أفضل وأرحم. السؤال الحائر! وفي باب التمييز بين المناطق قال عمّ العربي (متقاعد) أنّ شركة المترو تعتمد مقاييس غريبة في مسألة التجهيزات من ذلك أنّها تضع مثلا عربات مكيّفة لخط المروج فيما تضع عربات عادية لخط الدندان والعكس بالعكس، إنّ هذا الاجراء أو الاختيار قد يشعر بعضهم بالانحياز أو ما شابه ذلك، وانطلاقا من ذلك فإنّني أقول إنّ ادارة الشركة مطالبة ضمنيا بالعدل بين كل المسافرين مهما كانت المناطق التي يسكنونها، أمّا الخالة علجية اللمطي فإنّها توقّفت عند الصياح والفوضى والكلام البذيء المتناثر هنا وهناك من بعض الشبّان لذلك فإنّه يكون من الأنسب تكثيف الدوريات الأمنية لضمان الحد الأدنى من الاحترام في هذه المحطّات التي يؤمّها يوميا كل الطبقات الاجتماعية. ... حتى نلتقي يبدو أنّ مسألة تنظيم الأمور تبقى بيد ادارة الشركة التي آمنت أنّها تقدّم خدمات فإنّها بالتّأكيد ستوفّر مع احترام الحد الأدنى من هذه الخدمات التي يحتاج إليها المواطن التونسي وخاصّة الموظف الذي يتأثّر عادة بالذي يحصل له في وسائل النقل فإذا ما ذهب إلى عمله وهو على أعصابه « فالأكيد أنّ ردة الفعل ستكون قوية على المواطن الزوّالي» وهذا ما سيكون محور ريبورتاج العدد القادم. لكن قبل أن نختم حريّ بنا التأكيد أنّ ادارة المترو مطالبة بتنظيم يوم تنصت فيه إلى مشاغل المواطنين كي تتمكّن من تجاوز مجموعة من النقائص والتي بالامكان اصلاحها متى تفهّم الجميع طبيعة الأدوار المنوطة بعهدة كلّ طرف فقط بشيء من التفهّم.