سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الاتحادان الدولي والإفريقي في زيارة مساندة وتضامن إلى دار الصباح وصحافيو جريدة السور يدخلون في إضراب عن الطعام رفضا للتعليمات ودفاعا عن حق مؤسستهم في الإشهار العمومي
من أخبار الصحافة التونسية:
على امتداد أكثر من 33 يوما يتواصل اعتصام دار الصباح الذي أخذ شكلا تصعيديا خطيرا في الآونة الأخيرة بعد أن دخلت مجموعة من الصحافيات والصحافيين في إضراب مفتوح عن الطعام وجد صحافيو الدار أنفسهم مضطرين إلى تنفيذه أمام لامبالاة السلطة بل إصرارها على الإبقاء على المدير المعيّن لطفي التواتي الذي يبدو أنّ أعصابه لم تعد تتحمّل إجماع الصحافيين وأعوان وعمّال الدار على رفضه ممّا جعله ينتهج أساليب الترويع والتهديد ويلجأ إلى سلطة القوّة بعد أن استفاد من قوّة السلطة وذلك بالاعتداء على أحد المصورين وتهشيم آلة تصويره بعد أن كاد يودي منذ قرابة الشهر بحياة الصحافي خليل الحناشي. بعد المساندة الكبيرة والمكثفة التي وجدها اعتصام أبناء الدار من قوى المجتمع المدني والمنظمات الحقوقيّة والجمعيات الإعلامية والشخصيات الوطنيّة، تحولت المساندة الدوليّة من مجرد اصدار بيانات المساندة والشجب لتوجهات الحكومة إلى الحضور المباشر إلى دار الصباح لتقديم المساندة الميدانيّة وفي هذا الإطار كانت زيارة وفد ضمّ ممثلين عن الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين الأفارقة يوم الثلاثاء 02 أكتوبر 2012 برئاسة السيّدين جيم بوملحة رئيس أكبر منظمة عالميّة للصحافيين والتي تضم في صفوفها أكثر من 600 ألف صحافي وصحافيّة ينتمون إلى 120 دولة والسيّد عمر فاروق عصمان رئيس اتحاد الصحافيين الأفارقة. كما حضر عن الاتحاد العام التونسي للشغل الأخوان عضوا المكتب التنفيذي الوطني سمير الشفي وقاسم عفيّة والأخ الحبيب الطريفي منسق لجنة النظام الوطنيّة. أي مستقبل للصحافة التونسيّة ؟ ببالغ عبارات التأثر وهو يزور الزملاء المضربين عن الطعام أكّد السيّد بوملحة تقديره وإكباره للروح النضالية لصحافيي دار الصباح وهنأهم بالتضحية التي يقدمونها من أجل حريّة الإعلام وأبلغ الصحافيين مساندة كل صحافيي العالم في معركتهم ودعمهم للنقابة الوطنيّة للصحافيين التونسيين، كما استنكر رئيس الاتحاد الدولي سياسة التنصيب التي انتهجتها الحكومة على رأس المؤسسات الإعلامية التونسية للتحكم في الصحافيين ومراقبتهم، وعرج عن إمكانية لقاء الوفد الممثل للاتحادين الدولي والإفريقي مع الحكومة وعن اعتزامهم سؤالها عن مستقبل الصحافة التونسيّة باعتبار أن القضيّة أصبحت إنسانية ولا تعني صحافيي الدار وحدهم وشدّد على أن الاتحاد الدولي للصحافيين يقف إلى صفّ كل المناضلين من أجل حريّة التعبير. أنتم تسلكون الطريق الصحيح السيّد عمر فاروق عصمان بدوره توجه بكلمة إلى صحافيي دار الصباح والى كل الصحافيين التونسيين عبّر خلالها عن رفض اتحاد الصحافيين الأفارقة المساس من حريّة الصحفيين وعبّر عن تضامنه مع صحافيي دار الصباح في نضالهم المشرف لكل الصحافيين الأحرار في إفريقيا والعالم بأسره واعتبر انهم يسلكون المسلك الصحيح اللازم من أجل تكريس حريّة الاعلام. أحرار افريقيا معكم العديد من أعضاء الوفد الإفريقي رفعوا الشعارات مع صحافيي دار الصباح وبان عليهم التأثر الشديد وقد أصرّ السيّد فوستر دنقوزي على الرفع من معنويات الصحافيين الحاضرين برفع شعار «تعيش دار الصباح، تحيا حريّة الصحافة» في حين حمل أعضاء آخرون من الوفد لافتات تحمل شعارات مساندة. موقف الاتحاد واضح من تنصيب المشبوهين الأخ سمير الشفّي اعتبر في كلمته أن معركة حريّة الإعلام ليست قطاعيّة وإنما هي في صلب المهمات الوطنيّة إذ لا ديمقراطية دون حرية إعلام وأكد أن الأخ الأمين العام دائم التأكيد على وقوف المنظمة اللامشروط مع مناضلات ومناضلي دار الصباح في مطالبهم المشروعة. وأكّد أن الاتحاد لا يقبل بالمساومة وباللعب وراء الستار لأن موقفه واضح من تنصيب المشبوهين على رأس المؤسسات الإعلامية ودعا في ختام مداخلته الحكومة إلى الدخول في حوار جاد لحل المشاكل المتراكمة في دار الصباح وبقيّة المؤسسات الإعلامية. رئيس اتحاد الصحافيين الأفارقة يؤكد: 80 ألف صحافي إفريقي يساندون الصحافيين التونسيين نعبر عن تضامننا مع اخواننا في دار الصباح فنحن لا نقبل بالضغط على الصحافيين في هذه الجريدة، نلاحظ اشتداد الهجوم ضدّ حرية الصحافة في تونس، ونحن لا نقبل بذلك ونعبر بكل قوّة عن رفضنا لمثل هذه الممارسات. نعبّر عن مساندتنا للنقابة الوطنيّة للصحافيين التونسيين في دفاعنا عن زملائنا في دار الصباح ونشجع كل المبادرات التي تدافع عن حريّة الصحافة. لقد لمسنا تغييرا في وضع الصحافيين بعد الثورة ولكنه ليس بالتغيير الكبير، فليس من المعقول بعد رحيل بن علي أن نجد أنفسنا مرّة أخرى نخوض معركة من أجل الحريات الإعلامية ونتضامن مع أبناء دار الصباح. في الأخير نقول للإخوة في تونس نحن معكم، 80 ألف صحافي ينتمون لاتحاد الصحافيين الأفارقة معكم وكذلك الاتحاد الدولي وكل صحافيي العالم يساندونكم في معركتكم من أجل نيل حقوقكم والدفاع عن حريّة الصحافة. عز الدين الزبيري رئيس تحرير جريدة السّور: عندما استنفدنا كل وسائل الحوار أعلنّا إضرابنا عن الطعام جريدة السّور يوميّة مستقلّة سحبت أول عدد لها يوم 03 ماي2012، خمسة أشهر من العمل كسبنا خلالها ما يكفي من الإشعاع والتميّز، نعمل مع طاقم شاب وطموح وتمكنا من تشغيل قرابة الستين عونا بين صحافيين وتقنيين وإداريين وعملة، غير أن هذه التضحيات قابلتها حالة من التجاهل من قبل الحكومة التي حجبت عنّا الإشهار العمومي في الوقت الذي تمتعت به عديد الصحف الأخرى التي تصل مداخيل بعضها من الإشهار الخمسة ألاف دينار يوميا. والسبب في ذلك يعود إلى وجود مساومة خسيسة من قبل الحكومة إمّا أن نكون في صفهم أو يتمّ حجب الإشهار عنّا. نحن نؤكد أننا لن نكون في صفوف الحكومة وأحزابها ولن نكون في صفّ المعارضة فجريدتنا خرجت من رحم الثورة وخطنا التحريري سيظلّ يعمل من أجل خدمة أهداف الثورة وتكريس إعلام بديل ونزيه ولن نركع رغم كل المحاولات. قمنا باتصالات بجميع الوزارات وأعلمناها وأرسلنا عدل منفّذ إلى السيّد رئيس الحكومة حمادي الجبالي، ونفذنا اعتصاما أمام وزارة حقوق الإنسان والعدالة الانتقاليّة ووجهنا بنفس الإجابة «أنتم تعملون ضدّ الحكومة، وتكتبو ضدّ النهضة»، في الأخير وعندما استنفدنا كل الوسائل دخلنا منذ يوم الاثنين 01 أكتوبر على الساعة العاشرة صباحا في إضراب عن الطعام، ونحن اليوم ورغم الجوع والإرهاق أتينا لنساند زملاءنا في دار الصباح. إضرابنا سيتواصل إلى أن يتمّ إنصافنا أو على الأقل تتخذ الحكومة قررا بإرساء لجنة مؤقتة لتنظيم الإشهار العمومي في انتظار أن تتوضح الأمور ويتمّ بعث لجنة قارة، فهل تتصوّر أن يتم إسناد الإشهار العمومي إلى الصحف والجرائد الحزبيّة في حين الأولى إسنادها إلى الجرائد المستقلّة، لكننا في الأخير نقول ما ضاع حق وراءه طالب.