"لأننا على حق.. و لأنّ قضيّتنا عادلة و مطالبنا مشروعة.. نجح إضرابنا... إضراب أبناء دار الصّباح الأوّل من نوعه في تاريخ الإعلام التونسي..." لقد وقف أوّل أمس أبناء الدّار من صحفيّين و تقنيّين و إداريّين و أعوان مطبعة صفا واحدا من اجل الدفاع عن حقوقهم وعن هذا الصرح الاعلامي الذي يعملون ضمنه وعن الخط التحريري لهذه المؤسسة العريقة التي تجاوزت ال 62 سنة من العمر. أحقية مطالبنا.. ومشروعيتها وجدت أول أمس مساندة كبيرة من جميع القوى الفاعلة من نقابات ومجتمع مدني وقراء "الصباح" و"لوطون" و"الصباح الاسبوعي" و"الصباح نيوز"... مساندة تجسدت بالحضور الكبير والكبير جدا للمساندين في "دار الصباح" نفسها وكذلك بإرسال البيانات والبرقيات الداعمة والمساندة او بالاتصال هاتفيا عبر الخطوط المجمعة للمؤسسة او الهواتف الشخصية لأبناء "دار الصباح" من إداريين وتقنيين وصحفيين. المساندة الكبيرة من قبل مكونات المجتمع المدني والزملاء الصحفيين من المؤسسات الاعلامية الاخرى وعدد كبير من احباء وقراء صحف "دار الصباح"، لم تكن لتكون لولا اقتناعهم التام بان المطالب المرفوعة من أبناء هذه الدار العريقة "أيقونة الصحافة التونسية " هي مطالب مشروعة وقضية أبناء هذه المدرسة الإعلامية هي قضية القطاع ككل لانّ خطر تدجين الاعلام وخنق القلم الحرّ يحدّق بجلّ المؤسسات الإعلامية عمومية كانت او خاصة. المساندة تجسدت كذلك في برقيات وبيانات المساندة التي تهاطلت على "فاكسات" صحف الدار ومن بينها برقية مساندة من النقابة العامة للتعليم الثانوي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل والتي جاء فيها بالخصوص: "باسم جميع المدرسين وهياكلهم النقابية الأساسية والجهوية، تعبّر النقابة العامة للتعليم الثانوي عن مساندتها المبدئية المطلقة لإضرابكم المشروع دفاعا عن حرية الإعلام وعن حقكم المبدئي في رفض تعيين سليل التجمع الدستوري الديمقراطي والنظام السابق على رأس مؤسستكم. كما تعبّر لكم عن مناهضتها المطلقة لكل مظاهر السطو على قطاع الإعلام وتدجينه وعن استعدادها لتقديم كلّ أشكال الدعم المادية والمعنوية للهياكل الممثلة لعموم الإعلاميين ولنضالاتها دفاعا عن استقلالية قطاع الإعلام وعن حقّ الصحفيين في ممارسة واجبهم النبيل بكلّ حرية ومسؤولية وحرفية". اتحاد الشغل يساند "دار الصباح" كما اتصلت "الصباح" ببرقية مساندة من قسم الدراسات والتوثيق بالاتحاد العام التونسي للشغل حيث عبّر هذا القسم عن مساندته لنضالات كافة عمال وأعوان وصحفيي دار الصباح ولإضرابهم العام الشرعي من اجل مطالبهم المشروعة وحرية الإعلام واستقلاليته ويجدد دعمه للنقابة الأساسية ولكافة النقابيين ودعا سلطة الإشراف إلى فتح حوار جدي ومسؤول مع النقابة الأساسية للاتحاد العام التونسي للشغل. و في برقية مساندة أخرى أكدت اللجنة الوطنية للمراقبة المالية بالاتحاد العام التونسي للشغل عن مساندتها لإضراب أبناء "دار الصباح" من اجل مطالب مشروعة رامية إلى التصدي للهيمنة المطلقة على الإعلام العمومي وضرب استقلاليته. كما عبّر إعلاميو نادي الصحافة ببنزت في اجتماعهم المنعقد الجمعة الفارط عن تضامنهم مع نقابة صحفي وعملة دار الصباح في نضالهم المشروع من اجل استقلالية العمل الصحفي وحرية الكلمة والتعبير ورفضهم القطعي للقرارات المسقطة وكلّ محاولات التدجين والتركيع والهيمنة على الإعلام. شخصيّات تساند كما ساند ابناء "دار الصباح" في اضرابهم اول امس عدد هام من الشخصيات الوطنية والنقابية ومن نواب المجلس الوطني التاسيسي وزملاء من مختلف المؤسسات الاعلامية الوطنية، وحظي الاضراب والتحركات الاحتجاجية التي قادها ابناء "دارالصباح" بتغطية اعلامية شاملة ومفصلة اذيعت في مختلف التلفزات والاذاعات والصحف التونسية وحتى العالمية. مساندة الكلمة الحرّة و لئن اختلفت اشكال المساندة لقضيتنا المشروعة الا أن مضمونها كان واحدا وهو الدفاع عن الكلمة الحرّة واستقلالية هذه الدار فقد اتصلت "الصباح" بعديد المكالمات الهاتفية من مواطنين يساندون الاضراب "الاضطراري" الذي خاضه ابناء الدار ويشدون على ايادي مختلف العاملين بها من صحفيين وتقنيين واداريين. مساندة دوليّة ولم تقتصر مساندة ابناء "دار الصباح" على الداخل بل امتدت الى حدّ ارسال الاتحاد الدولي للصحفيين برقية مساندة دعما ل"الصباح" ولصحفييها ولحرية التعبير في تونس هذا المكسب الذي حققه الشعب التونسي بعد الثورة والذي لن يتنازل عنه مهما كلفهم الامر ذلك. واكد جيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين رفض الاتحاد تدجين الاعلام ووضع اليد على "دار الصباح" ورفض التعيينات المسقطة والمشبوهة التي ستمس من الخط الاعلامي للمؤسسة. كما اصدر اتحاد الصحفيين الافارقة بيان مساندة وتضامن مع صحفيي "دار الصباح" والاعلاميين التونسيين واكد على الشبهات التي تحوم حول التعيين المسقط على ادارة "دار الصباح". من جهتها نشرت نقابات الاعلام الفرنسية ( SNJ/SNJ-CGT /CFDT) بيانا مشتركا عبرت فيه عن مساندتها الكاملة لصحفيي "دار الصباح" في نضالهم من اجل استقلالية خط صحفهم ومن اجل ابعاد من يحمل في جرابه شبهات عديدة تمنعه من أن يكون على رأس ادارة "دار الصباح". واعتبرت النقابات الفرنسية ان ما يجري في "دار الصباح" يعتبر أمرا خطيرا يمس من حريّة الصّحافة و دعت السّلطات التونسيّة الى وقف السياسة الاعلامية الراهنة.