أيام قليلة تفصلنا على عقد مؤتمر المبادرة الوطنية للاتحاد العام التونسي للشغل التي تعقد يوم 16 أكتوبر ودعيت لها مختلف الأطراف المكونة للمشهد المدني والسياسي وفق ضوابط واضحة تعطي بعين الاعتبار كل المساهمين في الثورة التونسية والمشاركين في مجلس حماية الثورة الذي احتضنته المنظمة الشغيلة ومن ثمة الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. ومع اقتراب موعد عقد المؤتمر، تشهد الساحة النقابية حركة كثيفة داخل أروقتها، ولقاءات ماراطونية جمعت قيادة الاتحاد بأبرز القيادات السياسية وممثلي الهيئات السياسية الوطنية على غرار اللقاءين الذين جمعا الأخ حسين العباسي الأمين العام للاتحاد براشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ومصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي نهاية الأسبوع المنقضي لانجاح المبادرة وفتح باب النقاش حول النقاط التي لم يتم الاتفاق حولها. هذه المبادرة أسالت الكثير من الحبر، وطرحت على طاولة النقاش جميع القضايا والنقاط التي تهم مرحلة الانتقال الديمقراطي، والتي تبغي تقريب وجهات نظر بين الفرقاء وتجميع المشهد السياسي حولها للمرور بالبلاد من الأزمة السياسية التي تمر بها، تؤكد قيادة الاتحاد أنها لا تعوض المجالس المنتخبة والشرعية وانما هي مبادرة لها وزنها وفعلها السياسي والأخلاقي لتجاوز المأزق وحالة الاستقطاب والغليان الذي تعيشه البلاد. وتفاعلا مع هذه المبادرة هذا رأي الأمناء العامين وممثلي الأحزاب منها: محمد البراهمي الأمين العام لحركة الشعب الوحدوية التقديمة هذه المبادرة هي القشة التي تنقذ جميع الغرقى نعتبر أن هذهه المبادرة يمكن أن تكون قشة تنقذ جميع الغرقى وعلى رأسهم حكومة الترويكا، وعلى هذه الحكومة أن تفهم أن هذه المبادرة فرصة تاريخبالبلاد ية لتدارك الأخطاء والوضع القاتم الذي تمر به البلاد. وان تمادت الترويكا وواصل مكوناتها اقتسام الغنيمة، غنيمة السلطة دون اكتراث بالمصلحة الوطنية فستكون هذه المبادرة فرصة أخرى تضيع على تونس وبالصعب أن توجد أخرى لحل المشاكل الكبيرة والعالقة. رضا بالحاج: الناطق الرسمي باسم حزب نداء تونس نحن نقوم بتعبئة كبيرة لانجاح هذه المبادرة موقفنا واضح من المبادرة ونحن نقوم بتعبئة كبيرة لانجاحها ونحن نعتبرها حلا جذريا لما وصلت اليه البلاد بشرط التوافق حولها وانجاحها. ونحن نعمل على أن تشارك جميع الأطراف فيها، حتى تلك التي تحاول اقصائنا نطلب منها أن تتجاوز هذه المعارك فتونس بحاجة في هذه المرحلة المفصلية للنقاش والاتحاد يقوم بدوره الوطني وهي ليست المرة الأولى التي يقوم بها بتجاوز الفترات الصعبة. العجمي الوريمي عضو المكتب السياسي بحركة النهضة النهضة والحكومة رحبتا بالمبادرة نحن في حركة النهضة رحبنا بالمبادرة كما أن الحكومة رحبت بهذه المبادرة، وكنا دائما نعتبر الاتحاد منظمة عريقة ومساهمة في انجاح الثورة والمسار الانتقالي أيضا. المبادرة تأتي ضمن هذا الخيار ورحبنا بها فترة قبل تفعيلها، وان شاء الله تكون خطوة واطارا جديدا لاعطاء انطلاقة جديدة للمسار وللأطراف الملتزمة بالشرعية وفترة الانتقال الديمقراطي، وبالتالي العمل على طي هذه المرحلة التي تحمل الصفة المؤقتة. جلول عزونة الأمين العام للحزب الشعبي للحرية والتقدم يمكن للمبادرة أن توحد جميع الفرقاء حول نقاط واضحة لانجاح المسار الانتقالي نحن نساند تماما هذه المبادرة وذلك لدور الاتحاد كمنظمة كبيرة وطنية ساهمت في الثورة وأطرتها، وللاتحاد مصداقية كبيرة، وعندما يبادر الاتحاد فان جميع الأصوات والأحزاب تعطي هذه المبادرة ما تستحق، ونحن نعتبر أنها خطوة هامة وجدية تطرح كل الأسئلة التي تهم هذه المرحلة الانتقالية ويمكن أن تنجح وتجمع الفرقاء حول نقاط واضحة ومحددة لانجاح المسار الانتقالي. أحمد ابراهيم الأمين العام لحزب المسار يجب أن تشارك جميع القوى في هذه المبادرة دون اقصاء نرجو أن تتفاعل مختلف القوى السياسية ايجابيا، ونحن في المسار مساندون لها وسنشارك في هذه الندوة بنفس الروح والحرص على التوافق وسنطرح في مقدمة المواضيع مسألة المرحلة الانتقالية الثانية. لا يمكن أن تتواصل الحال على ما هي عليه، ويجب أن تشارك جميع القوى دون اقصاء للاجتماع حول أرضية وفاقية تكون مخرجا لانجاح المرحلة القادمة. بطبيعة الحال هناك قضايا خلافية بين مختلف الأطراف وعلى رأسها الدستور الذي تتم صياغته وأيضا المواعيد الانتخابية المقبلة. محمد جمور: الناطق الرسمي باسم حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد يجب أن تخرج المبادرة باتفاق أخلاقي وسياسي عبرنا عن مساندتنا لمبادرة الاتحاد باعتباره المنظمة التي يمكن أن تجمع أكثر ما يمكن من الأطراف والأحزاب وباعتبار دورها تاريخي، والمبادرة يجب أن تأخذها الأطراف المشاركة ومختلف الأحزاب بجدية وتجد أجندات واضحة لتخرج البلاد من المأزق السياسي وتفك حالة الاحتقان الذي تعيشه البلاد. نتمنى أن تتعامل جميع الأطراف وخاصة الترويكا بمنطق انجاح هذه المبادرة لا بمنطق الحضور للتسويف والمماطلة، ويجب أن تخرج المبادرة باتفاق أخلاقي وسياسي يحترم. عبد الرؤوف العيادي رئيس حزب الوفاء أي حوار يجب أن يتم داخل المجلس الوطني التأسيسي نحن نعتبر أن أي حوار يجب أن يطرح مسألة في أي اطار ييتم؟ وبالنسبة لنا فنحن نركز على أن أي حوار يجب أن يتم داخل المجلس الوطني التأسيسي السلطة الشرعية الفعلية في البلاد. ونركز أيضا على قضية أن لكل حوار يتم يجب أن يكون حول برنامج، ومبادرة الاتحاد دعوة عامة وناقصة للتأطير وليس لها برنامج واضح للخروج به. محمد القوماني: أمين عام حزب الاصلاح والتنمية المبادرة تبرهن أن الاتحاد هو حاضن لكل التونسيين بايجاز نحن نعتبر الاتحاد شريكا وطنيا مهما ودائما كنا نحرص على تشريكه وهو شريك أساسي في الثورة. والمبادرة تأتي خطوة بعد فترة منافسة بين الاتحاد والحكومة ليبرهن الاتحاد أنه حاضن لكل التونسيين. من جانب اخر المبادرة غير واضحة من حيث الأطراف المشاركة ونحن كنا أعضاء بمجلس حماية الثورة والهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، ونستغرب أن الاتحاد لم يتصل بنا ولم يشركنا، ونعتبر دور المجتمع المدني والمنظمات كبيرا ولكن لا يجب أن يعوض دور القوى السياسية. وأعتقد أنه كان من الأجدر فتح بان النقاش والتشاور قبل تحديد موعد الندوة الوطنية.