عندما أسس فرحات حشاد الاتحاد العام التونسي للشغل ارتأى له شعارا مركزيا «بالفكر والساعد نبني هذا الوطن» وقد جعل فرحات حشاد الفكر في مقدمة الشعار لإيمانه بان الثقافة والفكر هما الأساس في تقدم الشعوب والمجتمعات... وعلى درب حشاد سار الاتحاد في إعلاء شأن الثقافة الوطنية التقدمية، ولذلك لم تكن المبادرة الوطنية للحوار التي يطرحها الاتحاد اليوم بمنأى عن المثقف التونسي الذي كان في الصفوف الأمامية للإطاحة برأس الديكتاتورية، خاصة أن المبادرة تطرح جملة من الثوابت التي تضمن المناخ المفترض للمبدع والمثقف التونسي ليساهم من موقعه في بناء الدولة الحديثة والعقلانية ذات الأفق التنويري. للاقتراب من انتظارات المثقف والمبدع التونسي من مبادرة الاتحاد حاولنا رصد بعض الآراء في الورقة التالية: مهدي مبروك (وزير الثقافة) المبادرة ستخرجنا من حوارات المونولوج مبادرة الاتحاد مبادرة هامة وجادة تأتي في ظرفية حرجة وفي لحظات حاسمة من تاريخ تونس ما بعد الدكتاتورية، وأهمية مبادرة الاتحاد تأتي من مضمونها والنقاط التي تطرحها وأيضا لغياب التوافق العام بين الأطراف السياسية ومكونات المجتمع التونسي حول طبيعة المرحلة الانتقالية وآليات الانتقال الديمقراطي السلمي، ومع تقديرنا لشرعية المجلس التأسيسي وللحكومة المؤقتة إلا أن النقاش والجدل لم يُحسم في عديد القضايا التي مازالت عالقة إلى اليوم وباتت تهدد الاستقرار العام والأمن الداخلي للمواطن التونسي. المبادرة اليوم تضع أمام كل الفرقاء المجال لفتح حوار وطني جاد ومسؤول بعيدا عن الصراعات السياسية والتجاذبات الايديولوجية، التي جعلتنا نتخيل أن الحوارات التي تقام هنا وهناك هي شبيهة بالمنولوج الداخلي، ولذلك مبادرة الاتحاد العام التونسي للشغل من شأنها اليوم أن تضع الفرقاء على طاولة واحدة ليستمعوا إلى وجهات نظرهم بصوت مسموع وهي الطريقة الأسلم لتقريب وجهات النظر وإيجاد المخارج الحقيقية والإستراتيجية للازمات التي نعيشها اليوم وحتى تتلبد الغيوم التي تحوم في سماء تونس. عادل بوعلاق (فنان ومؤسس مجموعة أجراس الموسيقية) من يتأخر عن مبادرة الاتحاد فقد أعلن إفلاسه مبادرة الاتحاد تأتي في لحظة تاريخية حاسمة خاصة أن الأطراف السياسية اليوم الموجودة في الحكومة المؤقتة وخارجها عجزت في الدخول الفعلي لمرحلة البناء الديمقراطي الحقيقي، فبعد سنة من أشغال المجلس الوطني التأسيسي وبعد سنة من انتخاب الحكومة المؤقتة مازلت الشعب التونسي ينتظر تجسيدا حقيقيا للمطالب التي رفعها يوم ثار على الدكتاتورية، وما زال المواطن التونسي ينتظر أن يلمس وضعا جديدا ينصفه ويخرجه من وضع الفقر والتهميش والخصاصة. اعتقد أن من سيتأخر عن هذه المبادرة فقد أعلن إفلاسه السياسي والأخلاقي والشعبي ووطنيا في حل المشاكل الحقيقية وانخرط في هذا المد الليبرالي المتوحش. الاتحاد هو الأجدر بفك هذه المعضلة باعتباره ناضل ومازال يناضل ضد الليبرالية المتوحشة، ومبادرته اليوم تتنزل في هذا المسار النضالي الملتصق بهموم الشعب التونسي وطموحاتها نحو الحرية والانعتاق والعدالة الاجتماعية والمساواة الفعلية والتامة والاستقلالية في اخذ القرار الوطني الأسعد بن حسين (كاتب عام نقابة كتاب تونس) الاتحاد عنصر تجميع لا تفريق الاتحاد العام التونسي للشغل لم يتخل في كل المراحل التاريخية لتونس للوقوف سندا وعمودا فقريا للنهوض بالبلاد منذ مرحلة مقاومة المستعمر وفي ظل بناء الدولة الحديثة في بداية الستينات وهاهو اليوم يواصل دوره الوطني بعد أن كان في طليعة القوى التي أطاحت بالدكتاتورية النوفمبرية، ولا احد ينكر أن الاتحاد حافظ على استقلاليته والابتعاد عن تجاذبات اليمين واليسار والاني أكد هذه الاستقلالية من خلال المؤتمر الذي سيعقد لفتح حوار وطني ويجمع فيه كل الأطراف السياسية باعتباره عنصر تجميع لا تفريق، ولان لا غاية له في دفع هذا الطرف على حساب الآخر بل بالعكس كل الناس تعرف أن الاتحاد العام التونسي للشغل تأسس على المبادئ الوطنية التي تعلي مصلحة الوطن فوق كل المصالح الفئوية أو الحزبية الضيقة. اعتقد أننا جميعا مسؤولون أمام تونس وأمام التاريخ لإنجاح مبادرة الاتحاد لان في نجاحها نجاح لعملية الانتقال الديمقراطي السلمي الذي ننشده. الشاذلي العرفاوي (مخرج مسرحي) مبادرة هامة رغم التأخير لا احد يمكنه أن ينكر أن الاتحاد العام التونسي للشغل هو الفضاء الأول والأمثل للم شمل كل الأطراف الوطنية، ولا احد ينكر الدور الريادي للمنظمة الشغيلة قبل وأثناء وبعد 14 جانفي، وقبل هذا ودونه المنظمة لها تاريخ مشرف. ولكن أعتقد شخصيا أن الحكومة وباقي الأطراف عملوا على تأخير تفعيل المبادرة التي يطرحها الاتحاد من اجل فتح حوار وطني جاد إلى أن وصلنا اليوم إلى هذا المأزق الحقيقي والاحتقان الشعبي والاجتماعي والسياسي المتصاعد، بل اليوم نعيش احتقانا نفسيا. أطراف الحكم هم المتسببون في تأخير هذه المبادرة الهامة ربحا للوقت وحتى يتمكنوا من التغلغل أكثر في مفاصل الدولة، مثلما تجاهلت الكثير من المبادرات الأخرى ومع مشاريع الدساتير التي قدمتها منظمات وجمعيات وخبراء. أتمنى أن تستوعب الحكومة الحالية الحجم الحقيقي للاتحاد العام التونسي للشغل وان تؤمن بأن مبادرته ستكون مخرجا حقيقيا للوضع الذي أوصلتنا إليه هذه الحكومة. عمر الغدامسي (كاتب عام نقابة الفنون التشكيلية) الاتحاد عنصر تجميع لا تفريق الأكيد أن هذه المبادرة تأتي في الوقت الحاسم، وهي تنبع من منظمة عُرفت بنضالها المستميت من أجل تونس والشعب التونسي، والمبادرة تتنزل في المشروع الإصلاحي القائم على الحداثة والتفتح والتنوير، وهو المشروع الذي يدافع عنه الاتحاد منذ فرحات حشاد والطاهر الحداد ومحمد علي الحامي والى اليوم، بعيدا عن المفهوم الضيق للعمل النقابي الذي تريد اليوم بعض الأطراف السياسية المعلومة أن تحصر فيه الاتحاد العام التونسي للشغل وتنزع عنه صفة الوطنية ودوره في البناء الوطني. المبادرة اليوم تطرح نفسها بديلا حقيقيا وجديا لإخراج تونس من عنق الزجاجة الذي وصلته اليوم خاصة أنها تدافع عن الحريات العامة والفردية وعلى الديمقراطية ومدنية الدولة ونظامها الجمهوري وعلى سياسة اقتصادية عادلة وتنمية جهوية متوازنة وهذه هي المطالب التي نادى بها الشعب التونسي يوم 14 جانفي سامي براهم (باحث جامعي) مبادرة الاتحاد هي الأمل الأخير مبادرة الاتحاد هي الأمل الأخير الذي يمكنه أن يجمع كل التونسيين دون استثناء، وقد تحمينا هذه المبادرة من التمزق الاجتماعي والسياسي الذي بلغناه اليوم، خاصة أن التجاذبات السياسية أوصلتنا إلى مأزق حقيقي بخصوص انتهاء الشرعية الانتخابية والسياسية وحتى الثورية، وهذا الجدل لا يمكن أن يحسمه طرف سياسي، سواء في السلطة أو في المعارضة، وليس هناك مقاربة لها المشروعية المطلقة. الاتحاد بمبادرته يمكن أن يكون مدخلا لرأب الصدع والشرخ الموجود اليوم بين الفرقاء السياسيين ويمكنه أن يوجد الحد الادني من التعاقد أو الميثاق الجامع بين هذه الأطراف حتى نتجاوز هذا الوضع المتأزم.