يمثل فن المالوف بتستور مكونا رئيسيا للموروث الحضاري للمدينة فبعد أن عمرها الأندلسيون منذ أكثر من ثلاثة قرون خلت لازال سكان المدينة يعرفون بولعهم وحذقهم للتراث الموسيقي الأندلسي الذي أقام له الأهالي مهرجانهم السنوي منذ بدايات الستينات أين كانت هذه التظاهرة تقام بحقول وبساتين المشمش والرمان قريبا من مجاري المياه العذبة والتي تذكرنا بمشهد من مشاهد قرطبة وغرناطة وقول الشاعر « تصغي إلى المالوف وهو يطير ** طربا فيدعوها إليها أثير » إلا أن هذه التظاهرة المتميزة شهدت في السنوات الأخيرة تذبذبا من حيث المحافظة عليها وحمايتها من الاندثار والتراجع لعدة أسباب وظروف .وقد كان للقاء الذي التأم بمقر المندوبية الجهوية للثقافة بباجة يوم الاثنين 01 أكتوبر 2012 وجمع ممثلين عن هيئة مهرجان تستور الدولي والسيد فتحي العجمي (مدير إدارة الموسيقى) والسيد منير الفلاح (المندوب الجهوي للثقافة بباجة ) الصدى الايجابي باعتبار ما حملته الجلسة من نقاط ايجابية حول سبل إعادة إحياء هذه التظاهرة الدولية المتفردة في بلادنا وتوفير كل الظروف الملائمة لمزيد إشعاعها باعتبارها مكسبا وطنيا وهو ما تأكد على لسان السيد مدير إدارة الموسيقى لكون مهرجان تستور الدولي يحظى بمتابعة واهتمام شخصي من قبل السيد مهدي مبروك وزير الثقافة ، كما أن الوزارة الممثلة في إدارة الموسيقى تسعى دائما إلى توفير كل الدعم والتجهيز للتظاهرات الموسيقية الهامة والمعاهد الموسيقية والجمعيات والفرق إلى جانب الإحاطة الكاملة بالفنانين والمبدعين . وتم خلال الجلسة اقتراح بعث معهد وطني للتراث الموسيقي بمدينة تستور يعنى بجانب التكوين والتدريس والتعريف بفن المالوف، كما تميز اللقاء باقتراح إعداد اتفاقية بين الوزارة ممثلة في إدارة الموسيقى وهيئة مهرجان تستور الدولي تتبلور من خلالها الخطوط العريضة لمحتوى البرمجة الخاصة بالدورة 47 لموسم 2013 من حيث الدعم والتنظيم والعروض المبرمجة وخاصة منها التي تتنزل في إطار التبادل الثقافي الدولي والمسابقات و ورشات التكوين والندوة على هامش المهرجان.