للشاعر والمترجم آدم فتحي حضور لافت في المشهد الأدبي والاعلامي، حيث نشر عديد المؤلفات الشعرية منها «أناشيد لزهرة الغبار» و «سبعة أقمار لحارسة القلعة» والترجمات منها «يوميات شارل بودلير» و «إميل سيوران: المياه كلها بلون الغرق» و «جيلبرت سينويه: اللوح الأزرق» وغيرها من الاعمال التي اثرت المكتبة العربية. وفي صيف 2011 صدر له عن دار الجمل كتاب شعري بعنوان «نافخ الزجاج الأعمى أيامه وأعماله». ولقد شكّل هذا الكتاب حدثا شعريا، أولا لأن الشاعر آدم فتحي أصدره بعد عشرين عاما من «الصمت الشعري»، وثانيا لأنه أنجز كتابا خارجا عن المألوف أنقذ به تجربته الشعرية، وهذا ما وضعه اليوم في صف الشعراء الكبار رؤية وأسلوبا. قرأت هذا العمل الشعري ثلاث مرات صيف 2011 وحدّثت به جميع الكتاب والشعراء الذين انهالوا عليه قراءة ومتابعة. قسّم الشاعر آدم فتحي كتابه الى جزئين متصلين ببعضهما البعض في خيط ناظم بين النصوص يدور حول طبيعة نافخ الزجاج. وتوسّل الشاعر بأساليب فنية متنوعة منها السرد والضمائر والحوار والشخصيات والاستلهام من التراث التونسي والمغاربي والعربي والانفتاح على الآداب العالمية. فاز كتاب نافخ الزجاج الأعمى مؤخرا بجائزة أبي القاسم الشابي التي أحدثها البنك التونسي منذ سنوات، اثر منافسة شديدة من قرابة مائة شاعر تونسي وعربي. وحسب اطلاعي على المشهد الشعري التونسي يعتبر هذا التتويج في محله لأن هذا الكتاب الشعري يفتح آفاقا جديدة للشعر التونسي.