أنا غاضب مما يحدث. أدين هذا المشهدالثقافي القائم على ألعاب بهلوانية قذرة يقوم بها المشرفون على الندوات والملتقيات الثقافية. أدين هذا المشهد الثقافي المقرف: مندوبو ثقافة متورطون ومحاربون باستمرار لكل نفس جديد (لنا مثالان على ذلك بولايتي نابل وقابس)! مديرو دور ثقافة يشتغلون بعقليات تجمعية نوفمبرية قديمة قائمة على التزلّف والمناورة والمخاتلة بتوجيه الدعوة الى كتاب وشعراء ورسامين وموسيقيين متورطين مع النظام السابق اضافة الى خوائهم الابداعي! المسرح البلدي يتحطم على صخرة الواقع، فمن أمسية بهيجة للشاعر الراحل محمود درويش في 7 ديسمبر 2007 الى أمسية دُبّرت بلَيْل مساء الجمعة 2 مارس 2012 ... الوجوه نفسها تتكرّر مع استثناءات قليلة لها مشاريع شعرية حقيقية مثل محمد الخالدي مدير بيت الشعر وآدم فتحي (صاحب كتاب «نافخ الزجاج» الذي قدم اضافة للشعر التونسي الحديث) ونزار الحميدي (الذي يمثل الحركة الشعرية الجديدة)! إني ألوم وأقرّع الشعراء الحقيقيين! الذين لا يعلنون رفضهم المشاركة مع شعراء متورطين. كان من المفترض ان ينسحبوا ويصرخوا عاليا! إني أدين المشرفين على الندوات الذين يوجهون الدعوة الى ضيوف عرب نكرات في بلدانهم بناء على أنهم كتاب وشعراء وهم لا يمتون الى الشعر بصلة (فقط تعاطفا معهم انهم من ليبيا ومصر واليمن والعراق وفلسطين).. وهؤلاء ضيوف مواطنون وليسوا من الابداع في شيء. مرحبا بهم في هذه الأرض الطيبة لكن ليس على حساب الابداع! أدين كل مديري دور الثقافة والمركبات الثقافية الذين «يشلّكلون» الثقافة الجادة الأصيلة وذلك بخلطهم في الامسيات الشعرية بين شعراء الفصحى وشعراء العامية. فمن المفترض إقامة أمسيات منفردة خاصة بشعراء العامية مع احترامي لهؤلاء الشعراء فسعيهم مشكور لأن أغلبهم مرّوا بجميع الملتقيات النوفمبرية وألفوا فيها قصائد عصماء يشيب لرأسها الوِلدانُ! أدين الروائيين والكتاب والشعراء أعضاء لجان التحكيم في الملتقيات لمنحهم جوائز لفتيات الليل على حساب الابداع! أدين كل الشعراء المشاركين في ملتقيات الأدباء الشبان لأنهم يشاركون بقصائد فازوا بها في ملتقيات سابقة! أدين صحيفة تونسية عريقة كانت ملكا لأحد المخلوعين تكتب عن أنصاف المواهب والأشباه من الشعراء وإن كانوا من حزب فائز بالأغلبية ، في حين ان الثورة تؤسس للابداع الحقيقي ولا شيء غيره! بناءً على هذه المهازل المتكررة التي تسيء للابداع وروح الثورة، أطالب السيد وزير الثقافة (باسم الشرعية الثورية) بإقالة مندوبي الثقافة ومديري دُور الثقافة والمركبات الثقافية المتورطين في ثقافة الولائم و «التلحيس والتشليك»! وذلك حفظا لماء وجه الثورة والثقافة! لم يبق لي الا ما كان للأنظمة العربية بعد كل جريمة اسرائيلية «أدين وأستنكر وأشجب وأندد»! لم يبق لي سوى ثقافة الانهزام والانهزامية والهزيمة والمهزومين. هزمنا الله كل عام شرّ هزيمة. آمين يا أرباب الثقافة!