إني المواطن مصطفى عبد الكبير منسق فرع الجنوب للمعهد العربي لحقوق الانسان المكلف بالادارة والمالية، والعضو السابق بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي كممثل لجهة مدنين، أتقدم الى جنابكم الموقر بهذا المكتوب قصد التدخل للمساعدة على تحويل مخيم الشوشة ببن قردان عند غلقه في المدة القريبة القادمة، الى ما يتوق اليه الاهالي والنشطاء الذين انخرطوا مع موجات التدفق الأولى للاجئين في جهود الاغاثة التي أذهلت العالم ورسمت أبهى الصور عن تونس وثورتها المجيدة للحرية والكرامة. إن همّة أهالي بن قردان وكل الفاعلين المحليين في الحقل السياسي والاجتماعي والمدني، متعلقة بمشروع تهيئة لهذه المنطقة التي أقيم عليها مخيم الشوشة، لتكون منشأة اقتصادية تعمل على استيعاب جموع المتطوعين في العمل الاغاثي بالمنطقة او الذين حصلوا على عمل ظرفي بعقود محدودة المدة مع مختلف المنظمات الوطنية والدولية الناشطة في المجال الاغاثي وادماجهم في الدورة الاقتصادية والاجتماعية، كما ان همتهم متعلقة ايضا بأن يقام على أرض المخيم معلم فني يخلد هذه الصفحة الناصعة من تاريخ تونس المعاصر ويذكّر الاجيال المتعاقبة بالمعاني الانسانية والقيم التضامنية التي جسمها آباؤهم باحتضانهم الرائع لملايين من اللاجئين من مختلف البلدان العابرين لتونس وآلاف من اللاجئين الذين أقاموا بها لمدة تزيد عن السنتين. السيد رئيس الجمهورية الموقر، إنكم، وبفعل اطلاعكم الدقيق على أوضاع المنطقة وزيارتكم لها اكثر من مرة، واعتبارا لمرجعيتكم الحقوقية التي نذرتم حياتكم في خدمتها، أول واكثر من يعرف افتقار منطقة بن قردان لأي مشاريع استثمارية قادرة على استقطاب اليد العاملة وتوفير فرص شغل لشباب المنطقة المعطل وانكم اكثر من وقف على الكلفة البيئية الفادحة التي دفعتها مدينتنا بإقامة هذا المخيم على أرضها سواءً من حيث التربة او المياه او التطهير، لذلك نعدّ مطلبنا لتوجيه الاستثمارات اليها، تعويضا عادلا ومشروعا لأهلنا وشبابنا الذي ظل لعقود يعيش على اقتصاديات هشة وموازية لتجارة المناطق الحدودية. إن أمل مواطنات ومواطني بن قردان في شخصكم وتوجهاتكم الوطنية والانسانية، لكبير، وان آماله في مشروع استثماري ومعلم تذكاري بالشوشة لا حدود لها وهم بانتظار أن تأذنوا بالدراسة وتتبعوها بالبرمجة والتنفيذ في أقرب الآجال. وتفضلوا، سيدي الرئيس، بتقبل تقديراتي العميقة لشخصكم وعملكم من اجل تونس والسلام. الناشط الحقوقي مصطفى عبد الكبير