أعرب رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي عن تقديره العميق لقوات الجيش الوطني على ما قدمته لحوالي 900 الف لاجئ خلال الأحداث في ليبيا من خدمات حماية وإغاثة، ملاحظا ان هذه الجهود قد أثبتت ما للمؤسسة العسكرية من خبرة في استقبال اللاجئين وما تتمتع به وحداتها من روح فداء “تجعل كل تونسي يفخر بانتمائه لهذا الوطن “. وبين بمناسبة الزيارة التي أداها ،صباح الأربعاء، إلى مخيم اللاجئين بالشوشة من معتمدية بن قردان الدور الهام الذي يضطلع به الجيش الوطني ويتعدى حماية الثورة والحدود كي يتسع للجانب الإنساني والاغاثي منوها بموقف أهل الجنوب ومعتمدية بن قردان خصوصا وما أثبتوه من حس إنساني رفيع في استقبالهم واحتضانهم للاجئين. وتعرف رئيس الجمهورية الذي كان مرفوقا في هذه الزيارة بكل من وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي ورئيس أركان الجيوش الثلاث رشيد عمار، من خلال عرض قدمه العميد الطبيب محمد السوسي، على ما بذله الجيش الوطني من جهود جبارة في استقبال اللاجئين والإحاطة بهم وإيوائهم وتوفير حاجياتهم من غداء وصحة وخدمات وقائية واغاثية مكنت من حسن التعامل مع الظرف ومن تفادي كارثة إنسانية. واطلع من خلال هذا العرض كذلك على تدخلات المنظمات الدولية والأطراف التي ساعدت تونس في استقبالات آلاف الفارين من الأحداث في ليبيا على غرار الإمارات العربية المتحدة وقطر والمغرب وعلى جهود المجتمع المحلي ببن قردان خاصة ومن مختلف جهات الجمهورية في تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين فأعطوا بذلك المثل للعالم على مدى تضامنهم وتعاونهم الإنساني. وناشد اللاجؤون المقيمون بالمخيم البالغ عددهم 3400 شخص من صوماليين واريتريين واثيوبيين وايفواريين وسودانيين رئيس الجمهورية مساعدتهم على الرحيل. وكانت زيارة رئيس الجمهورية لمخيم الشوشة مناسبة التقى خلالها بمواطني الجهة الذين توافدوا على المكان بأعداد كبيرة واطلع على مشاغلهم وحقيقة أوضاع منطقتهم التي”تفتقر لمقومات التنمية ويرتبط مصير أبنائها بالقطر الليبي”. وأنصت الرئيس المؤقت إلى مطالبهم في التشغيل ودفع التنمية والنظر في عديد المشاغل العاجلة ومعالجة ما تعانيه المنطقة من تهميش واضطهاد وفقر وارتباط هش بليبيا مطالبين بانجاز مشاريع تنموية بالجهة. وأكد رئيس الجمهورية للجماهير الغفيرة التي حضرت للمكان ان هذه الجهات ستكون في صدارة الأولويات وانه واع بالظرف الصعب الذي تمر به البلاد عامة ،داعيا إلى التحلي بالصبر وبروح المسؤولية حتى تستعيد تونس نسق نشاطها وتخرج “من عنق الزجاجة”. ولاحظ ان الطريق مفتوح لتجاوز كل الصعاب بفضل الحكومة التي تشكلت وستعرض على المجلس الوطني التأسيسي غدا الخميس لنيل الثقة، وبفضل الشعب التونسي “العظيم الذي فجر الثورة وهو قادر على تحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود”.