تكررت الاعتداءات وتواصلت عمليات الهرسلة ومحاولات تركيع المنظمة الشغيلة واخماد صوتها وبلغ السيل الزبى بعد ظهر الثلاثاء 04 ديسمبر 2012 حيث تعرض النقابيون والمقر المركزي للاتحاد بالعاصمة الىاعتداء وحشي طال عدد امن اعضاء المكتب التنفيذي الوطني وعددا من الاطارات النقابية ولم يسلم من هذه الهجمة المتوحشة بعض موظفي ادارة الاتحاد. الهجمة جاءت والاتحاد العام التونسي للشغل ومعه الشعب التونسي يحيي الذكرى 60 لاغتيال الشهيد الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد. وامام هذه الهجمة الشرسة والفظيعة والتي طالت رموز الاتحاد الاشاوس دعا المكتب التنفيذي الوطني الهيئة الادارية الى اجتماع استثنائي احتضنه احد النزل بالعاصمة يوم الاربعاء 05 ديسمبر 2012 وتضمن جدول الاعمال نقطة واحدة هي الاعتداء الفظيع على الاتحاد في عقر داره بنهج محمد علي بالعاصمة. الاستياء العميق خيّم على اشغال الهيئة الادارية التي تعمقت في الوضع بكل مسؤولية وتدارسته من مختلف جوانبه وتم التأكد على أنّ الاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة النقابية العمالية التي وُلدت من وجدان الشعب التونسي حرة مستقلة ديمقراطية ومناضلة مستهدفة وبصورة لا يرقى اليها الشك مما يحتم الاستعداد للدفاع عنها بكل الاشكال النضالية التي من شأنها ان تضع حدا للتطاول على الاتحاد العام التونسي للشغل والمس من مكانته والاعتداء على مناضليه ومسؤوليه. اشغال الهيئة الادارية تواصلت الى حدود الساعة العاشرة ليلا وصدر عنها بيان تضمن الدعوة الى اضراب عام في كافة البلاد يوم الخميس 13 ديسمبر 2012 احتجاجا على استهداف الاتحاد والاعتداء على قيادييه ومناضليه (انظر البيان في غير هذه المكان) وكان الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد افتتح الاشغال بكلمة استعرض فيها مسلسل الاحداث التي جدت بساحة محمد علي بعد ظهر الثلاثاء 04 ديسمبر 2012 وقبل ان يواصل كلمته رحب بوسائل الاعلام التي تتابع نشاط الاتحاد وتغطي مختلف التظاهرات التي ينظمها مؤكدا ان الاعلام يجب ان يكون شفافا ونزيها في خدمة الشعب بعيدا عن التوظيف ويعمل باستقلالية بعيدا عن الاملاءات وفي هذا السياق عبر الاخ العباسي عن الأسف لوجود بعض وسائل الاعلام التي واصلت نفس النمط لما قبل ثورة 14 جانفي 2011 والتي خلنا انها انتهت لكنها مازالت تلعب نفس الدور القذر... الأخ العباسي شكر الصحافة السلطة الرابعة على اداء دورها بكل حرية وواكبت الاعتداء على مقر الاتحاد يوم 04 ديسمبر 2012 بمناسبة احياء الذكرى 60 لاغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد مضيفا ان الوضع اليوم تغير وأصبح حق المجتمع على الاعلام كبيرا وعلى الاعلام ألاّ يفرط في الفرصة حتى يتم القطع مع ما كان سائدا قبل 14 جانفي 2011. بعد ذلك قدم الاخ الامين العام للاتحاد بسطة ضافية عن الاحداث المؤلمة التي شهدتها ساحة محمد علي بالعاصمة حيث تم الاعتداء على النقابيين وبعض موظفي الاتحاد من قبل ما يسمون انفسهم بلجان حماية الثورة!! الذين حاولوا اقتحام المقر وقاموا بالقاء الحجارة على بلور مكتب الامين العام الذي تهشمت نوافذه مشيرا الي انه لاحظ بعد عودته من رئاسة الحكومة بعد ان وقع علي اتفاق الزيادة في القطاعيْن الخاص والعام. وجوها غريبة بدأت تتوافد على ساحة محمد علي ورفعت عدة شعارات ضد الاتحاد وضد قياداته ومنها تطهير الاتحاد وقد اتصل بوزير الداخلية طالبا حماية الاتحاد لكن تدخل الوزير جاء بعد ان قامت المجموعات المهاجمة بالمهمة المنوطة بعهدتها وهي الاعتداء على الاتحاد ومناضليه ومسؤوليه في يوم احياء ذكرى اغتيال الزعيم حشاد. الأخ الامين العام اشار كذلك الي انه اتصل ببعض مستشفيات العاصمة طالبا اسعاف المتضررين من النقابيين لكن هذا الاسعاف جاء متأخرا وبعد ان سالت دماء النقابيين ومن بينهم عضوان من المكتب التنفيذي الوطني. الأخ حسين العباسي اكد ان ما جد يوم 04 ديسمبر وما عرفته ساحة محمد علي بالعاصمة كان فظيعا ولم يعرف الاتحاد له مثيلا من قبل. الأخ الامين العام اكد ان المسؤولين النقابيين في الاتحاد يستغلون المنابر الدولية ويوظفون علاقات الاتحاد في الخارج لاعطاء صورة جيدة عن تونس ويدعون الى الاستثمارت فيها واضاف «نحن ننسق مع اخواننا في اتحاد الصناعة والتجارة لعقد ندوة في الخارج لتلميع صورة تونس صورة نريدها جميلة حتى نتمكن من كسب ثقة المستثمرين الاجانب وبالتالي دفع الاقتصاد وايجاد آليات لتشغيل الشباب العاطل عن العمل ينضاف الى ذلك المبادرة التي نظمها الاتحاد لتجميع الفرقاء السياسيين والحد من التجاذبات السياسية وتوفير ارضية صلبة للتوافق والوصول بالبلاد إلى شاطئ الأمان. الاخ العباسي تساءل: هل بعد هذا العمل يكافأ الاتحاد بالهجوم عليه وتعرض قيادييه الى التعنيف مع العلم انها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على الاتحاد وعلى مقراته الأخ الامين العام اكد انها محاولات لارباك الاتحاد وتشويهه مستغربا كيف يتم الهجوم الشرس على الاتحاد ومناضليه ويصرح بعض قياديي النهضة ان النقابيين هم من بدأوا باستعمال العنف مطالبين باخلاء مقرات الاتحاد من الاسلحة، هكذا وبكل بساطة مفندا ان يكون للاتحاد سلاح مهما كان نوعه مبينا ان نيّة المعتدين كانت مبيّتة ومبرمجة اذ تحولوا بعد ان نفدوا اعتداءهم الفظيع على المقر الرئيسي للاتحاد الى الضريح رافعين شعارات معادية للاتحاد ولرموزه. الاخ العباسي اكد ان النقابيين لا تخيفهم مثل هذه الاعتداءت مبينا ان المسيرة العمالية تمت كما كان مبرمجا لها وان النقابيين توافدوا على دار الاتحاد باعداد كبيرة خيبت آمال المعتقدين كما اشار الاخ الامين العام إلى ان باب مبنى الضريح كان مغلقا وانتظر النقابيون قرابة الساعة ليُفتح الباب!؟ من جهة اخرى اعلن الاخ حسين العباسي ان المكتب التنفيذي الوطني وفي اجتماعه الطارئ مساء 04 ديسمبر 2012 قرر مقاطعة الموكب الرسمي لاحياء الذكرى يوم 05 ديسمبر وزار أرملة الشهيد التي عبرت عن تضامنها مع الاتحاد وقيادته متمنيا لها الشفاء العاجل بعد الوعكة الصحية التي ألمت بها مؤخرا. الأخ الامين العام اكد ان الاتحاد قوة خير للبلاد وهو لا يخشى محاولات الارباك والتشويه والتشكيك في عمله الذي يقوم به ليس فقط لفائدة الشغالين بالفكر والساعد بل لفائدة تونس كل تونس. من جهة اخرى قرأ الأخ الامين العام قائمة في المنظمات الدولية المختصة والنقابية منها والتي عبرت عن تضامنها مع الاتحاد ضد الهجمة الشرسة التي تعرض لها يوم 04 ديسمبر 2012 كما تم الاعلان عن ان مجلس القطاعات سيجتمع يوم الخميس 6 ديسمبر لتدارس حماية مقرات الاتحاد وخاصة المقرّ الرئيسي... كل اعضاء الهيئة الادارية الوطنية بما في ذلك اعضاء المكتب التنفيذي الوطني تداولوا على أخذ الكلمة وتطرقوا الى الهجمة الفظيعة التي تعرض لها الاتحاد بمناسبة احياء ذكرى اغتيال رمز عزيز لا فقط على الشغالين بل على كل التونسيين وعبروا عن التفافهم حول منظمتهم العتيدة واستعدادهم للدفاع عنها بكل الطرق المشروعة معبرين في ذات الوقت عن رفضهم لاي اعتداء على الاتحاد واستنكارهم لحماية المعتدين. اعضاء الهيئة الادارية اكدوا ان لجان حماية الثورة يجب حلها منددين بالحماية التي يتمتعون بها من قبل حزب حركة النهضة. وامام حجم الاعتداء قرر اعضاء الهيئة الادارية الوطنية الاضراب العام كامل يوم 13 ديسمبر 2012 والعمل على انجاحه معتبرين ان ما حصل لا يجب السكوت عنه.