انعقد يوم الاثنين الماضي 2 ديسمبر 2012 بدار الاتحاد العام بساحة محمد علي بالعاصمة المؤتمر الاستثنائي للنقابة العامة لديوان البحرية التجارية والمواني برئاسة الاخ سامي الطاهري الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل المكلف بالاعلام والاتصال فيما حضر جلسة الافتتاح الاخ حسين العباسي الامين العام للاتحاد الذي واكب حفل تكريم بعض نقابيي القطاع وألقى كلمة موجزة. تحفيز نحو البذل والعطاء أكد الأخ الأمين العام على القيمة الاقتصادية المنوطة بعهدة العاملين بالمواني البحرية باعتبار ما يقدمونه للبلاد من خدمات مؤثرة في التوازن الاقتصادي ولم يخف الامين العام ان الاتحاد يدرك حجم المطالب والمشاكل المطروحة على القطاع مبينا ان مسلك الحوار والتوافق والمناخ الاجتماعي السليم بإمكانه المساعدة على توفير الحلول رغم صعوبة الظرف خاصة على مستوى المؤسسات التي تعد حامية للاقتصاد الوطني. وفي ما يتعلق بسنة التكريم التي عرفها الاتحاد في عدة مستويات قال الامين العام انها تخلق روح بذل وعمل متجددة لدى الجيل الجديد وتحفزه نحو المحافظة على مكاسب العمال والاتحاد خاصة في ظل حراك نقابي آخذ في التغير والتطور. الاتحاد نشأ على مبادئ حشاد وتربى على «لاءٍ ونعم» مستقلة من ناحيته رأى الاخ سامي الطاهري ان تزامن انعقاد هذا المؤتمر مع الذكرى الستين لاغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشاد لا يمكن ان يبعث في المؤتمرين الا الشعور بصعوبة المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد مبينا ان الاتحاد العام التونسي للشغل يمر بوضع دقيق فيه الكثير من التحديات سعى من خلالها البعض الى محاولات لإرباكه وتهميش دوره الوطني في المجال السياسي وأكد الامين العام المساعد ان الاتحاد سيواصل القيام بدوره التاريخي وسيظل كما أراده حشاد والرواد خيمة لكل التونسيين وفاعلا رئيسا في كل ما يتعلق بحياة الشعب ومستقبل تونس وأعلن ان اي سلطة تريد ان تجعل من الاتحاد ذراعا لها أو أن تدمره لا يمكن ان تعمر في هذه البلاد لان الاتحاد نشأ على حبّ الشعب وتربّى على «لاءٍ» و«نعم» مستقلة. وأنهى الاخ سامي الطاهري مداخلته باستعراض بعض أوجه النشاط النقابي الوطني من مؤتمر طبرقة الى الآن وخاصة على مستوى المفاوضات الاجتماعية والعلاقة باستحقاقات الثورة وأهدافها. شعار برأسين من اجل ديمومة المؤسسة والوقوف ضد تهميش مطالب العمال اختارت النقابة ان تضع اشغال مؤتمرها الاستثنائي تحت شعار «وحدة العمال : ديمومة المؤسسة» شعار برأسين ربما أرادت النقابة من خلاله وضع عين على ما يدور داخل المكتب التنفيذي المتخلي من انقسامات وترهل في الاداء انعكس سلبا على مجمل الاوضاع السائدة بالقطاع رغم ما اشار اليه التقرير الادبي من ان الحصيلة من الاعمال هي ثمرة جهود جميع التشكيلات النقابية من جرجيس الى بنزرت وان الاتصالات تكاد تكون يومية مع كل النقابيين... اذا كان هذا حسب ما ورد في بعض التدخلات ايجابيا فلماذا تم اللجوء الى مؤتمر استثنائي قال فيه البعض إنّه لم يرتق الى مستوى اعادة تصحيح الوضع واستدلّوا في ذلك بعدد المترشحين الذين لم يتجاوزوا 11 مترشحا فيما رأى البعض الآخر أن المؤتمر فرضه واقع نقابي متسم بالتذبذب جعل قطاع المواني يعيش تصحرا نقابيا خلف انعكاسات سلبية على مطالب العمال ومشاغلهم وفسح المجال للادارة العامة لاختراق النقابة والمسّ من المكتسبات المهنية والنقابية للقطاع. هذه العين الاولى التي عبر عنها الجزء الاول من الشعار أما العين الثانية وهي التي أريد عبرها النظر الى واقع ديوان البحرية والمواني في ظل ادارة رئيس مدير عام قالت التدخلات انه جيء به خصيصا لتمرير مشروع اعادة هيكلة الديوان في تغييب متعمد للطرف النقابي ويبرز هنا اجماع من قبل كل المؤتمرين على ضرورة تماسك الصف النقابي والوقوف في وجه ارادة ادارية يحكمها الولاء للحزب الحاكم تعمل على تفتيت الديوان بالتواطؤ مع بعض الاطارات وبصمت تام من وزارة الاشراف. هذا الإجماع والتماسك افرز توجها عاما نحو الدعوة الى عقد مجلس قطاعي يوم 10 ديسمبر 2012 لتحديد تاريخ للاضراب. مسألة اخرى قد تكون هي الرأس الثالث الخفي لهذا الشعار تعلقت بتمثيلية النقابة العامة في الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد تمت الإجابة عنها من قِبَلِ الاخ رئيس المؤتمر بأنها مسألة استثنائية في انتظار الحسم النهائي في الهيكلة الجديدة للاتحاد العام التي ستكون محور أشغال المجلس الوطني المنتظر انعقاده قريبا على أن ذلك لم يمنع من أن تذهب بعض التدخلات الى الدعوة لتنظيم يوم دراسي حول اعادة هيكلة الاتحاد من اجل فهم اكثر للواقع ومطابقته. وعموما سجل المؤتمر رفضا قطعيا لمشروع اعادة هيكلة الديوان دون التشريك الفعلي للطرف النقابي والتمسك بتطبيق محاضر الجلسات الموقعة من الطرف الاداري والاسراع في اعداد الهيكل التنظيمي وقانون الاطار بالديوان والمطالبة بتفعيل ما اتفق عليه في هذا الشأن كما دعا بعض النواب الى تسوية وضعية اصحاب الشهائد العليا قبل الانتداب وتمثيل الاتحاد العام التونسي للشغل بادارة الديوان. الحائزون على ثقة المؤتمر لم نتمكن من الحصول على تركيبة المكتب التنفيذي الجديد للنقابة العامة بسبب عدم توزيع المسؤوليات في ابانها التي كانت على ما يبدو محل اختلاف وينتظر ان يتم ذلك مطلع هذا الاسبوع. تكريم أتاح المؤتمر للنواب فرصة تكريم عدد من نقابيي القطاع تقديرا لما قدموه طيلة حياتهم المهنية من تفان وإخلاص في أداء واجباتهم المهنية ومساندتهم للعمل النقابي والمكرمون هم الاختان والاخوة: صفية مقدم سعاد مرزوقي الهادي العوادي الصحبي هماني محمد المرزوقي عز الدين كريشان وعبد الكريم العجيلي.