قالت هيومن رايتس ووتش في تقرير صّادر يوم 22 ديسمبر أنّ سامي الفهري «مازال رهن الإيقاف رغم صدور قرار عن محكمة التعقيب في 28 نوفمبر يُلغي قرار دائرة الاتهام وقرار ايداعه بالسجن» وأنّ «على وزير العدل في تونس ضمان إطلاق سراح سامي الفهري «. وأكّدت هيومن رايتس ووتش أنّ وزير العدل قد قدّم تصريحا تلفزيّا يُفيد ُب» أنّ القضية أمام أنظار المحاكم، وانه لا يحق له الأمر بالإفراج عن سامي الفهري « في حين « أنّ الفصل 22 من مجلة الإجراءات الجزائية يمنح وزير العدل سلطة عبر مكتب النائب العام إذ أنه ينص على أن «الوكيل العام للجمهورية مكلف تحت إشراف كاتب الدولة للعدل بالسهر على تطبيق القانون الجنائي بكامل تراب الجمهورية». ولتوضيح الطّابع الإستثنائي للقضيّة، استشهدت هيومن رايتس ووتش بتدخّل محام لدى التعقيب غير مشارك في قضية سامي الفهري والذي أوضح في قوله المُدرج في التقرير أنّ قضيّة عدم الإفراج عن سامي الفهري « سابقة من نوعها مضيفا انّه مارس المحاماة لمدة ثلاثين عامًا، ولكنّه لم يشهد يومًا إلغاء لقرار محكمة التعقيب بهذا الشكل وإن مكتب النائب العام مُلزم بتنفيذ قرار محكمة التعقيب، حسب تعبيره. وتجدر الإشارة إلى أنّ سامي الفهري يُواجه تهمة اختلاس المال العام، حسب الفصل 96 من المجلة الجزائية، ووفقًا للفصل 273 من مجلة الإجراءات الجزائية، أصدرت محكمة التعقيب يوم 28 نوفمبر 2012 قرارا يقضي بإلغاء لائحة الإتهام وإحالة القضية إلى دائرة اتهام مغايرة ممّا ينجر عنه عودة القضية إلى مرحلة ما قبل إصدار الاتهام. وفي ذات السياق اصدرت الرابطة التونسية لحقوق الانسان يوم 24 ديسمبر بيانا أكدت فيه «أن الرابطة وإنطلاقا من مواقفها الثابتة من أن العدل يقوم على إستقلال القضاء الذي يستند إلى إحترام حقوق الدفاع، وإذ تعبر عن شجبها من تدخل وزارة العدل عبر النيابة العمومية في تعطيل تنفيذ القرارات القضائية وخرق الإجراءات القانونية، فإنها تطالب وزارة العدل بضمان استقلال القضاء وعدم التدخل في سيره، وتؤكد على ضرورة إحترام حقوق الدفاع وتمكين المحامين من زيارة منوبهم، كما تطالب بالإسراع في إحداث الهيئة الوقتية المستقلة المشرفة على القضاء». يذكر أن اخر التحركات المساندة لسامي الفهري المسيرة الصامتة التي دعا إليها الفنان المسرحي لمين النهدي والتي ضمت عددا كبيرا صبيحة يوم الخميس، من الفنانين والمبدعين والمثقفين والمواطنين بشارع الحبيب بورقيبة. وكانت تحت شعار يا حكومة طبق القانون