ولد المرحوم سنة 1913 بقرية العباسية بقرية العباسية بجزيرة قرقنة. انخرط منذ شبابه الأول في الحركة الوطنية حيث انضم الى الحزب الحر الدستور وإلى نقابة ال س.ج.ت منذ سنة 1934 وظلّ يعمل مع الزعيم فرحات حشاد وثلة من المناضلين من أجل الدفاع عن مصالح العمال التونسيين. كما ساهم إلى جانب حشاد في تأسيس النقابات المستقلة بالجنوب وفي 20 جانفي 1946 اجتمع ممثلو النقابات المستقلة بالشمال والجنوب ونواب الجامعة العامة للموظفين بالخلدونية ليؤسسوا الاتحاد العام التونسي للشغل بانتخاب الزعيم فرحات حشاد أمينا عاما والمناضل احد اعضاء مكتبه التنفيذي. كان عاشور صانع أول اضراب في تاريخ الاتحاد بعد تأسيسه ببضعة أسابيع فقط وكان ذلك عندما رفض بعض أرباب العمل صرف أجور عمالهم بسبب اشتراكهم بنقابات الاتحاد، وكان الاضراب من أجل الدفاع عن الحق النقابي وعن وجود الاتحاد. كما قاد أول معركة دامية بين الاتحاد والسلطات الاستعمرية فكانت معركة 5 أوت 1947 بصفاقس التي قتل فيها 32 عاملا وجرح حوالي 600 شخصا من ضمنهم الأخ المناضل الذي ظل يحمل الرصاص الذي اصيب به آنذاك إلى آخر حياته. كان تاريخ 19 جانفي 1948 يمثل المرة الأولى التي يدخل فيها السجن فالسلط الاستعمارية لم تغفر له نشاطه النقابي ولا دوره السري في تهريب الزعيم الحبيب بورقيبة إلى الشرق من جزيرة قرقنة في 26 مارس 1945، حيث قضت المحكمة الجنائية بصفاقس بسجنه لمدة 5 سنوات مع الاشغال الشاقة. الا ان موقف التضامن العمالي والاضرابات الاحتجاجية وتدخلات ملك البلاد والمجلس الكبير لدى السفارة العامة للتخفيف من آلام المنكوبين وعائلات الضحايا جعل الحكومة تقرر في جويلية 1948 الافراج عنه وتلزمه بالابعاد الى مدينة زغوان. ساهم بصفته احد القادة السريين للمقاومة في تأجيج الثورة وتقريب ساعة الخلاص. بعد الاستقلال تولى الاضطلاع بدوره نقابيّا ومسؤولاً سياسيّا انطلاقا من استضافة مؤتر الحزب يوم 15 نوفمبر 1955 بصفاقس ودوره في الحماية والحراسة بالسلاح وتوفير الامن والحماية للمؤتمرين. سنة 1965 حكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر مع النفاذ وذلك في قضية ما سمي بباخرة قرقنة. عاد الى قيادة الاتحاد في 29 ماي 1970 اثر انعقاد مؤتمر استثنائي بالبالمريوم. وقوع حوادث 26 جانفي 1978 ومحاكمة القيادات النقابية ومن ضمنهم قبل ان يناله عفو رئاسي تحت ضغط حوادث قفصة. عودة مجددا الى قيادة الاتحاد في نوفمبر 1981. في سنة 1985 سجن اثر خلاف عميق بين الاتحاد والحكومة وأبعد صحبة عدد كبير من النقابيين من حظيرة الاتحاد. اثر التحول السياسي ببلادنا يوم 7 نوفمبر 1987 اعيد الى الأخ اعتباره مناضلاً وطنيًّا وزعيمًا نقابيًّا فذًا. قضّى بقية أيام حياته متنقلا بين العاصمة وقرقنة حيث وافته المنية صبيحة يوم 14 مارس 1999.