انعقد يوم 19 جانفي 2013 بالمقرّ المركزي للاتحاد العام التونسي للشغل اللقاء الأول للمنتدى الشبابي النقابي وذلك في إطار إحياء الذكرى 67 لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل، وذلك تحت إشراف قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات وبرئاسة الأخ سمير الشفّي وقد نظّم المكتب الوطني للشباب العامل هذا اللقاء تحت شعار « الشباب العامل على درب رواد التأسيس». في شهادات الروّاد دروس وعبر للشباب أدلى الأخوة مصطفى الفيلالي ومصطفى بن احمد وخير الدين الصّالحي ومسعود ناجي بشهاداتهم حول أهم المحطات النضالية التاريخية التي أطرها الاتحاد العام التونسي للشغل بدء بفترة التأسيس في 20 جانفي 1946، مرورا بالإضراب العام في 26 جانفي 1978 وأزمة 1985 وصولا إلى تاريخ هروب الطاغية في 14 جانفي والفترة التي تلتها. حيث أكد الأخ مصطفى الفيلالي أحد المؤسسين للمنظمة والعضو في حكومة الاستقلال على الدور الوطني والاجتماعي الذي لعبه الاتحاد ومساهمته في مقاومة الاستعمار وقيادته لمعركة التحرر الوطني وفي بناء دولة الاستقلال معتبرا أنه كان السند والملاذ لكل التونسيين والتونسيات. وذكّر بإسهام الاتحاد في صياغة البرنامج الاقتصادي والاجتماعي الذي تبنته حكومة الاستقلال نظرا إلى افتقار القوى السياسية والأحزاب آنذاك لمشروع يؤسس لبناء الدولة إضافة إلى مشاركة قيادة الاتحاد صلب المجلس القومي التأسيسي في مرحلة أولى ثم تواجد 6 وزراء من أعلى هرم الاتحاد في حكومة الاستقلال. أما الأخ خير الدين الصالحي عضو المكتب التنفيذي السابق للاتحاد فقد بين من خلال شهادته الظروف التاريخية التي دفعت في اتجاه اتخاذ قرار الإضراب العام سنة 78 خلال الهيئة الإدارية المنعقدة أواخر شهر ديسمبر 1977 بأميلكار، والتي اتسمت بالاحتقان الاجتماعي وبانتكاسة على مستوى تطبيق الاتفاقات والزيادات في الأجور وتدهور المقدرة الشرائية والتضييق على الحريات العامة والفردية نتيجة للسياسة التي انتهجتها الحكومة في برنامج الإصلاح الاقتصادي بتحريرها السوق وما صاحب ذلك من تراجع على مستوى مكتسبات العمال. هذا واستحضر الأخ خير الدين الصالحي الدور الطلائعي للشباب آنذاك مذكرا بأهمية الدور الذي لعبه في الحراك الاجتماعي بتواجده صلب الهياكل المسيرة للمنظمة وخاصة داخل القطاعات. وأبدى إعجابه بالحاضرين من الشبان والشابات الذين غصت بهم قاعة احمد التليلي مثنيا على دورهم في كل التحركات التي قام بها الاتحاد حاثا إياهم على مزيد الانخراط في العمل النقابي الميداني وعلى ضرورة الانفتاح على باقي الشرائح المكونة للنسيج الاجتماعي في تونس مع التأكيد على ضرورة افتكاك المقاعد وتحمل المسؤوليات. الأخ مصطفى بن احمد القيادي السابق في الاتحاد والعضو في اللجنة التي عهد إليها بالإعداد لمؤتمر توحيدي وتجاوز أزمة 1985، تحدّث عن تداعيات الإضراب العام والظروف الاقتصادية والاجتماعية التي رافقت فترة الثمانينات ودور الشباب فيها من خلال الدماء الجديدة التي ضخت صلب المنظمة وهياكلها والديناميكية والحركية التي ادخلها هؤلاء على مستوى العمل النقابي في تناغم وانسجام مع خبرة وتمرس القيادات النقابية وفي إطار مبادئ الاتحاد وأبجديات العمل النقابي. ليختتم الأخ مسعود ناجي عضو المكتب التنفيذي السابق الشهادات بالتعرض لدوره في مختلف الأزمات والمحطات التي عايشها سواء ميدانيا في قطاع الصحة أو من خلال تواجده في المكتب التنفيذي الوطني. على الشباب تكثيف وجودهم على الساحة النقابية والجمعياتية أكد الأخ سمير الشفي الامين العام المساعد المسؤول عن المرأة والشباب العامل والجمعيات في مداخلة على ضرورة الربط بين الزخم النقابي المتراكم والتجارب النضالية السابقة وبين الواقع الحالي على الصعيد الاجتماعي بصفة عامة وعلى الصعيد النقابي بصفة خاصة. حيث نوه بدور الشباب وقدرته على الفعل في الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأكد على ضرورة تعزيز تواجده صلب مكونات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وضرورة إثرائه للفعل النقابي سواء من خلال التحركات الميدانية او تكثيف حضوره صلب الهياكل النقابية القاعدية من جهة وصلب هياكل التسيير من جهة اخرى. واعتبر الاخ الأمين العام المساعد أن شاركة الشباب وانخراطه في الحراك الاجتماعي ومساهمته في رسم التصورات والمقترحات المتعلقة بالقضايا الشائكة التي يعالجها الاتحاد هو وفاء للروح الشبابية التي طبعت العمل النقابي منذ بداياته وابرز مثال على ذلك دور الزعيم خالد الذكر ومؤسس المنظمة الشغيلة فرحات حشاد والذي اغتاله أعداء الحرية وهو لم يتجاوز سن التاسعة والثلاثين. وحيّا في الأخير جميع المتدخلين الحاضرين من شبان وشابات الذين أعربوا عن استعدادهم اللامشروط لتكثيف اللقاءات الشبابية والمنتديات وإنجاحها، ودعاهم جميعا إلى ضرورة تكثيف وجودهم على الساحة النقابية والجمعياتية وإنجاح كل التظاهرات والسعي إلى الارتقاء بالوعي المجتمعي والسير على أهداف رواد الحركة النقابية والعمالية لما في ذلك من وفاء لدماء الشهداء النقابيين والمناضلين والتزام بمبادئ ثورة 17 ديسمبر، ثورة الشباب الثائر على مظاهر الحيف الاجتماعي والمطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. هذا الشباب الذي أطره الاتحاد العام التونسي للشغل الخيمة الجامعة لكل أحرار هذا الوطن.