استفاق أهالي صفاقس صبيحة يوم الأربعاء 6 فيفري 2013 على خبر الفاجعة الأليمة التي زلزلت الأرض وأبكت العيون بكاء مريرا وأحزنت القلوب لما اقترفته الأيادي الآثمة والجبانة في اغتيال رائد من رواد النضال والمستميتين من أجل حرية الشعب وكرامته وعزته وتحقيق العيش الآمن والحياة المستقرة المناضل الشهيد شكري بلعيد الأمين العام لحركة الوطنيين الديمقراطيين الموحد. وقد هبت جماهير حاشدة منذ تسرب الخبر إلى المقر الجهوي للحزب ثم انتظمت مسيرة قادها المحامون وشارك فيها النقابيون ومختلف أطياف المجتمع المدني والأحزاب السياسية التي جابت شوارع المدينة ثم تحولت إلى مقر ولاية صفاقس التي وقع اقتحامها ورفعت شعارات منددة بالعنف وتحميل المسؤولية إلى حركة النهضة ثم توجهت إلى مقر الإذاعة حيث تمكن العديد من النقابيين والحقوقيين والسياسيين من فرض حقهم في التعبير والتنديد بما اقترفته الأيادي الدموية وتحميل الحكومة وخاصة وزارتي الداخلية والعدل المسؤولية الكاملة لما تعيشه تونس من عنف سافر من قبل ما يسمى بمجالس حماية الثورة . وفي هذا السياق أصدر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي أبرق إلى عائلة الشهيد وعمادة المحامين بصفاقسوتونس برقيات تعزية بيانا جاء فيه بالخصوص التنديد بأقصى درجات الشجب والإدانة لما اقترفته الأيادي الغاشمة والغادرة في حق المناضل الشهيد شكري بلعيد أمين عام حزب حركة الوطد الموحد فأردته قتيلا وحمل البيان المسؤولية إلى حكومة حركة النهضة التي لها دور كبير في هذا العدوان الآثم وإلى وزارتي الداخلية والعدالة لسكوتهم عن سلسلة الأعمال العنيفة التي تقوم بها عصابة إجرامية سمت نفسها ظلما وبهتانا مجالس حماية الثورة وهي في الحقيقة ميليشيات تحرس على حمايتها ودعم حركة النهضة وذكر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في بيانه ما نبه له في عديد من المناسبات بالأعمال الخسيسة والدنيئة التي لا يريد منها إلا إدخال البلاد في الفتنة وأبرزها اقتحام مقر الإتحاد العام التونسي للشغل ببطحاء محمد علي بالعاصمة في اعتداء سافر وغاشم على النقابيين وعلى منظمة عتيدة لعبت دورا حاسما في الحركة الوطنية وبناء تونس . واعتبر الإتحاد الجهوي للشغل في بيانه أن اغتيال شكري بلعيد أمر طبيعي جاء نتيجة عدم جدية وزارتي الداخلية والعدل والحكومة في الوقوف أمام ما يهدد البلاد من خطر وفوضى عارمة لذا فهو يطالب بفتح تحقيق جدي بأقرب وقت لإيقاف الجناة ومن يقف ورائهم حتى تقول فيهم العدالة كلمتها احتراما لدم الشهيد وعائلته وكافة الشعب التونسي وكذلك الإسراع بإيقاف مسلسل العنف منبهة الحكومة ووزارتي العدل والداخلية من مغبة التواصل في محاولة تقزيم دور الإتحاد العام التونسي للشغل الذي شهد له التاريخ بدوره الطلائعي في معركة التحرك الوطني والإطاحة بالدكتاتورية عبر المساهمة الفعالة في قيام الثورة .