يا سليلة عليسة... حفيدة الكاهنة... وابنة أروى القيروانية بسمة...تونس... من يسمي الجميلة اسماً يليق بأسمائها اسمك هو خيط النور الذي يقاوم ظلمة قلوب أولئك الذين انشغلوا بغطاء الرأس ولم يروا عبقرية الرأس بسمة أيتها المرأة الأبية الشجاعة تألقت وحلقت فوق السحاب لن أقدم لك العزاء ففي «سبرنا» الجريمة مدانة والمجرم مدان، ولا نقبل العزاء قبل الثأر قتلوه غدراً كما يقتل الأنبياء لن ترفع الأقلام... ولن تنبض الكلمات، ما دام شكري حياً كالشهداء لا تذرفي الدموع... فالله سيسقي تراب الشهيد برحمته أنت تشبيه المستحيل بالحقيقة خالدة الزهر تشرق بعد أن امتطى البطل جواده من الأرض إلى السماء لن يسأله المولى: أي هوية تحمل؟ لكن ماذا فعل بك قابيل؟ ماذا فعل بك الجبان؟ فله سترفع الأصفاد ربطت حول عنقك أخضر الزمان... وقلت : لا... لا للنسيان جئت كوقع القدر... رافعة شارة النصر جاهلة الكلب المسعور يلهث هناك يحتضر على حافة الشرعية ليست العبرة في العدد الأكبر... بل في الحرية مرفوعة فوق رؤوس الشهداء تغرس في قلوبنا نواة الألم بياض شعرك... ندمنا على الصمت الأخرس يا أخت الرجال... أنت الزوجة... والحبيبة... الأم التي لا تراوغ بحبها القضايا الضيقة نحن من ولدنا تحت منجل الطغيان نحن من مات شبابنا بداء العلة والقهر كوني لنا قمرا لا غبار عليه معك أنت لن نكتفي باكتشاف ومضة الأمل ... بل نشتعل بها ونضيء مسيرتك بألوان أرضنا الخضراء، وتاجك الناصع، تشهد على تاريخ الراهن شجاعتك ستؤسس لقامة البطل كإطلالة على العصر ستحلم بناتك كالأطفال بثوب العيد والحلوى وستمني الأيام بعودة الغائب ستأخذين بأيديهما لتجتزن عتبة الحزن الفياض سترين بهجة الدنيا لأن في دارك نجم الحب يبقى يبرعم في غدي الآمال ويمسح عن جبين الوطن حرقة الشجن فلوحة الشهيد تبقى وعوداً بالشروق أنت تمثلين الفصول التي لا تنتهي... الحرية والكرامة الإنسانية، الخير والجمال الحق والعدل تمثلين ما تهمس به النساء كل امرأة تبدو وكأن الله لم يخلق سواها امرأة تخوض معركة ضد التخلف والجهل والتأسلم أيتها القرطاجية العربية نشعر بالذنب... نأتي إليك بكل الحب فساحتك تتسع للحلم... للأمل ... للوطن أيتها القرطاجية العربية لها تاج من الثلج... وقلب نبي ينزف مغفرة أيتها القرطاجية العربية ... يا بسمة الوطن على نخبك أرفع كأسي... على نخبك أرفع جرحي... وقلبي للهم دماً... يا سيدة الحزن ... صمتك يحميني... صمتك يقتلني... يا سيدة الصمت والبوح يا سيدة السنوات الصعبة... كالصبر أجيئك يا سيدة الرجال... ستعبرين بوابة التاريخ كتطريز عربي... ثوب لا أبهى ولا أجمل يتكسر فوق تضاريس الدنيا يسطع قمراً فضياً كقلادة جدتك كوسام يحمله الشهداء أكتب من دم الأوفياء بقلم يخضب ويورق يا سيدة الوطن يا سيدة الأوسمة المرة يا سيدة الأنجم ماذا في الصحف اليوم؟ لم تكن المقبرة كئيبة بسكونها لم تكن موحشة ولا مفزعة لم تكن مجللة بالظلام الأبكم لم تكن القبور البيضاء متنافرة ممدة بفوضى لم تعد ممرات سوداء ضيقة تتسع لأشباح الموت لم يكن الباب مغلقاً ... كيف وصل الجميع بسلام؟ وبقيت الشرعية خارج المقبرة ماذا في صحف الغد؟ مسيرة شرعية بلون الغراب ضد شرعية جنازة؟ ماذا حل بالوطن؟ لكن البطل ما زال حياً انتفض الشعب... انتفض الشباب العلم يرفرف... في وجه الرشاش الصبيان ... الفتيات... النساء والشيوخ في بلد الشهيد... يصدحن: نموت نموت ويحيا الوطن سيدتي لن يكون اللقاء الأخير لن يكون الوداع فالشهيد لم يذهب وحيداً سيبقى نبياً في سريرك على خشب الوسوسة مضرجاً بالعشق والوجد والأرجوان الليلة برد سيدتي دثري ... عيونك متعبة لكن الشهيد ما زال هنا أعطيه نصف مخدعك ولا تنامين ... إلا بعضاً من الليل صامدة أنت ... ونحن نخجل من تعبنا سنكظم الغيظ من أجلك سنكظم الغيظ الذي فجره الربيع سنكظم الغيظ ونتعلم من جديد الكلمات كلمات ستكتبين لنا مفرداتها يكبر الوطن ... وتبقى تونس الأكبر والأبعد سيكون الاسم الحركي لهذه الرقعة العربية شكري... لا ينهض ... لا ينهض.. سيدتي... إلا النقي الوفي يا سيدتي أستوطن منك شجاعتك القصوى والفرح الآتي ...الساطع فدمت لنا... قلبي يستحضر الآن وجه الصبيتين كانت أمهما حزينة يوم الفراق لكن من خلف ما مات حفظ الله لك ولنا نيروز وندى ... ... وأتقانا من مات حيا