أثارت صفقات جلب القطارات الكهربائية من كوريا استياء عدد من العاملين صلب الشركة التونسية للسكك الحديدية، وحول هذا الموضوع وافانا العون المختصّ التابع لادارة الانتاج بوحدة اعمال أحواز تونس حطاب بالرحيلة. وقد كشف العون المختصّ عددا كبيرا من الاخلالات والاعطاب المتعلقة ب التي تمّ جلبها من كوريا والتي تمّ التفطّن الى وجودها منذ فترة التجربة ومن بينها الاخلالات باللوالب المطاطية في العجلات الخاصة بقرابة 19 قطارا وقال المتحدّث انه بالاضافة الى هذا الاشكال فان القطارات الكهربائية تفتقد إلى «contre choc» اي واقيات للصدمات من المفروض ان يتم تركيبها بين العربات اما بالنسبة إلى فوانيس الانارة فقد اكد العون المختصّ انّ قوّة الاضاءة لا تتجاوز 110 فولت من المفروض ان تكون قوتها 220 فولت وهوما يبيّن أنّ صفقة القطارات تغيرت على حدّ تعبير المتحدث. وأفاد بأنّ أبواب القطارات الكهربائية لا تخلو من الإخلالات باعتبار أنّها مصنوعة من مادة السيليكون المعروفة بتقلّص وتمدّد حجمها حسب درجات الحرارة مما تسبّب في تلف حوالي 300 باب موجودين في الوقت الحالي في الورشة «وهو ما يمثّل اهدارا للمال العام!». وفي ما يتعلق بالمكيفات فقد اقر العون المختص بالشركة التونسية للسكك الحديدية بان نسبة الجودة فيها متدنية اذ ان مدة استخدامها لم تتجاوز السنة الواحدة وتبين انها تحتوي على الرطوبة مما اسفر عن حرق المحركات كذلك الشأن لمولدين كهربائيين او ما يطلق عليه تسمية (VCB) والذي يبلغ سعر الواحد منهما قرابة ال 60 الف دينار علما أنّ مدة الضمان 6 سنوات وبالنسبة إلىالمكابح فقد اكد حطاب بالرحيلة انها تحتوي على عديد الاخلالات المتعلقة بطريقة الصنع والتركيب مما يجعل سلامة ركّاب القطارات الكهربائية على المحكّ. اما عن القطع المعطبة فقد قال المتحدث ان عددا كبيرا منها يتكدّس في المستودع عوض اصلاحها واعادة استغلالها خاصة أن اللجوء الى تعويضها باخرى جديدة عن طريق شرائها من الدولة المصنّعة يكلّف الدولة التونسية اموالا طائلة وعن الحادث الذي جد يوم 3 ديسمبر 2012 في «سيدي رزيق» قال العون المختص انه قد تسبب في عدة اعطاب ومن بينها ما يُعرف باسم «le nez» اي مقدمة القطاع ولاصلاحه عمد الى استخدام مقدمة قطار اخر واستغلها كقالب لصنع مقدّمة جديدة باستعمال مواد مانعة للالتهاب عادة ما يستخدها اعوان الحماية المدنية في تدخلاتهم لوقف الحرائق وافاد المتحدث بان هذه التجربة كانت ناجحة لا سيما ان تكاليف انجازها لم تتجاوز 950 دينارا وهو ما يجعل الشركة تتجنّب دفع قرابة ال 25 الف دينار لشراء مقدمة قطار جديدة من كوريا.. وقال حطاب بالرحيلة انّه عند مطالبته بالحصول على مقابل لهذا الانجاز جُوبه طلبه بالممانعة وقد تم تلفيق قضية كيدية في حقّه (على حدّ تعبيره بتحميله مسؤولية «حادث سيدي بوزيد» باتهامه بقطع الكهرباء وتغيير وجهة القطار وتعطيل الركاب.. (وللاشارة فان مقدمة القطار التي صنعها العون المختص مستغلّة حاليا من قبل شركة). وقال العون انه قد أعلم وزارة النقل ورئيس مدير عام الشركة التونسية للسكك الحديدية والمدير المركزي للشركة بالأمر وبضرورة منحة مستحقاته الاّ أنّ طلبه لم يتمّ الردّ عليه حتى الآن.