احتضنت دار الشغالين بتونس العاصمة صباح الثلاثاء الماضي ندوة صحفية مشتركة دعت اليها النقابة العامة للتعليم الثانوي والجامعة العامة للتلعيم العالي والبحث العلمي والنقابة العامة للتعليم الاساسي والجامعة العامة للارشاد والتأطير وذلك لشرح الاسباب الموضوعية التي دفعت نقابات المنظومة التربوية الى الدخول في اضراب. وقد مهّد لهذه الندوة الاخ الشاذلي قاري الكاتب العم للنقابة العامة للتعليم الثانوي بالتأكيد على ان اقدام هذه الهياكل النقابية على الاضراب يندرج ضمن عملها الجدي والمسؤول من اجل مفاوضات افقها تحقيق مطالب الاساتذة والمعلمين واعوان الارشاد والتأطير بدل التنكر للاتفاقيات الماضية وسياسة الاستفزاز والتسويف التي ترجمتها كيفية تعاطي الوزارة مع المطالب المشروعة وعدم احترام الاجال المحدّدة وفقا لاتفاقيات ممضاة من الطرفين. ودعا الاخ الشاذلي قاري وزارة التربية والتكوين الى احترام التزاماتها واطاراتها وتعهداتها.. وفي تعليقه على مقترح الوزارة المتعلق بالمنحة البيداغوجية قال الاخ قاري انها تتراوح ما بين 2100 و2500 شهريا وما بين 80 و85 مليما يوميا وهو ما يمثل غياب الجدية في التعاطي مع الحقوق المشروعة للاساتذة وتضحياتهم في تربية الاجيال وتعليمهم بل لعله يتعدى ذلك نحو الاستفزاز ومحاولة النيل من مكانة الاستاذ ودوره. وفيما يتعلق بمجالس المؤسسات بين الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي انه اجراء اتخذته الوزارة وقامت بعملية التنصيب معتمدة على ارقام ومعطيات وهمية لا اساس لها من الصحة حول عدد المترشحين لهذه المجالس التي لا ترفضها النقابة ولكن تطالب بالتفاوض بشأنها. واوضح الاخ قاري ان احداث مدارس اعدادية تقنية يندرج ضمن الاجراءات الهيكلية التي ستفضي الى عدم استقرار مدرسي المهن اضافة الى ما ستحدثه من تحويرات مهنية. وتعرض الاخ الشاذلي قاري الى اتفاق 25 مارس 2005 القاضي بفتح الافاق لكافة اصناف مدرسي التربية البدنية والذي لم يجد طريقة الى التطبيق من قبل وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية. معتبرا ان كل هذه المعطيات والوقائع تترجم سياسة تسويف ومماطلة تجاوزت الاسقف الزمنية والاتفاقيات المبرمة في الغرض والتي تستوجب الاستعداد الجدي والمسؤول للدفاع عن المطالب المشروعة للمدرسين حيث ستنطلق يوم 8 افريل الجاري اجتماعات مشتركة بين نقابات التربية والتعليم في كل الجهات استعدادا اما لانجاح الاضراب او الدخول في مفاوضات جدية وهادفة. * التعليم العالي وفي مستهل تدخله بين الأخ سامي العوادي الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ان انعقاد هذه الندوة الصحفية قبل 48 ساعة من موعد الدخول في الاضراب يوم 5 افريل والذي اقره المجلس القطاعي المنعقد بتاريخ 24 فيفري 20074، يدل دلالة واضحة على رغبة الجامعيين المشتركة في الدفاع عن حقوقهم التي تم التنكر اليها رغم استمرار المفاوضات على مدار خمسة اشهر وانعقاد اكثر من خمس جلسات في الغرض. واضاف الاخ سامي العوادي ان الجامعة العامة للتعليم العالي لم تقدم الى وزارة التعليم العالي غير ماهو عاجل وملح من المطالب المادية والمعنوية والتي يقوم اساسها على ارساء آلية تشاور دائمة تتناول بالدرس كل الجوانب العلمية والبيداغوجية والتسييرية سيما وان الجامعة التونسية تعيش على وتيرة اصلاحات تستوجب تحسين القدرة الشرائية للجامعيين وتحسين ظروف امكانيات العمل والبحث والتأطير مبرزا في السياق ذاته ان الجامعيين هم وحدهم الذي لم تلحقهم الزيادات في الاجور منذ سبع سنوات عدا تلك المتعلقة بالمفاوضات الجماعية. وقبل موعد الاضراب بيومين تعرّض الاخ سامي العوادي الى ما تعتمده الوزارة من اساليب ترهيب وتخويف الجامعيين وخاصة اصحاب الوضعيات الهشة مستعرضا مضمون البيان الذي نشرته الوزارة على موقعها الالكتروني والذي تمّ تعليقه داخل الفضاءات الجامعية على الرغم من انه لا يحمل توقيعا رسميا للوزير او لمن ينوبه. * الارشاد والتأطير ومن جانبه استعرض الاخ بدرالهرماسي الكاتب العام للجامعة العامة للتأطير والارشاد خصوصية الجامعة التي تضم زهاء سبعة اسلاك وجملة من القوانين الاساسية اضافة الى تعدّد سلط الاشراف. وبين الكاتب العام للجامعة العامة للارشاد والتأطير توجهات الجامعة في التفاوض وخاصة إعتمادها على مراجعة القوانين الاساسية والمسائل الترتيبية وفقا لخصوصية القطاع الذي يخضع للفصل الثاني من القانون العام للوظيفة العمومية. وذكر الاخ بدر الهرماسي باسباب تأجيل اضرابين سابقين والمتعلقة اساسا بالرغبة في الحوار والتفاوض الجادين مقابل وقف محاولة التنصل او التنكر للاتفاقيات والحقوق. ولئن قدّم الكاتب العام للجامعة العامة للتأطير والارشاد تشريحا ضافيا لواقع القطاعات المنضوية تحت الجامعة العامة فإنه ركز على خطورة ما يواجهه اعوان المخابر من مخاطر صحية ومن غياب الوسائل الوقائية امام ما يهدّدهم من امراض خطيرة وكذلك الواقع المهني للاداريين في التربية والتعليم العالي والذين ظلوا محرومين من الترقية منذ انتدابهم الى لحظة تقاعدهم رغم ان تصنيفهم المهني هو الاقل درجة ولم يستثن الاخ بدر الهرماسي ما يواجهه القيمون من صعوبات ومشاكل اثناء القيام بدورهم وخاصة ازاء ما يناهز المليون ومائتي الف مراهق بالمدارس حيث تراجع عدد وحدات التكوين من اربع الى اثنين. وحاول الاخ بدر الهرماسي وضع واقع منظوريه في سياق عام وصفه بانهيار المؤسسة التربوية التي تشهد اكثر من 20 مليون غياب و7 مليون اقصاء اضافة الى ان القيم يعمل مع زهاء 300 تلميذ مبرزا في السياق ذاته معاناة القيّمين بالمبيتات الجامعية حيث يتولون القيام بكل المهام بما في ذلك التطبيب في ظل غياب كل المرافق والخدمات والتي يأتي في مقدمتها التمريض. واعتبر الاخ بدر الهماسي المرشد التربوي بمثابة le carrefour des problèmes من حيث ان كل مشاكل المدرسة والمؤسسة التربوية تنصبّ على عاتقه دون غيره. * التعليم الاساسي ومثل النقابة العامة للتعليم الاساسي الاخ الفاهم نصري في هذه الندوة الصحفية حيث استهل كلمته باستعراض الوضع غير العادي لواقع التربية والتعليم والظروف السيئة للمعلمين والذين ظلوا في دائرة مفرغة منذ سنتين. وركز الاخ الفاهم تدخله على مطالب القطاع المرتبطة اساسا باحترام الحق النقابي وضرورة تقنينه واقرار منحة العودة المدرسية رغم اختلاف المفهوم او التسمية بين الطرفين النقابي والوزري ونقل المعلمين والمدراء وضرورة تحديد مفهوم المراكز الشاغرة والذي ظلّ بدوره محل خلاف قائم بين الطرفين ايضا. وتعرض الاخ الفاهم النصري الى ما لحق المعلّمين من اساءة نتيجة التصريح الذي ادلت به الادارة العامة للمدارس الابتدائية يوم 22 مارس لاحدى الاسبوعيات والذي ترجم التهجم المجاني على المعلمات والمعلمين بالفاظ سوقية. ثم انتهى عند سير المفاوضات الجارية التي لم يواصل المشاركة فيها بهدف حضور الندوة الصحفية صباح يوم الثلاثاء الماضي بدار الشغالين بالعاصمة.