ابتلانا القدر والصندوق وأشياء أخرى برئيس دولة لا يشبه شيئا إطلاقا. سافر الى الخليج على نفقة الشعب ليصرح في جزيرة الخزي ان نصف الشعب لا يصلح ولا يُصلح... وأنه لولا وجوده لانتصبت المشانق لليساريين والمضادين لثورة جانفي... ولأن عقدة الأنا مترسخة في دماغه منذ طفولته، أراد الدكتور شفاه ا& ان يبرز دوره في المرحلة التي تمر بها البلاد. لسنا بعيدين جدا عن مجال الطب النفسي ولكن لسنا بعيدين ايضا عن مجال التحريض على الاقتتال. ولكني أسأل الدكتور وحتى أصدقاءه... ما هو الدور الذي لعبه المرزوقي قبل الثورة او ايام الثورة او بعدها حتى ينتصب علينا خطيبا في قناة العار، مشغله السابق. قبل الثورة كان في فرنسا متعاقدا مع اليمين الفرنسي وقناة المستقلة، ورغم الحكم عليه بالسجن فقد تكرمت عليه سلطة بن علي ولم تنفذ فيه العقوبة خوفا من هجوم نووي من كوريا الشمالية. سمع بالثورة عن طريق المذياع وعاد الى البلاد ولم يشاهده احد في شوارع تونس الا بعد رحيل بن علي بمدة طويلة. قانونا وشرعا واخلاقا، كان من المفروض ان يعود الى مقر عمله في سوسة ليمارس الطب في أرياف القلعة الكبرى، ويكتب احيانا بعض المقالات عن المريخ او شعرا لا يقرأه أحد. غير ان الالتفاف عن الثورة والغدر بها وخيانة اهدافها والركوب على الكراسي الهزازة الفارغة، كل هذا صنع من البعض نجوما في وضع الانخرام العام والانفلات السياسي، فأصبح رئيس الدولة يستعمل قناة العار الخليجية ليقسّم الشعب الى طوائف وأطراف متقاتلة ومتنافرة. قد يكون الحل في المسكوت عن هذا الهراء الرئاسي. وقد يكون الحل في تغيير مقر القصر الرئاسي من ضاحية قرطاج الى ضاحية اخرى.