يجلسون حذو آلات تصفية الدم لتسيل دماؤهم في وصلات تلك الأجهزة التي لا تكف ولا تتوقف عن العمل وبقدر عملها تزداد المعاناة وتكبر المأساة. هم ينتظرون بفارغ الصبر أملا يعيد إليهم «الحياة»، ينتظرون بسمة تخفف عنهم وطأة العذاب،... وجوههم واجمة وعيونهم هائمة أحيانا... دامعة أحيانا أخرى بحثا عن بصيص أمل... تلمح على أجسادهم علامات التعب والارهاق.... كيف لا وهم أسرى لأجهزة وآلات تصفية الدم حكم عليهم القدر بالمعاناة على مرّ الأيام والساعات. هم نساء اطفال كهول ورجال توقفت فجأة كل أحلامهم ترقبا لضخ دماء جديدة في أجسامهم التي نخرتها وخزات الابر والآلات الطبية. هم في انتظار ان تجري دماؤهم في آلات التصفية... وجوههم واجمة وعيونهم هائمة أحيانا... دامعة أحيانا أخرى تلمح على أجسادهم علامات التعب والارهاق.... كيف لا وهم أسرى لأجهزة وآلات تصفية الدم. وامام العذاب والالم تكبر المعاناة عندما تتوقف آلات التصفية عن العمل وتتحول رحلة البحث عن أمل الى رحلة ألم. جريدة الشعب انتقلت الى مصحة الامل التي تحولت الى مصحة ألم للمرضى حيث يعاني العديد منهم من مشاكل تتعلق بالدياليز قدر أكثر من 8 آلاف طفل في تونس. حدثنا منذر بالصادق عن معاناته وقال انه يئس من الحياة بسبب رحلة «الدياليز» القاسية وعن المشاكل التي تعترضه يتنهد محدثي ثم يستطرد القول بأنه يتلقى العلاج بمصحة خاصة منذ سنوات وكثيرا ما لاحظ «خورا» كبيرا من عدم اشراف الطبيب المختص على حصة «الدياليز» أو عن «التعقيم» فيقول محدثي إن أغلب الممرضين يعالجون مرضاهم ويقومون بغرز الإبر في أيادي المرضى دون ارتداء القفازات ناهيك عن النقص الفظيع في الطاقم الطبي. وأن أغلب هذه الآلات تجاوزت مدة صلوحيتها وفاق تاريخ استعمالها 15 سنة، ناهيك عن عدم القيام بأغلب التحاليل الطبية المنصوص عليها بالرائد الرسمي وافاد المتحدث ان توقف salle d' eau عن العمل تسبب في مشاكل صحية للمرضى على غرار ارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدل السكري. إهمال وتقصير وغير بعيد عن حالة منذر حدثنا حاتم سعدي عن مأساته وقال انه يتلقى العلاج منذ سنوات طويلة وقد فقد الثقة في المصحات لأنها تبحث عن الربح المادي قبل تحقيق الهدف المعنوي (على حد قوله). ويواصل أنه كثيرا ما رفع نداءات الى الجهات المعنية لكنها لم تحرك ساكنا مشيرا إلى انه توجد صعوبات عديدة في مقابلة مدير المصحة ناهيك عن الإهمال والتقصير وغياب المتفقدين ودعا الى ضرورة ايلاء العناية الكافية للمرضى وادماجهم اجتماعيا سيما أنها فئة حساسة تستوجب التأطير والاحاطة واشار المتحدث الى المشاكل التي يعاني منها المرضى في التنقل خيث ان سيارة الاسعاف المخصصة لنقل المرضى اكل عليها الدهر وشرب على حد وصفه. أما لسعد بوغانمي فقد تذمر من النقص الفادح في الأجهزة والمعدات الأساسية الخاصة بعملية تصفية الدم بالمصحة ودعا الى ضرورة التدخل سيما ان اغلبهم يتعرضون الى إهمال ولامبالاة وأخطاء وسوء معاملة. أما السيدة نجيبة بن ساسي فقد حدثتنا عن الاخلالات الموجودة في الآلات المخصصة لتصفية الدم وقالت ان المشاكل التي يعاني منها مريض الكلى أن يخضع لحصص تنقية الدم في حيّز زمني قصير مقارنة بالمدة التي يجب أن يقضيها لاستكمال عملية التصفية الذي من المفروض أن يكون 4 ساعات، 3 مرّات في الأسبوع. ماذا تقول مديرة المصحة؟ حاولنا الحديث مع مديرة المصحة لكنها رفضت التصريح باي معلومة واكتفت بالقول ان الاشكال بسيط وسيتم اصلاح العطب في الوقت. شروط هل يتم احترامها؟ رغم الشروط الصارمة التي ينص عليها الفصل 2 و3 من الرائد الرسمي فإن العديد من التجاوزات تحصل داخل بعض المصحات ومن بين الشروط التي يجب احترامها حسب ما جاء في الرائد الرسمي ضبط الفحوص التكميلية الضرورية والخدمات الأخرى الواجب على مراكز تصفية الدم القيام بها لفائدة المرضى، أما بالنسبة لمسألة إسناد الرخص فإنه لا يمكن إسناد رخصة إحداث واستغلال مركز تصفية الدم الا إلى طبيب مختص في أمراض الكلى أو طبيب مقتدر في تصفية الدم طبقا للتراتيب الجاري بها العمل. أما الفصل الخامس فهو ينصّ على ما يلي: «لا يمكن أن تكون طاقة استيعاب مركز تصفية الدم أقل من أربعة وأكثر من عشرة آلات لتصفية الدم ويجب بالإضافة إلى ذلك أن تكون لدى المركز آلة احتياطية إذا كانت طاقة الاستيعاب لا تتجاوز 6 آلاف وآلتين احتياطيتين إذا كانت طاقة الاستيعاب تفوق 6 آلاف ولا يمكن أن يتجاوز عدد المرضى الذين يتلقون العلاج بالمركز بصفة دورية الأربعين مع مراعاة التناسب بين عدد المرضى وعدد الآلات المستغلة على أساس آلة لكل أربعة مرضى.