- عرفت أقسام طب الكلى بمستشفيات الجمهورية خلال سنة 2011 توافد 400 حالة إضافية مقارنة بسنة 2010 والتي سجلت توافد 8500 مريض في سنة 2010. «الأسبوعي» زارت قسم الكلى بمستشفى الرابطة ووقفت عند أهم الإشكاليات التي يعاني منها. ناجي بن بوبكر الخذري (51 سنة) متزوج وله بنتان، كان يعمل بائع خضر، منذ 4 سنوات وهو يعاني من قصور كلوي مزمن، أكد لنا أنه يضطر إلى القيام بعملية تصفية الدم 3 مرات في الأسبوع حيث يقضي أكثر من 4 ساعات في الحصة الواحدة الأمر الذي يجعله يشعر بإرهاق وغير قادر على القيام بأي مجهود وهو ما دفعه للانقطاع كليا عن العمل، وبسؤالنا عن مورد رزقه بين محدثنا أن ابنتيه تعملان لمجابهة مصاريف العائلة المتكونة من 4أفراد.. معاناة من جهته أكد عبد العزيز العباسي (50 سنة) دهان أنه يعاني من هذا المرض منذ10 سنوات، وقد طالب السلطات المعنية بالتدخل لإيجاد حل سريع لمسألة التنقل بين المستشفى ومنزله حيث إنه قد قضى أكثر من 4 سنوات في عملية تصفية الدم ما جعله غير قادر على العودة إلى المنزل بمفرده لذا يطالب بتوفير وسيلة نقل عمومية تمكنه وباقي المرضى من العودة في ظروف صحية مناسبة.. سميحة حمدي لم تتجاوز 23 سنة ولم تستطع أن تنهي دراستها؛ حين سألناها صرحت أن نفسيتها مضطربة خصوصا بعدما اضطرت لقطع علاقاتها مع المحيط الخارجي خوفا من الاستهزاء منها ومن مشاعرها متجنبة نظرات الشفقة.. أما سمير العطوي (47 سنة) وهو فلاح أصيل ولاية جندوبة فبين أنه يشكو من هذا المرض منذ ما يقارب 14 سنة ونظرا لعدم توفر العناية والاهتمام بمركز جندوبة إضافة إلى بعد المركز عن مقر سكناه حيث يضطر إلى قطع كيلومترات للوصول إلى المستشفى فضلا على أن المركز لا يوجد به طبيب مختص في هذا المجال، خير التنقل للعاصمة علّه يجد ضالته. إقبال كبير... أكدت فاطمة بن موسى رئيسة قسم طب الكلى بمستشفى الرابطة وكذلك رئيسة الجمعية التونسية لأطباء الكلى أن عدد المرضى الذين يتوافدون لإجراء عمليات التصفية يصل إلى 30 حالة يوميا ذلك أنه تتوفر بالمركز 12 آلة يقع علاج 12 شخصا في الصباح ومثلهم في المساء بالإضافة إلى الحالات الاستعجالية وتضيف محدثتنا أن المريض الذي يعاني من قصوركلوي يتوجب عليه الخضوع لعملية تصفية الدم 3 مرات في الأسبوع على أن تدوم كل حصة قرابة 4 ساعات.. في نفس الإطار أشارت محدثتنا إلى أن عدد الأطباء المتواجدين بالقسم والبالغ عددهم 100 طبيب غير كاف لاستيعاب الإقبال المتزايد على هذا النوع من العمليات ورغم إدماج 11 طبيبا مقيما في الطب إلا أن هذا العدد اعتبرته بن موسى غير كاف ووجب العمل على تدعيمه كي يستجيب لمتطلبات كل المراحل التي يمر بها المريض من مرحلة الوقاية إلى العلاج والتحضير لعملية التصفية وصولا إلى عملية زرع الكلى؛ لذا فان كل مرحلة من هذه المراحل وجب أن يخصص لها عدد كاف من الأطباء. اكتظاظ كبير كما أوضحت محدثتنا أن القطاع العمومي يعاني من نقص كبير من حيث عدد أقسام أمراض الكلى ومراكز تصفية الدم رغم كل المجهودات التي قامت بها وزارة الصحة في السنوات الماضية حيث يوجد قرابة 145 مركزا في كامل الجمهورية منها 99 للقطاع الخاص و 38 للقطاع العمومي و6 مراكز للضمان الاجتماعي ومركزان تابعان للدفاع الوطني مما يجعل المستشفيات العمومية تشهد نوعا من الاكتظاظ على مستوى عمليات التصفية حيث يتم الاقتصار في عديد من الأحيان على حصة أو حصّتين عوض ثلاثة مما يشكل خطورة على حياة المصاب, وعن الطرق المتبعة في عملية التصفية أشارت بن موسى إلى أن هذا القطاع أدخلت عليه عديد التحسينات في المقابل تم القطع نهائيا مع كل الممارسات السلبية التي جعلت هذا القطاع يتراجع إلى الوراء على غرار المحسوبية و... آثار سلبية الدكتورة بن موسى أكدت على أن حياة المريض الذي يشكو من الفشل الكلوي تتغير وتطرأ عليها عديد المتغيرات سواء اجتماعيا أو نفسانيا أو من الناحية العملية أو الدراسية. فهناك العديد من المرضى خصوصا منهم النساء اللواتي يعانين من هذا المرض ولم يجدن الإحاطة الكافية من أزواجهن بل تركوهن يتخبطن و يعانين بمفردهن بما أن هذا المريض يجب أن يخضع لنظام ونمط حياة يختلف كثيرا عن حياة الإنسان العادي. تشكيات عن الإشكاليات التي تعترضهم بينت الدكتورة بن موسى أن الإشكال القائم يتمثل في عدم تكفل صندوق الضمان الاجتماعي بالعملية التي تجرى على شرايين المريض إضافة إلى النقص في بعض الأدوية التي تعنى بالكالسيوم ؛ في مقابل ذلك تم التخفيض في أسعار بعض الأدوية. قبلة لعديد الجنسيات أكدت محدثتنا أن مراكز تصفية الدم بتونس تحظى بإقبال هام من قبل جنسيات مختلفة نظرا للصورة المشعة التي تصلهم عن الطب في تونس بصفة عامة وعن اختصاصات تصفية الدم وزرع الكلى؛ فأثناء الثورة الليبية توافد على مراكز الجنوب عدد هام من الليبيين قصد القيام بعملية التصفية،أما في ما يهم الجنسيات الأوروبية فإنها تتوافد على المصحات الخاصة وذلك أيام العطل. وأما عن الموريتانيين أو السينغاليين والجزائريين فإنهم يقبلون بكثافة على عمليات زرع الكلى لأن تونس تعد من البلدان المتقدمة في هذا المجال خصوصا في إفريقيا حيث لها تجربة تزيد عن 25 سنة. سعيدة الميساوي