المستمع لتلك التسجيلات التي سرّ بها رئيس النادي الافريقي سليم الرياحي جاءت لتؤكد مرض الكرة التونسية وفسادها ولو انّ ملف «البيع والشراء» لم يكن جديدا، وانما الجديد يتمثل في «الكلام» الذي دار بين محمود الدريدي (لاعب الشبيبة) ومروان الطرودي (لاعب البنزرتي) ورئيس فرع كرة القدم بالنادي البنزرتي الجزيري واستمع تفاصيله كل التونسيين من اولئك الذين يعنيهم الشأن الكروي.. 2 عمليات البيع والشراء تعودت عليها الجماهير الرياضية دون العودة إلى الوراء بما انه ماض كله سواد، لكنّ الموجع انّ عملية فساد رياضية حصلت زمن الثورة وبالتالي يمكن القول انّ لا شيء تغيّر في عهد طارق ذياب الذي بشرنا بإحداث ثورة على السواد لكنْ مرة اخرىتثبت الوقائع ان لا شيء تغيّر!! 3 كنت اتمنى ان لا تحصل الواقعة، لكن بيني وبين نفسي وبمجرد مشاهدتي للقطة ركلة الجزاء التي جاءت بهدف البنزرتي قلت ان هذه النتيجة «مضروبة» وقد صدق حدسي في حديث احد المقربين من الافريقي انّ مفاجأة ستكون بمثابة الزلزال الذي سيهزّ عرش الكرة التونسية ستظهر قريبا إلى ان استمعت لتلك التسجيلات!! 4 في نفس اليوم الذي شاهدت فيها فضيحة طاقم تحكيم مباراة قرنبالية الرياضية واتحاد بن قردان، استمعت لتلك التسجيلات وقد اصابتني حالة غريبة من الاشمئزاز ولو انني كنت على علم بكل الذي يحصل في كرتنا من بيع وشراء قد يقول بعضهم كيف يحصل هذا فقط اقول انني من خلال «تعيينه الحكام» اعرف النتيجة لمن ستؤول؟ 5 حصل المكروه، وتوضح ما كان مستورا، وسمع بفصائحنا كل العالم فماذا بقي لنا لنقابل به العباد على حد قول بعض الاصدقاء، جاء كل ذلك والاخوة المصريون كانوا بيننا الحقيقة انّ لا حجة لنا بعد ان ثبت بالدليل القاطع ان كرتنا ملوثة! 6 وغيربعيد عن تلك الفضيحة فضيحة المنازلة التي كانت لمصارعين تونسيين في بلجيكا وكأن الجماعة بدؤوا التطبيع من هناك ووسط كل هذه الغرائب لم نعثر على رئيس الجامعة رضا بلهادف لنفهم التوجهات على الاقل بما انّ ردود الفعل كانت متباينة جدا. 7 رياضتنا مريضة، لأقل رياضة كلها «فيروسات قاتلة» انه السرطان الذي ضربها في مقتل، لذلك اطلب من هذا الفضاء ان نصلي جميعا صلاة الغائب على هذه الرياضة التي لا يمكن ان نسميها رياضة بعد ان غمرتها مياه الفساد الآسنة. 8 لا شيء سيعيد المصداقية إلى هذه الكرة التي علينا ان نعمل جميعا على تغيير مشهدها اولا ثمّ لنسأل بما انّ ملفها اصبح من انظار العدالة إلى نحن ذاهبون. 9 فقط اريد ان اسأل من اين حصل سليم الرياحي على تلك التسجيلات ألا يدخل ذلك في باب الحرية الشخصية؟!