للأمانة الإعلامية انفردت «التونسية» يوم 15 أفريل الفارط وفي ملخّص لمباراة الشبيبة القيروانية والنادي البنزرتي بخبر حول الشائعات التي تروّج على امتداد أسبوع كامل قبل تلك المباراة مفادها أن هناك أخبار حول شراء النادي البنزرتي ذمّة بعض اللاعبين من الشبيبة حتى يتخاذلوا وذلك للفوز والحصول على نقاط الانتصار الذي ربّما يساهم في مرورهم إلى مجموعة التتويج، وأشرنا في ذات السياق إلى أن هيئة الشبيبة لازمت وقتها الصمت ولم تفتح بحثا في الموضوع. هذه مقدمة لما يحصل الآن على الساحة الرياضية في قضية خطيرة يبدو أنها تسير نحو التصعيد فجرها رئيس النادي الإفريقي سليم الرياحي. التسجيلات الصوتية الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي وضعت لاعب الشبيبة محمود الدريدي في مواجهة «هاتفية» مع لاعب النادي البنزرتي مروان الطرودي (وهو لاعب سابق بالشبيبة) صحبة رئيس ناديه أمير الجزيري، ومنذ ذلك الحين والكل لا حديث لديهم في الشارع الرياضي بالقيروان إلا عن هذا الموضوع، وهناك من يتهم وآخر يشكك في الأمر والبعض الاخر يؤكد على «نظافة» محمود الدريدي. وأمام كل هذه الأخبار المتضاربة بين الحقيقة والغموض، حققت «التونسية» في الموضوع من كل جوانبه فكان ما يلي: مجدي الخليفي (كاتب عام النادي الإفريقي): لدينا المزيد من الوثائق سيقع كشفها في الإبّان.. وهذا ما أطلبه من جماهير النادي «نحن بصدد استكمال الإجراءات الازمة في خصوص التسريبات التي نشرت على الصفحة الخاصة برئيس النادي عشية الأحد والتي شكّلت صدمة كبرى لجماهير الرياضة التونسية، وقد طلبت منّا الجامعة التونسية لكرة القدم بأن نمدّها بنسخة من التسجيلات الهاتفية المسرّبة ومن جميع الوثائق وهذا ما تمّ عشيّة أمس في مقر الجامعة. الملف سيأخذ مجراه الرياضي والقانوني والخارج للنطاق الرياضي أيضا، لدينا وثائق أخرى وأدلّة وحجج سيقع كشفها في الإبّان لأننا في مرحلة لا تستوجب منّا أن نعطي المزيد من التسريبات والوثائق لكي نحافظ على سرّية البحث ولعدم التأثير على بقية الإجراءات لهذا طلب منا بأن لا نسرّب المزيد من المعلومات وأطالب جماهير النادي الإفريقي وجماهير الرياضة في تونس أن تتفهم منا هذا الموقف كما أطلب من جماهيرنا بأن تلتفّ حول النادي وتتحد من أجل مصلحة الجمعية وتدعم فريق باب جديد لأنّ رئيس النادي هو الوحيد الذي كسر حاجز الصمت وهذا ما سيجعل الإفريقي مستهدف ومحلّ هجوم من عدّة فرق أخرى لهذا على الجماهير أن تساندنا كهيئة مديرة وككل مكونات عائلة النادي الإفريقي عليها أن تدع الخلافات الداخلية جانبا وتلتفّ حول النادي». فاتح العلويني (رئيس الشبيبة): حقّقنا مع اللاعبين وسنُحدّد المسؤوليات البداية مع رئيس الشبيبة القيروانية الدكتور فاتح العلويني الذي قال بأن موقف النادي واضح وضد مثل هذه القضايا الأخلاقية. وأكد من جهة أخرى أن الهيئة المديرة بحثت كل من ذكر اسمه في هذا المشكل مثل محمود الدريدي، وحسام الزرلي ومحمد العويشي وحسام الحمزاوي وسنحدد المسؤوليات وكل من أثبتت الأبحاث أنه تخاذل في حق الجمعية أو دخل في مثل هذه الأمور القذرة، نحن كناد ليس لنا أيّ خيار غير أخذ قرار صارم. الهيئة دائما في اجتماعاتها مستمرة في تحفيز اللاعبين مثلما جرت به العادة من أجل الانتصار وهو ما فعلناه قبل لقاء البنزرتي، هذه المباراة التي أردناها مقابلة لحفظ ماء الوجه خاصة وأننا قمنا بمرحلة إياب غير طيبة بالمقارنة مع مرحلة الذهاب، وفي المقابلة الأخيرة في القيروان وفي الموسم أردناها أن تكون في مستوى الحدث وجمعيتنا كبيرة على جميع المستويات الأخلاقية والتربوية والرياضية. محمود الدريدي (لاعب الشبيبة): أنا فوق «الشبهة» أما اللاعب المستهدف محمود الدريدي فقد أكد من جهته بأنه ابن الشبيبة وفي مباراة النادي البنزرتي كان أحسن لاعب فوق الميدان وهو تأكيد على أنه لا ولن يباع أو يُشترى وهو أكبر من مثل هذه التهم وأضاف: «تاريخي يشهد لي بذلك وبعيد عن المساومات والمزايدات ولا أعرف مدى صحة هذه التسجيلات. الشبيبة للأمانة في لقائها بالبنزرتي لها رهان كبير خاصة وجماهيرنا تتذكر سنة 2001 في بنزرت، أردنا الفوز، أما بخصوص مروان الطرودي فإنه لم يتصل بي لأنه يعرف أخلاقي. نحن في جمعية كبيرة ولن نتلاعب في أيّة مباراة ونحترم الميثاق الرياضي الذي احترمناه في باجة والكاف اللذين في حاجة إلى الفوز.. عموما أخلاقي وتربيتي لا يسمحان لي بهذه الأشياء التي أترفع عنها». فتحي غديرة (نائب رئيس الشبيبة): نستنكر بشدة ما صدر أما الدكتور فتحي غديرة نائب رئيس الشبيبة والناطق الرسمي باسمها فقد صرح لنا قائلا: «نحن نستنكر بشدة ما صدر في الشبكات العنكبوتية والشبيبة هي مدرسة كونت أجيالا منذ 1942 بدون تلاعب في النتائج رغم كثرة الإغراءات في بعض الأحيان، لكن في هذه المرة إذا ثبتت الأبحاث سواء من الداخل أو من الخارج تورطي فعليهم تحمل مسؤولياتهم». أمير الجزيري (رئيس فرع كرة القدم بالنادي البنزرتي): الرياحي يكذب.. والتحقيق هو الفيصل «كل ما روّجه سليم الرياحي على صفحته الرسمية عبر «الفايسبوك» ليس له أيّ أساس من الصحّة وهذا يدخل في خانة الإنقاص من نجاحات واستحقاق النادي البنزرتي الذي يتقاسم المرتبة الأولى مع الإفريقي والترجي وأؤكد أنّ سليم الرياحي يريد بث الفتنة في البلاد لأنه يعتبر أنه بماله يستطيع شراء كلّ شيء فإن قدر على شراء ذمّة بعض وسائل الإعلام وبعض رجال القانون فإنه لن يستطيع بماله وثروته التأثير على النادي البنزرتي الذي كان سبّاقا في الدعوة إلى ضرورة تطهير كرة القدم التونسية من رموز الفساد. سليم الرياحي دخيل على الرياضة وعلى تونس وأوجّه نداء إلى الجميع بضرورة إبعاد هذا الرجل عن الرياضة وعن عالم السياسة وعن تونس لأنه لا يريد الخير لبلادنا. في ما يتعلق بأكاذيبه والمقاطع التي نشرها عبر «الفايسبوك» أنا غير قلق وسعيد جدّا لأني أعرف جيّدا أنها أكاذيب وألاعيب لإخراجنا من سباق البطولة وسيفتح تحقيق في الغرض وسنعرف مدى صدق أو كذب الرياحي». فتحي المولدي: (أستاذ في القانون الرياضي): «عقوبات صارمة في انتظار اللاعبين والفرق في حال ثبوت التلاعب بالنتائج» متابعة منّا لقضية التلاعب بالنتائج والتي أثارها رئيس الإفريقي سليم الرياحي بعد نشره لتسجيلات تبرز محاولة مسؤولي النادي البنزرتي شراء ذمة لاعبي الشبيبة للتلاعب بنتيجة اللقاء الأخير الذي جمع الفريقين في إطار الجولة الختامية من المرحلة الأولى للبطولة وفي محاولة منّا لمعرفة العقوبات التي تنتظر اللاعبين والفرق في حال ثبوت الإدانة إتصلنا بالأستاذ فتحي المولدي الذي أفادنا بما يلي: «في حال ثبوت الإدانة على اللاعبين والفرق المعنية لا بد من تطبيق القانون وبصرامة ولا بد هنا من الفصل بين القانون الرياضي والقرارات القضائية ففي ما يتعلق بالقرارات الرياضية يتعرض اللاعبون الذين ثبت تلاعبهم بالنتيجة إلى عقوبة الشطب مدى الحياة كما أنه وإذا ما ثبت بأن الفريق على دراية بعملية التلاعب أو حرض عليها فإنه يكون عرضة إلى عقوبات قاسية تصل إلى حد إنزال الفريق إلى القسم الثاني أما العقوبات القضائية في حال ثبوت التلاعب فإن الاعبين مهددون بالسجن لمدة تتراوح بين السنة والخمس سنوات على اعتبار أن هذه المخالفة تعتبر جنحة وهنا لا بد من التشديد على ضرورة تطبيق القانون وعدم التساهل في التعامل مع هذا الملف الخطير». نبيل الدبوسي (ممثل عن الجامعة التونسية لكرة القدم): «الاتهامات خطيرة.. وملف الإفريقي بأيدي القضاء» «اجتمعنا أمس مع مجدي الخليفي الكاتب العام للنادي الإفريقي في مقرّ الجامعة التونسية لكرة القدم حيث مكننا ممثل نادي باب الجديد من ملف كامل يتضمّن مؤيدات قانونية بالصوت والصورة عمّا حدث في ملعب القيروان بين مسؤولي النادي البنزرتي ولاعبي شبيبة القيروان. ونظرا لخطورة الموضوع والاتهامات الكبيرة لهذه الأطراف فإننا كجامعة أرسلنا تقريرا مفصّلا للنيابة العمومية التي ستنظر في مختلف حيثيات هذا الملف وعلى ضوء ما سيقرّره القضاء لاحقا سنتخذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب». اسكندر بالشيخ: الدريدي تسلم الأموال حفاظا على زملائه صرح اسكندر الشيخ أن محمود الدريدي تسلم فعلا أموالا (رجح قيمتها ب10 آلاف دينار) من أحد مسؤولي النادي البنزرتي قصد التخاذل وبيع المقابلة، وقال أن محمود فعل ذلك من أجل حماية زملائه اللاعبين، وسعى إلى عدم تسريب محاولة شراء المقابلة لبقية اللاعبين مؤكدا في ذات الوقت أنه أعاد الأموال إلى النادي البنزرتي وله تسجيل يثبت ذلك.