حكى القصّاص و الإخباريون أن أول من ركب سفينة نوح عليه السلام من الطيور الدرة وهي نوع من أنواع الببغاوات و آخر من ركب سفينة نوح من الحيوانات هو الحمار. وذكر الإخباريون أيضا إن إبليس دخل السفينة متعلقا بذنب الحمار. وفي حديث أخر تناقلته مصنفات الأولين قالوا إنه ذات يوم « سَقَطَ الحِمارُ مِنَ السَفينَةِ في الدُجى فَبَكى الرِفاقُ لِفَقدِهِ وَتَرَحَّموا، حَتّى إِذا طَلَعَ النَهارُ أَتَت بِه نَحوَ السَفينَةِ مَوجَةٌ تَتَقَدَمُ ، قالَت خُذوهُ كَما أَتاني سالِماً لَم أَبتَلِعهُ لِأَنَّهُ لا يُهضَمُ .» وفي تعليق له على ما جرى للحمار قال سفيان بن جحشويه انه لا علم لأحد بمصير الحمار هل ابتلعه البحر أم رجع إلى السفينة وأردف أنه يرجح أن البحر قد أرجعه فعلا إلى المركب لأنه اكتشف إن الحمار لم يكن معه إبليس الذي تعلق بتلابيبه فدخل معه إلى الفلك. وجاء في بعض كتب المتقدمين أن الشيطان قد تنكر لبقية البهائم في ثوب رجل عجوز حكيم وانه هو الذي علّم بقية الخلق الرقص و تدخين السبسي ... وفي خبر متواتر قيل إن العجوز أغوي جميع الحيوانات التي في المركب فصاروا يسبحون بحمده و يرقصون ويدخنون مثله ولا يرفضون له طلبا وقيل أيضا أن الشيخ و يقال له خنزب لبّس على جميع من في الفلك فبايعوه أميرا عليهم. وأولهم الحمار صديق الشيطان. وجاء في حاشية للطاهر بن الحسين قال «مل الببغاء المركب لمّا كان الحمار أول المبايعين ولما صارت بقية الهوش تردد صوت الحمار فأضحت أشبه به وبصنعته التي كره إن يزاحمها عليها جنس مخلوق ، فلم تعد تسمع فيه غير الشهيق والنهيق . وفي حاشية له على هذا القول قال فرحات بن سفيان من الذكر الحكيم « إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ».