مساء يوم 6 اوت الجاري، والجريدة تحت الطبع، كان للنقابيات وللنقابيين من قطاعات وجهات عدّة بالاتحاد العام التونسي للشغل موعدا كبيرا مع فئات واسعة من الشعب التونسي ومكونات المجتمع المدني والسياسي المشاركة في اعتصام الرحيل بباردو و في مسيرة تذكّر الشهيد شكري بلعيد بعد اغتياله ب 6 اشهر... مشاركة كان لها الاثر الايجابي على سيول الجماهير الحاضرة في اعتصام الرحيل وفي المسيرة وبيّنت مدى تعمّق المنظمة الشغيلة في وجدان المدافعين عن الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. في الموعد المبادرة ابتدأت بإصدار بلاغ يوم 5 اوت الجاري ونسّقها الاخ الشاذلي البعزاوي الكاتب العام للجامعة العامة للمالية والتخطيط، امضى فيه عدد من النقابات والجامعات العامة والاتحادات الجهوية التي اكّدت تفاعلها مع الحراك الشعبي الراهن وتناغمها مع مقررات الهيئة الادارية الوطنية للاتحاد العام والداعية الى مساندة مختلف النضالات الشعبية السلمية ودعم مبادرتها الوطنية الهادفة الى خروج البلاد الى برّ الامان و من الغموض الذي تعيش فيه على كافة المستويات. البلاغ دعا كافة منظوري الهياكل النقابية الوطنية والجهوية ومنخرطي الاتحاد العام التونسي للشغل واطاراته الى انجاح التظاهرة الداعمة لاعتصام الرحيل ومسيرة احياء مرور 6 اشهر على اغتيال الشهيد بلعيد باللافتات والهتافات وشعارات منظمتنا العتيدة . النقابيات و النقابيون في قلب الحدث منذ البداية ولا نخفي سراّ عندما نقول أن معشر النقابيات والنقابيين بالاتحاد العام التونسي للشغل، بمختلف مشاربهم السياسية والفكرية، جامعيون، معلمون، أساتذة، اعلاميون، بريديون، اعوان البنوك والضمان الاجتماعي والعدلية والبلديات والسكك الحديدية والاطباء وعمال في القطاع الخاص وغيرهم، كانوا حاضرين في اعتصام الرحيل منذ انطلاقته مباشرة بعد الجنازة الوطنية للزعيم الراحل الشهيد الحاج محمد البراهمي. كانوا حاضرين بالدعم المعنوي والمادي وبمساندتهم المبدئية وغير المشروطة لمطالب الاعتصام ولطموحات وامال فئات واسعة من الشعب التونسي المنادية الى استكمال مهام الثورة وتصحيح مسارها و حاضرين بنقاشاتهم حول الوضع العام بالبلاد وبالجدل مع الشباب حول «التكتيك» و»الاستراتيجيا» وايضا بالمشاركة بالهتافات وبالشعر وبالغناء الملتزم لباقات من اغاني «الشيخ امام» و»البحث الموسيقي» و»اولاد المناجم «و»مارسال خليفة «... كما بادرت النقابة العامة للاطباء الاستشفائيين والجامعيين بتنظيم مسيرة «بالبلوزة البيضة» تحت شعار «الاطباء من اجل الحياة والحرية» توجّهت الى ساحة « باردو « وشارك فيها عدد محترم من الاطباء ومن منخرطي النقابة العامة لأطباء وصيادلة واطباء اسنان الصحة العمومية و نقابة الاطباء الداخليين والمقيمين ونقابة اطباء القطاع الخاص الى جانب منخرطي واطارات الاتحاد العام لطلبة تونس بكلية الطب و رُفعت خلالها شعارات عدّة من قبيل « ضد الارهاب وضد العنف»، «الشرفاء صنّاع التاريخ»... النقابيات والعاملات، شاركن ايضا بنشاط وكثافة في مسيرة النساء مساء يوم 4 اوت وكنّ في مقدّمة الصفوف مع زميلاتهن الحقوقيات والمحاميات وغيرهن، مؤكّدات انه لا انتقال ديمقراطي حقيقي في تونس بمعزل عن حقوق النساء والمساواة التامة والفعلية بينهن وبين الرجال، فلا معنى للحرية في تونس بلا حرية المرأة... وهكذا، قدّم النقابيون ومنخرطو منظمتنا العتيدة الدليل على مدى انغراس الاتحاد في عمق الشعب التونسي ووفاءه لرواد التأسيس، وعلى رأسهم الزعيم الشهيد فرحات حشاد، الذين تركوا لنا وصية استكمال ما بنوه انطلاقا من ثورتهم ضد المستعمر الفرنسي ثم بناء «الدولة الحديثة» والدفاع عن استقلالية تونس من الاستعمار الجديد ومقاومة من ينهب خيرات بلادنا وثرواتها والدفاع عن كونية حقوق الانسان... وبالتالي، طبيعي جدا ان تجد الاتحاد في قلب الحدث، مدافعا شرسا عن ثورة الشعب التونسي من أي محاولة لسرقتها او الالتفاف عليها، مدافعا شرسا عن حضاراتنا العربية الاسلامية والمتعاقبة من محاولات أفغنتها، مدافعا شرسا عن مكاسب الشعب وخيراته و مقاوما شرسا ضد الارهاب والظلامية. فمنظمتنا وطنية أو لا تكون، لذلك قال حشاد: «أحبك يا شعب !! «...