فاجأ وديع الجريء الرأي العام بأن قرر لوحده اعفاء هشام قيراط من مهامه على رأس دائرة التعيينات وتعويضه برئيس لجنة حكام رابطة المحترفين جمال بركات الذي كان رئيسا بلا حقيبة، وها ان الظروف وفرت له الحقيبة التي سيعمل على حملها رغم ثقلها بالمشاكل العالقة. قطاع التحكيم ظل على امتداد سنوات يئن تحت وطأة المزايدات والحسابات والوشايات التي ارهقته نعم التحكيم التونسي مريض ومرضه عضال وهو لم يكن للحظة ما في حاجة إلى تغيير اسم بإسم فقط وانّما الضرورة كانت تحتم تقديم برنامج عمل واضح المعالم، وهنا نفتح قوسا عن الكامن من اسرار في حكاية الابقاء على عواز الطرابلسي في خطة مدير للادارة الوطنية للتحكيم فما الذي شفع له هل علاقاته ببعض الفاعلين والمؤثرين على وديع الجريء ام طبيعة العمل الذي ارساه؟ فانّ رمنا الحديث عن العمل فاننا لن نجد اي شيء يمكن ان يجعل المكتب الجامعي يجدد ثقته فيه وان كانت العلاقات فانني سأقول «ماينة» لكنّ المتأكد انّ عواز لم يقدم اي شيء وانّ اراد مواجهة او مناظرة تلفزية فنحن لها لكنّ المتأكد انّ لا عواز قادر على تجنيب قطاع التحكيم المزالق التي سقط فيها منذ سنوات وهي للتاريخ رواسب حسابات ضيقة أرساها يونس السلمي والحبيب ناني وعلي بالناصر وعبد السلام شمام ورشيد بن خديجة ولا غيره من الماثلين امامنا في نفس المشهد نعم كل هؤلاء اخطؤوا وارتكبوا فضائع في قطاع التحكيم لذلك فانني على قناعة انّ جمال بركات لن يغير أي شيء ما دامت الامور على حالها وخاصة حين نجد إلى جانبه محمد الدبابي وهذا ما يطرح اكثر من سؤال بما انّ بطولة الهواة في الموسم الماضي كانت بمثابة المهزلة من جهة اخرى استمعت إلى الحديث الذي ادلى به مساء الاربعاء جمال بركات للاذاعة الوطنية فاذا هو كله وعود من نوعية ذر الرماد على الأعين بما انّ اختبار وارنر البدني رافقته اكثر من مهزلة امّا عن التشطيب الحاصل في الامتحانات الكتابية فلن اتحدث عنه لان كلام بركات لن ينفع القطاع لان النبش في الملفات يفترض علينا فتح صفحات من الاخطاء والتجاوزات في غياب حلّ واضح. اما عن استراتيجيات العمل التي تحدث عنها فهي علم يدرس في الجامعات والاكاديميات ولا نخال جمال بركات قادر بمجرد تعيينه في مسؤولية مصلحية القيام بثورة حقيقية لقطاع تنهشه الذئاب من كل الاطراف. الاكيد ان دائرة التعيينات دائرة اهدافها واضحة والحديث عن الرسكلة والتكوين وهو السؤال الاخير الذي طرحه هيكل الصغيّر فالمسؤول عنه طبعا هو عبد العزيز الحمروني، وقد كان عليه ان يجيب عن التفاصيل بعيدا عن تداخل الادوار أليس كذلك يا سي جمال بركات.