سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وجود القوات الدولية يعني اعادة استعمار السودان ووضعه تحت الوصاية سفير السودان في حديث خاص ل «الشعب»
الإدارة الأمريكية عاجزة عن التقدم في اتجاه التطبيع نتيجة الضغوط الصهيونية
عن الوضع في السودان، عن القوات الافريقية، عن القوات الدولية، عن المعارضة في المشهد السوداني، عن التطبيع مع أمريكا، عن اتفاق السلام مع الجنوب، عن اغتيال الصحفي محمد طه واحداث اخرى خصنا السيد عبد الوهاب الصاوي سفير السودان بتونس بحوار أجاب فيه عن هذه المسائل. لماذا قبلت السودان وجود القوات الافريقية في دارفور في حين ترفض القوات الدولية التي يقال من وجهة نظر الأممالمتحدة أن الهدف منها هو حماية المدنيين ووضع حد لهذا النزاع؟ قبل السودان بوجود قوات الاتحاد الافريقي في اطار تنفيذ اتفاقية وقف اطلاق النار الانساني الموقعة بين الحكومة والمتمردين في إنجيمينا، تشاد في أفريل 2004 على اساس أن تتولى هذه القوات الافريقية مهمة مراقبة وقف اطلاق النار وبناء الثقة بين أطراف النزاع تمهيدا للاتفاقية الشاملة. ثم ان السودان يقدم بذلك فرصة كبيرة للاتحاد الافريقي ليضع نموذجا لحل النزاعات الافريقية بواسطة الأفارقة أنفسهم ولتفادي التدخل الأجنبي في القارة. هذا فضلا عن أن هناك قواسم عرقية وثقافية بين القوات الافريقية وأهل دارفور. ونحن نرى أن حماية المدنيين من واجب أهل دارفور ونحن لا نحتاج لقوات افريقية أو دولية لحمايتهم ان تحقق وقف اطلاق النار واتفق أهل البلاد على مسيرة السلام. ما هي العوامل التي أدت الى فشل القوات الافريقية؟ القوات الافريقية لم تفشل في أداء مهامها بدارفور بشهادة لجنة التقييم التي ذهبت مؤخرا هناك. والمشكلة هي في ضعف التمويل ورفض الشركاء اداء التزاماتهم. والقوات الافريقية التي تبلغ 7 الاف جندي تحتاج لحوالي 450 مليون دولار بينما نشر القوات الدولية يتطلب 1.7 مليار دولار في العام. والمشكلة الأخرى التي تواجهها القوات الافريقية هي هجمات المتمردين وخروقاتهم لوقف اطلاق النار، وكان من واجب المجتمع الدولي فرض عقوبات عليهم. لماذا اختلفت الاطراف السودانية والاحزاب السياسية حول مشكلة دارفور وكيفية معالجتها؟ هل يعود ذلك الى موقف من السلطة فقط أم أن لهذه الخلافات دوافع اخرى؟ إن موقف بعض أحزاب المعارضة السودانية المؤيد لنشر القوات الدولية هو من باب المكايدة السياسية. والحركة الشعبية المشاركة في الحكم ملزمة بقرار مجلس الوزراء الرافض للتدويل بينما تجد الأحزاب حرجا في رفضه وهي التي اشترطت قدوم القوات الدولية في اتفاقية السلام بجنوب السودان . والغريب أن بعض الاحزاب عارضت وجود قوات دولية بجنوب السودان والآن تؤيده في دارفور بقصد إضعاف الاجماع الوطني، وهذا أمر مؤسف. الى أي مدى يمكن أن يصمد اتفاق السلام الذي أقمتموه مع الجنوب في ظل المشاكل الداخلية والضغوطات الدولية؟ اتفاق السلام بجنوب السودان يسير بخطى ثابتة وتجاوز العديد من العقبات، وتشارك الحركة الشعبية في الحكومة المركزية للوحدة الوطنية وتتولى رئاسة الحكومة في الجنوب . ووزير الخارجية دكتور لام أكول من الحركة الشعبية ويقود المعركة الدبلوماسية لرفض نشر القوات الدولية بدارفور . وهناك الأجهزة التي تنفذ الاتفاقية في تقسيم الثروة وعوائد البترول ووضع الترتيبات الأمنية المتفق عليها موضع التنفيذ على كل المستويات ونحن مطمئنون على الشراكة القائمة في حكومة الوحدة الوطنية. اشترطت كونداليزا رايس لتطبيع العلاقات بين واشنطن والخرطوم موافقة هذه الاخيرة على قرار مجلس الأمن الخاص بدارفور، فكيف تقيمون مستقبل العلاقات السودانية الأمريكية؟ قضية تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة هذه قضية طويلة تحتاج الى صبر . فقد قيل للسودان ان يتم التعاون في مجال مكافحة الارهاب وقلنا هذا واجب ولم يتم التطبيع . وقيل إن توقيع اتفاق السلام بالجنوب سيفتح الباب أمام التطبيع ولم يحدث شيء ، وشاركت أمريكا بين الوسطاء والشهود لتوقيع سلام دارفور بأبوجا وبدلا من تطبيع العلاقات تفجرت أزمة القوات الدولية. ونحن نعتقد جازمين أن الادارة الأمريكية عاجزة عن التقدم في اتجاه التطبيع نتيجة الضغوط الصهيونية التي تريد أن يكون المقابل الاعتراف باسرائيل فضلا عن ضغوط اليمين المتطرف ضد كل ما له صلة بالاسلام . والأمل معقود في أن يسود العقل وتتغلب المصالح المشتركة على العداوات وسياسة الهيمنة ولي الأذرع. ونحن مستعدون للتعاون على أساس المساواة والاحترام المتبادل لخيارات كل جانب ، السياسية والعقائدية واحترام السيادة. هناك من يتوقع بأن السودان يتجه نحو التقسيم خاصة إذا قرر الجنوب بعد اجراء استفتاء التصويت لصالح الانفصال، فهل تعتقدون أن هذا الأمر وارد في المستقبل القريب وكيف ستكون تداعياته على جميع الاطراف داخل السودان وخارجه؟ حقيقة ان الاستفتاء على تقرير المصير هو تحد كبير للشعب السوداني لانه يؤكد خيار الوحدة الوطنية القائمة على التراضي أو الافتراق باللتي هي أحسن بدلا من استمرار نزيف الدم. ونحن على يقين بأن ما يجمع السودانيين في الشمال والجنوب هو أقوى من محاولات تفريقهم ، ولا ننسى أن معظم الأخوة في الجنوب قد أتوا الى الشمال هربا من الحرب عندما كانت مستعرة. والجنوبي الذي تذوق عوائد السلام والشعور بالاطمئنان سيقف الى جانب توطيد الوحدة في اطار النظام الفدرالي القائم ، أما الانفصال فإنه إن حدث لا قدر الله ستكون له عواقب وخيمة داخليا وسابقة خطيرة لدول افريقية تعاني من مشاكل مشابهة. ما هي خلفيات اغتيال الصحفي السوداني محمد طه محمد أحمد هل هو حادث معزول أم أنه يعكس حالة تهديد لحرية الرأي والتعبير في المنطقة؟ لقد كان اغتيال الصحفي محمد طه محمد أحمد رحمه الله صدمة عنيفة لكل السودانيين وتمت الجريمة بصورة لم يعهدها المجتمع السوداني وادانتها بشدّة كل الجهات الرسمية والشعبية . وتعهدت الحكومة بالقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة العادلة. والأمر في يد الأجهزة العدلية. كيف تبدو حاليا علاقة الحزب الحاكم بالمعارضة وخاصة حزب الأمة والتيار الملتف حول الترابي؟ علاقة الحكومة مع حزب الأمة بقيادة السيد الصادق المهدي والمؤتمر الشعبي بزعامة دكتور الترابي تقوم على أساس القبول المشترك بقواعد النظام الديمقراطي التعددي والحوار بين الرأي والرأي الاخر. والابواب مفتوحة أمام كل من يرغب في الانضمام لمسيرة السلام وبناء المؤسسات الديمقراطية حتى اجراء الانتخابات البرلمانية خلال العامين القادمين وللحزبين حرية العمل السياسي وعليهما الالتزام بالقانون. سؤال يريد سيادة السفير الاجابة عنه ولم نتطرق اليه..؟ ترحب حكومة السودان بقرار الاتحاد الافريقي استمرار قواته بدارفور حتى نهاية العام الجاري ودعمها في العدد والعتاد . وترفض تحويلها لقوات دولية وفق قرار مجلس الأمن رقم 1706 لان القرار يعني إعادة استعمار السودان ووضعه تحت الوصاية الدولية . ونرى أن تتجه جهود المجتمع الدولي نحو تنفيذ اتفاقية أبوجا للسلام ودفع غير الموقعين بالضغوط والترغيب للانخراط في عملية السلام والعمل على عودة النازحين لقراهم الأصلية واللاجئين من دول الجوار ودعم خطة الدولة لتحقيق الأمن والاستقرار، وهذا سيوفر الجهد والمال الذي نريده أن يصرف على بناء السلام.