حكومة مؤقتة برئيس مؤقت ، تتشبث بشرعيتها التي انتهت صلاحيتها منذ عام الفيل . تزعجها كلمة ديقاج التي تذكرها بالرحيل عودا على بدء . وهي التي تطمح الى البقاء حتى ولو كان ما تقدمه لنا أقل من الاجر الأدنى الفلاحي أوالصناعي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع .في حين ان المعارضة لا تملك من امرها غير التهديد بالجوع الذي يمارس لعبة التناوب . وهكذا اذا كنت مع الحكومة نزلت الى الشارع لتعاضدها ولتفتي فتحلل وتحرم وتتكلم في الشرعية والخطوط الحمر والسود رافعا رايات الولاء والمساندة و لابسا لحيتك في صورة تذكرنا بالحزب الحاكم الذي رحل وترك لنا بعضا من تراثه البغيض بلا لحية . أما اذا كنت مع المعارضة فأنت ضد الحكومة اذا اخطأت، ولست معها اذا كانت على صواب ، . لأن المعارضة في عرف البعض هي أشبه بصراع الديكة بل لعلها اقرب الى الملاكمة نتفرج عليها في المباشر يوميا ونحن نعرف أنه اذا دام الحال على ما هو عليه فلا أحد من المتصارعين سيهزم الآخر لا بالنقاط ولا بالضربة القاضية. لأن من ستصيبه اللكمات هو الشعب الكريم الذي يطالب بالشغل والخبز والكرامة فيوزع عليه البعض صحونا شهية من الوعود ليحسن صبره أو يقدم له اخرون اطباقا لذيذة من الوعيد في وجه الحكومة ليكتشف ان بحبوحة العيش مؤجلة الى ان تستبدل وعود بوعود في حين ان الزوالي « وعد الله عليه « لانه اكتشف ان الوعد وان غلا ثمنه او الوعيد وان بشر بثورة اخرى تسقط الحكومة بحجارة من سجيل غير قابلين للصرف لدى خضار الحومة أو عطارها او جزارها، فهؤلاء جميعا لا يتعاملون لا بالوعد ولا بالوعيد بل بالنقدي اي بالدينار الذي ينطح خوه في جيوب الجوعى ولكن برفق فتحسن العشرة بينهما رغم ذلك فلا ينتصر الواحد منهما على الاخر لا بالنقاط ولا بالضربة القاضية