عامر تلميذ من أنجب تلاميذ الفكر الاخواني.. نام لسنوات طويلة في عسل المهجر وسمع بالثورة من قناة المنار ورجع للبلاد على جناح السرعة بعد أن هرب بن علي وليلى وكل قيادات دار الطرابلسي الحاكمة. وعامر كشف منذ الوهلة الأولى أنّه من تلاميذ حسن البنا وحسن الترابي وأنّ مثله الأعلى يبقى الشيخ علي بلحاج. وهو يحمل غيظا طبقيا وحقدا دفينًا على الفكر اليساري وعلى الاتحاد العام التونسي للشغل. ورغم أنّه عاش حياته سعيدًا في أحضان اللذة الأوروبية العلمانية والديمقراطية الاّ أنّه يكفر وهو المسلم بالاعلام الحر والكلمة الحرّة والرأي المخالف. وقد رأيناه عديد المرّات على قنوات التلفاز يتصرّف بعجرفة حوثية يغطّي بها ضعف وهزال تحاليله. عامر وهو شقيق رئيس الحكومة المنتهية ولايتها يناقش الخبر والتعليق وزاوية الصورة ولعبة الألوان وصوت المذيع وطريقة نطقه وحرفية تعليقه.. وكأنّه صحافي من طينة حسنين هيكل رغم أنّه يعرف أنّ جميع التونسيين يعرفون حجمه الحقيقي. عامر هذا يريد أن يلهينا بصولاته الاذاعية والتلفزية حتى تستقرّ صورته في الذهن مكان صورة عبد الوهاب عبد اللّه... عامر هذا يقدم نفسه على أنّه مدني عكس وزير الصحة المكي.. وهما يذكران التونسيين بقصة ابني آدم اذ قدّما قربانا.. فلم يتقبّل من الاثنين.. وتجاوزتهما الأحداث وحسابات الشيخ وتوازنات المرحلة.