يقف المخرج السينمائي و الممثل نصر الدين السهيلي مجددا أمام المحكمة يوم 10 أكتوبر بعد أن تم إطلاق سراحه مؤقتا يوم 23 سبتمبر الماضي، على خلفية احتجاجه على وزير الثقافة وقذفه ببيضة . في هذا الحوار مع جريدة الشعب يتحدث نصر الدين عن هذه القضية و عن تجربته القصيرة في السجن و عن استحقاقات الثورة و كذلك عن جديده في السينما ... هل تعتبر قضيتك قضية رأي أو سياسية أم هي قضية حق عام ؟؟ القضية هي قضية سياسية بامتياز وهي ليست مختلفة عن بقية القضايا التي تلفق ضد شباب الثورة و شباب اعتصام الرحيل وشباب الثورة والشباب المحتج والرافض لسياسة الحكومة بصفة عامة، والقضية لا يمكن فصلها عن قضية مراد المحرزي وعن قضية محمد النفطي وبشير الهادفي والبنت اسمهان الذين قذفوا وزارة الثقافة بالبيض، وكذلك عن قضية زياد الهاني الذي أعطى رأيه ودافع عن مراد المحرزي فتم توجيه تهمة ملفقة له وإيداعه في السجن.. لكنك لا تنفي الاعتداء على وزير الثقافة؟ الاحتجاج عن طريق القذف بالبيض أو المرطبات في الدول الديمقراطية هو طريقة احتجاج لتفادي العنف، والمحتج لا يدخل السجن مهما كانت رتبة المقصود بالاحتجاج، وحادثة البيضة كانت محرارا لقياس «ديمقراطية» الحكومة، حيث لم توجه لي تهمة العنف فقط بل وجهت لي تهم مختلقة متعلقة بالإرهاب وامن الدولة، تهم تنم عن رغبة لحكومة النهضة في «دفني» في السجن والتخلص مني بصفة نهائية. هل كنت تستهدف المهدي المبروك في شخصه أم وزير الثقافة أم سياسة الحكومة؟ ليس هناك أي سبب يجعلني استهدف المهدي المبروك في شخصه، وليس لدي أي إشكال معه أو مع وزارة الثقافة، باستثناء بعض الخلافات مع الوزارة مثل أي منتج. المسالة تتعلق بالاحتجاج على الحكومة وعلى سياستها العامة وعلى المجلس التأسيسي، والشعارات المرفوعة في اعتصام الرحيل وفي المظاهرات تدل على ذلك.. هناك رأي يقول انه على الفنان أن يكون مستقلا سياسيا وأن يعبر بفنه لا بطرق أخرى، ما ردك على ذلك؟ من يقولون أن على الفنان أن يعبر بفنه هو رأي احترمه وبالتالي عليهم أن يحترموا أفكاري وجهة نظري، لان المجتمع لا يستطيع ان يقدم فنانين عاجزين عن ممارسة مواطنتهم وليسوا مع الشعب في الشوارع مع الشعب.. وأنا عندما أمارس مواطنيتي أهم بالنسبة لي ألف مرة من إنتاج أي عمل فني مهما كانت أهميته. كيف كانت تجربة السجن بالنسبة إليك؟ أهم شيء أني احمد الله أن هناك مهنة اسمها المحاماة وأن هناك محامين تونسيين شرفاء وبدونهم تصبح البلاد اقرب الى الغابة، في هذه التجربة القصيرة اكتشفت «تونس أخرى» مغيبة عن التونسيين فنحن لا نعرف ماذا يحدث داخل بعض المؤسسات الأمنية ومراكز الإيقاف.. ما يحدث هو وصمة عار على جبين تونس، كما أني متضامن جدا مع السجناء والسجانين بنفس الدرجة لان المعاناة متبادلة وهي نفسها لقلة الإمكانيات داخل المؤسسة السجنية وتخلي وزارة العدل ووزارة الصحة عن هذه المؤسسة والسجان في تلك الظروف لا يمكن أن يعامل السجين إلا بتلك الطريقة كما أن الاكتظاظ يمثل مشكلا خطيرا داخل السجن والإدارة تحاول أقصى إمكانياتها إعانة النزلاء ولكن الإمكانيات مفقودة وغير متوفرة. هل يمكن أن تؤسس هذه التجربة بالنسبة لك لإنتاج عمل فني؟ لا.. ولكني خرجت بقناعة وهي ضرورة مواصلة الاحتجاج من اجل إسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي والتخلي عن مشروع الدستور الذي هو بصدد الصياغة.. متى موعد وقوفك أمام المحكمة؟ يوم 10 أكتوبر.. وأتمنى أن أنال حقي فقط .. _ هل يأتي اليوم الذي تطلب فيه الاعتذار من وزير الثقافة؟ يوم تسقط حكومة النهضة فاني سوف اعتذر من الجامعي والمثقف والباحث مهدي المبروك.. لأني لا احمل تجاه شخصه أي موقف. _ متى يتم عرض شريطك الطويل الأول «مر و صبر»؟ الفيلم جاهز للعرض ، لكن في الشركة لدينا بعض الأفلام الوثائقية مثل «الشهيد السعيد» للحبيب المستيري وفيلم «على هذه الأرض» لعبد الله يحيى الذي تحصل على جائزة أفضل فيلم تونسي وعلى الجائزة الدولية في الدورة الثانية لمهرجان أفلام في حقوق الإنسان. أما فيلم «مر وصبر» فسينزل إلى القاعات في شهر ديسمبر المقبل.