«عندما شرعت في الكتابة عن حياتهم لم أرغب في الاكتفاء بتعداد الفنانين تعدادا مصحوبا لآثارهم... لقد أجهدت نفسي ليس فقط لنقل ما أبدعه هؤلاء الفنانون ولكني حاولت ايضا التمييز في اعمالهم بين الجيد والاقل جودة، بين الممتاز والمشوه، اي بتقييم المناهج والطرق والتمشيات والاتجاهات وافكار الرسامين والنحاتين، كل هذا بحثا عن اسباب ومبادئ الاحداث وبحثا عن تقدم او تدهور الفنون». ج. فازاري (حياة أفضل الرسامين والنحاتين والمعماريين (1550). يعتبر تاريخ الفن تقليدا هاما في الكتابات المخصصة للفنون، وقد نشأ هذا التقليد ضمن الفلسفة الجمالية الالمانية للقرن 18 وبداية القرن 19 وتطور بعد ذلك من 1827 الى حدود 1927 تقريبا من هيقل الى بنوفسكي. فبماذا نعني حين نقول ان تاريخ الفن يدرس الاثار المميزة على ضوء تصورنا للفن؟ ان توضيح السؤال يتطلب بداية بلورة الاسس النظرية الفلسفية والجمالية والابداعية المشرعة لنشأة هذا أولا، تاريخ الفن وثانيا بيان مدى علاقة التمشيات الابداعية بهذه الاشتراطات النظرية. I) الاسس النظرية لتاريخ الفن: كإجابة أولى عن اهمية تصورات النظرية المؤسسة لهذا التقليد يمكن القول ان ما نعنيه بالنظرية هو مجموعة من النظريات تكونت خلال ملاحظة نوع من الاثار الفنية لتقييم نوع اخر من الاثار ويمكن تجسيد هذا من خلال المثال التالي: وهو تأمل لوحة «Rembrandt» على ضوء تجربتنا مع لوحة ل «Titien» او اذا اردنا اخذ مثال اكثر تعقيدا نقول يمكننا ان نطبق تجربتنا مع النحت اليوناني لملاحظة منحوتات مصرية قديمة لنقرر بعد ذلك ما يجب الاحتفاظ به وما يجب تحويره في هذا المستوى لا يتفق الكتاب حول ما يبقى ثابتا وما يتغير تبعا للتاريخ والجغرافيا في تصورنا للفن، ولكن يبقى مكونا اساسيا لهذا التصور للفن كحامل لتجاربنا الماضية وهو السهولة التي يمكن بواسطتها ان ننجز هذه النقلات في الزمن. ان مثل هذا التصور الذي يفحص لجوءنا لتصور معين للفن من اجل تقييم ابداعات جديدة او من اجل مراجعة حكمنا عن اثر على ضوء اثار اخرى وبيان اختلافه عن الاشكال الاخرى للفهم التاريخي له ما يبرره لدى اهل الاختصاص فمثلا في حال لوحة رومبراندت التي تمثل امرأة في فراشها يمكن ان نتساءل عن تفاصيل الملابسات الشخصية التي تحكمت في ابداعه لكن حتى اذا كان ممتعا ايجاد أجوبة عن مثل هذا السؤال يوجد اشكال يبقى قائما: اذا كانت اللوحة مشهدا حميميا كيف نفسر في هذه الحالة تجاوز أهميتها لشروط ابداعها الاصلية؟ هذا التساؤل يقودنا لإعادة النظر في مفهوم الفن والعمل على تطبيقه على اثار اخرى لكي يساعدنا على ذلك فكّ رموز هذه اللوحة (لوحة رومبراندت) نفس الامر بالنسبة للوحة تيتيان (المرأة الشابة امام المرآة) ماذا تمثل هذه اللوحة «venus»؟ هل اخذ تيتيان الخادمة كنموذج في اللوحة هل هو مستمد من وجه بطل؟ نجد انفسنا هنا امام اسئلة ترجع الى التاريخ وفي نفس الوقت امام تساؤل حول الطريقة التي نبرز بها القيمة الفنية للوحة الشيء الذي يفترض تصورا عاما للفن يعد بمثابة المرجع. يمكن الذهاب الى حد القول انه لا وجود لمبرر للتمييز الحاد بين هذين النوعين من الاسئلة، فاذا نظرنا الى الاسئلة ذات التوجه التاريخي تلك التي تبحث عن تحديد بالمعنى الواسع للكلمة لنوع اللوحة نجد ان مثل هذه الاسئلة تفترض مسبقا تصورا معينا للفن، ذلك ان تصورنا للفن هو الذي يقود نظرتنا وهو الذي يجعلنا نرى في اللوحة اثرا مؤسسا على ممارسات فرضها الاستعمال. ولأننا ايضا نمتلك تصورا معينا للفن فاننا نسعى الى وضع الاثر الفني في ظروفه، نسعى لتفسيره على ضوء شروط انتاجه وقصدية مبدعه، هناك حجة اخرى تدفعنا في اتجاه عدم الفصل بين الاسئلة حول الاحداث التاريخية والاسئلة حول دور مفهوم الفن ذلك ان مفهوم الفن نفسه ينتمي الى وضعية تاريخية وعليه فان درجة الفرادة الفنية ل «Rembrandt» ول «Titien» اي مستوى المهارة الفنية التي بلغاها في انجاز لوحتيهما تمثل جزءا اساسيا لعلاقاتهما بنماذجهما. بعبارة اخرى سواء كانت هذه الملابسات متعلقة بحياتهما الخاصة او الاجتماعية فان لوحتيهما قد تم تمثلهما حول مبحث العلاقات الحميمية وهو مبحث سائد وقتئذ بطريقة جلية في الادب، يقول شكسبير «لا يمكن للموت ان يحملك ظلماته / لأن هذا القصد منحك الخلود وطالما يوجد بشر يقرؤون هذه الابيات من خلالهم ستعيشين دائما». ان الوعي والمهارة الفنية يكونان جزءا من التمثل الذهني ل «Rembrandt» و «Titien» وشكسبير وتمثلهم للفن ليس الا حدثا تاريخيا من بين احداث اخرى، ولكن دون رفض صلاحية هذه الحجة يعد أمر ا صحيحا الاقرار التالي: لا يمكن فهم الوعي الفني الخاص ل «Rembrandt» و «Titien» الا اذا امتلكنا ايضا تصورا للفن بعبارة اخرى لا يمكن للتأثير المتبادل بين البحث عن التفاصيل وبلورة تصور للفن ولا لتأكيد ان تصوراتنا للفن تنتهي هي نفسها بأن تكون عنصرا مكونا من الارث الفني. ان هذين الامرين لا يمكن ان يحجبا الاختلاف بين هذين النوعين من الأسئلة: في النوع الاول من الاسئلة يتطلب اجابات مملوسة وخاصة (المصادر: الثقافة، التقنيات، ردود افعال المعاصرين ومثل المرحلة) يمكن وصف هذا النوع من الاسئلة بالاركيولوجية. النوع الثاني من الاسئلة يجب ان ننتبه ان الانتاجات الفنية تكشف عن اهداف هي في نفس الوقت غير قابلة للاختزال في شروط ظهورها وغير منفصلة عنها، هذا النوع الثاني من الاسئلة هو ما يكوّن «التاريخ النقدي» كما يسميه بعض المختصين في تاريخ الفن (ميكائيل بودرو 1990). قد يكون من الصعب ان نباشر الدراستين بطريقة مستقلة ولكن في كل الاحوال يمكن لباحث ان يختار الاهتمام بجانب اكثر من اخر وقد اهتم المختصون في تاريخ الفن بهذين الاتجاهين في البحث الاركيولوجي والتاريخ النقدي. ولكن الصعوبة تبقى قائمة وتتمثل في تحديد كيفية التمييز بينهما تمييزا دقيقا. واهم من الصعب الاسباب التي تجعل من الصعب انجاز هذا التمييز يأتي من طبيعة الفن نفسه فهو يرتبط جذريا بالملابسات وشروطه الموضوعية، ولكنه رغم ذلك لا يختزل في هذه الشروط الظرفية. ان هذه الازدواجية تطرح الملاحظة التالية: يمكن ان نفضل احد الجانبين ولكن اذا اهمل الباحث تأثير شروط الموضوعية لصالح الخاصية الفريدة او لصالح استقلالية الفن فانه بذلك يكون قد اقترب من الشكلانية واذا اهمل استقلالية الفن لصالح العوامل الخارجية عنه فانه يوشك ان يقع في خطر جعل الفن امتدادا او تمظهرا لتلك العوامل الخارجية. لقد عمل المختصون في تاريخ الفن على ايجاد توازن بين هذين التوجهين، ولأمر كهذا قد ينظر لاهتمام مؤرخ الفن باستقلالية هذا الاخير باعتباره تاريخا للاشكال فقط، وبالتالي فهو تاريخ يخص عوامل موضوعية مؤثرة في الفن، لهذا بيّن احد الباحثين في التاريخ في تناوله للوحات «Rembrandt» ول «Titien» كيف يمكن تجاوز هذا الخطأ وذلك ببيان الكيفية التي بها تتشكل المعطيات الاجتماعية للذات المبدعة في الفرد، اذ بيّن «ميكائيل بودرو مثلا انه اذا لم تأخذ بعين الاعتبار ان كل اللوحات «Rembrandt) ول (Titien» تمثل نساء في لحظات حميمية فانه لا يمكن ان نفسرها الا بطريقة «غير مكتملة (1990). وكل هذا يعود الى غموض طبيعة الفرد الذي يتمظهر عبر تاريخه عندما تختزل هذا التاريخ من الجانب الشكلي فان هذا يمثل فشلا بقطع النظر في تمشي تاريخ الفن. ان اثرا واحدا يمكن ان يضعنا امام اشكاليات مختلفة لا يمكن حلها الا بمقولات مختلفة وهذا الامر يوجد داخل الاهداف المتعددة للكتابات حول تاريخ الفن بصفة عامة اذ توجد من جهة «الرغبة في وضع نسق ينظم معارفنا الاركيولوجية لفن الماضي وتوجد من جهة اخرى الرغبة في تأسيس تصور للفن يمنحنا رؤية شمولية حول تغير الاسلوب والغايات وكل توجه من هذين التوجهين يفترض معرفة ولو جزئية بالآخر» (بودرو 1990). ويقدم لنا هذا الباحث امثلة عن حضور هذين التوجهين او احدهما عند مؤرخي الفن اذ نجد مثلا حسب الباحث مؤرخا هاما Franz Kugler وهو احد المختصين في القرن 19 الذي يركز اهتمامه بالخصوص على مشاكل نسبة الاثار الفنية والاسئلة الاركيولوجية يلتقي مع كتاب ذوي توجه فلسفي في رؤية ميتافيزيقية للفن ولكنه يختلف عن هؤلاء في كونه لا يبحث في كتبه عن رفض او اثبات تلك الرؤية الميتافيزيقية في حين نجد مؤرخا اخر يعرف جيدا النصوص النظرية وهو «Julius Schlosser»، يتجنب بصفة عامة الدخول في مثل تلك النقاشات ويكتفي بتسجيل وجهات نظر مثل هؤلاء المؤرخين كمجرد احداث وهو يقوم بهذا وهو مقتنع ان الفعل الابداعي للفنان كفرد والشبكة المعقدة في الاحداث التاريخية تفصل بينهما هوّة لا يمكن تجاوزها، بل ان الفن نفسه يتعالى عن اللغة الملموسة لتلك الانتاجات التي تمثل وحدها موضوع البحث التاريخي. وهذا ما جعل هذا الباحث اي ب «دور» يكتفي بالبحث في النوع الثاني من الاسئلة التي تمثل ما يسميه بالتاريخ النقدي كما وضع معالمه النظرية باحثون ألمان ولكن ما تجدر ملاحظته ان هذا التاريخ النقدي ليس معزولا عن اعمال Ruskin و Pater Fry et (انقلترا) واعمال Focillon و Deviollet-le-Duc و Francastel و Taine (فرنسا) أو Groce و Leonello Venturi (ايطاليا). يؤكد «بودرو» في هذا المجال ان مفهوم التاريخ النقدي يبدو مفهوما مناسبا لوصف كل تلك الكتابات وذلك لعدة مبررات منها أنه يقيم توازنا مع النقد الادبي ومنها ان هؤلاء المؤرخين يلقون نفس النظرة حول الاثار في مجال الرسم والمعمار في نفس معنى التاريخ الادبي. هناك سبب اخر وهو جغرافي حسب الكاتب، فمفهوم النقد يشير الى تقارب بين كتابات تاريخ الفن وبين فلسفة كانط ويرى ان كانط هو من وضع أسس التقابل بين الحرية الانسانية من ناحية والضغوطات المفروضة في عالم موضوعي من ناحية اخرى ويضرب الكاتب تاريخا محددا لميلاد هذه الفكرة 1827. في هذا التاريخ ظهرت الكتابات الفلسفية الواضحة في الجمالية التي مثلت مصدر حدس للعديد من مؤرخي الفن ويقصد هنا النظريات الجمالية لكانط و Hegel و Herbart و Schiller. في هذا العام يدخل الفن جماليته التي تمثل في الحقيقة رفضا لمواقف المؤرخ Karl Friedrich Von Rulohr اما سنة 1927 فهي تشير الى السنة التي نشر فيها Panofsky كتابه «المنظورية كشكل رمزي «المنظورية كشكل رمزي» وهي اشهر محاولة متأثرة بما قام به هيقل. بعد سنوات 1920 شهدت الطرق والاراء التي كانت سائدة في الكتابات حول التاريخ النقدي تشكيكا ويعود هذا الى ما احدثته التطورات في مجال الفلسفة وعلم النفس الادراكي والتحليل النفسي من تحوّل كلّي في الفرضيات والمفاهيم لكن بقيت الحجج وطرق التأويل التي بلورها المؤرخون في القرن الماضي ذات تأثير على الباحثين الالمان وغيرهم (1827 1927) فما هي الاهداف او الغايات لتأسيس نقدي للفن حسب «بودرو». II) أهداف التاريخ النقدي للفن: الحرية والتواصل يؤكد بودرو في هذا المجال ان التاريخ النقدي للفن يقوم على هدفين جوهريين: أولا: بيان ان الفن تجسيد لحرية الفكر، حرية مشابهة لتلك التي يمكن ان تختبرها في التفكير النظري او في الفعل الارادي المتعقل. أما الهدف الثاني للتاريخ النقدي للفن فيتمثل في بيان ان فنون الثقافات الاجنبية او الثقافات المندثرة يمكن دمجها في الثقافة المعاصرة («بودرو» 1990). واذا كان البعض يعتبر هيقل هو منطلق التاريخ النقدي، فان هذا لا يمنع البعض من ابداء بعض التحفظات ازاء هذا الامر، من ذلك مثلا ان «بودرو» يكشف ان كتابات هيقل حول الرسم لا تنسجم مع منجهه الكلي وبالتالي فانه من الخطأ ان نذهب الى حد القول ان هيقل كان وراء كل الكتابات حول التاريخ النقدي للفن من بعده او ان هذه الكتابات نتيجة لتفكيره او هي ردود فعل ضده، لذلك فان هيقل ليس ضروريا للتاريخ النقدي والتاريخ النقدي ليس ضروريا لهيقل وليس ضروريا ان نضع تاريخ الفن لهيقل. ولكن هيقل واجه اشكالين كبيرين للتاريخ النقدي من خلال وضع الفن في رؤيته الشمولية لتطور الوعي، بالاضافة الى ذلك فان نقد Rumhor في تلك الفترة لجمالية هيقل اظهر الاختلاف الجوهري بين رؤيتين للفن. وكان هذا التوتر بين التصورين في قلب الجدل والنقاش اثناء القرن اللاحق لهيقل وربما بعد ذلك، يتمثل الامر في الاختلاف بين الفن كنتيجة لحياة الفكر والفن كنتيجة للحياة الاجتماعية اي الفن اما باعتباره مرتبطا بطريقة جوهرية مع الفكر او على العكس من ذلك مرتبطا بعادات وتقاليد المجتمع. ويرى «بودرو» ان «كانط» و «شيلر» قد انتبها الى هذه المقابلة بين هاتين الرؤيتين للفن في نظريتهما الجمالية. ويمكن تقييم تاريخ الفن بعد هيقل الى ثلاث مراحل: فالجيل الذي يلي هيقل مباشرة نجده دائما في المانيا Karl Schnaase قريبا جدا من فكر هيقل وهو يطبق الشكل التاريخي الغائي لهيقل على النمو المستقل للرسم والعمران، كما نجد فيه العديد من المختصين مثل gotte fried senper الذي يبقى بعيدا عن فترة هيقل. نجد ايضا Adolf Antoine Springen اللذين يؤسسان تصوراتهما حول الفن في علاقة بالحياة الاجتماعية. اما المرحلة الثانية فيمثلها (1905 1858) Alois Riegel و (1945 1864) Henrich Wolfflin و Aby (1929 1866) Warburg ولكل من هؤلاء الثلاثة اضافات هامة حول طبيعة تاريخ الفن وحول العناصر المشكلة للأثر الفني وحول العلاقة بين الفنان ومحيطه التاريخي. اما المرحلة الاخيرة او الطور الاخير من تاريخ الفن في صورته الالمانية فيمثله بانوفسكي ويعدو هذا الاخير الى مشكل وجهة نظر الحاضر المطلق على فن الماضي. وهذا المشكل يجد حله دائما حسب نفس الكاتب لا من طرف الاجيال التجريبية ل Wolfflin ولا من طرف النظرية البسيكولوجية لريقل. ويعيد بانوفسكي مشروع هيقل في ايجاد توازن بين الفنون والخطاب العقلاني، ولهذا يطرح ثلاث قضايا اساسية لم يشر اليها هيقل كثيرا وهي: 1 العلاقة بين وجهة نظر نسقية نظرية ومعطيات البحث التاريخي. 2 العلاقةبين مفاهيم النظرية العامة وهيكلة الاثار الفريدة الخاصة. 3 العلاقة بين الصور والمفاهيم. ان هذا التداخل بين الشروط النظرية والتمشي الابداعي للفنانين والحضور التاريخي للاثار الفنية هو ما يمثل الحقل الكبير والمتحول دائما الذي يتحرك في اطاره المختصون في تاريخ الفن منذ ظهوره الى حدود اليوم فكان النظر والعمل او الرؤية والممارسة او الحدس والانسانية وجهين لعملة واحدة داخل تاريخ الفن لا غنى للواحد عن الاخر. ان تاريخ الفن يجمع في كل مشترك ما هو نظري بما هو ابداعي بما هو تاريخي ما هو فردي وذاتي بما هو موضوعي وكلي. ------------------------------------------------------------------------ المراجع 1 م. بودرو: مؤرخو الفن (1990) 2 بول فاين: كيف نكتب التاريخ؟ (1983) 3 بوردي وهرماتن: المدارس التاريخية (1997)