أنا ما طلبتُ كوسا ومسطرةً ومنقلة وبركارا وغلافا لمكتبي وأوراقا ملونةً أنا طلبتُ دينارًا به أهشُّ على حالِي وأعينُ نفسي على نفسي أنا طلبت دينارًا وأصررت عليه إصرارا *** سيدي لا تغلق في وجهي الباب وليكن صدركَ رحبًا ولا تتفرد بمساحة للكلام وليكن بيننا قاضٍ يدير بكل جدّ حوارا أنا طلبت دينارا تملّ في سيدي وتأملني مليّا فقد تساقط شعر رأسي واحدودب ظهري وتضاءل نور عيني وأدركتُ أني سأصيرُ غبارا. *** الآن تسكنني آلامٌ وأمراضٌ عششت في أركان جسمي هي لا تفارقُني تُلاحقني تعانقني تعاشرني فأدركت أني قد أفنيت عمري وصرت على شفا قبري *** أنا طلبتُ دينارا كي أشتري كفني وسجلا لأعمالي وحبرا به أحبرُ صفحة آمالي أشعلت نفسيَ شمعةً ووهبت عمريَ منحةً ومددتُ جسميَ جسرًا ليعبُر أبناء شعبي في وطني الغالي نحو أعلى سماءٍ تُرى في الأعالي *** وإن قلتَ : لا فأنا لا أُبَالِي