سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مؤلم ما صدر عن بعض احباء الملعب التونسي تجاهي... اللاعب الدولي السابق جمال الدين ليمام في حديث خاص ل «الشعب»:
زياد الجزيري فشل وسانتوس أصبح عبئا ثقيلا على المنتخب
جمال الدين ليمام أو «دجو» كما تحلو تسميته، هذا الاسم الذي تألق في الملاعب التونسية وألهب حماس الجماهير بفضل مراوغاته وسرعته يبقى من اللاعبين الاوائل الذي خاضوا تجربة الاحتراف الخارجية وبالتحديد في ستندار دي لياج البلجيكي. تلك التجربة التي كانت ساهمت في تكوين شخصيته وتطوير عقليته الاحترافية، هذا اللاعب ودّع الملاعب وهو في سن 35 سنة بالرغم من انه كان قادرا على المواصلة لكنه خير الاعتزال والابتعاد عن الكرة، التقيناه فكان لنا معه هذا الحوار: * ما هي اخر اخبار جمال الدين ليمام وماذا وراء هذا الغياب او التغييب عن الساحة الرياضية؟ أنا موجود بصفة متابع ومتفرج لكرة القدم التونسية، وكما تعلم فان اللاعب اذا ابتعد عن الاضواء يقل ظهوره وهي معادلة واضحة وعادية. بالنسبة لي كنت تحصلت على الدرجة الاولى والثانية في التدريب ولي عروض بالجملة قيد الدرس والمسألة مسألة وقت فقط. * هل هذا يعني انك ستدرب ناد كبير؟ لديّ عروض من الرابطة المحترفة 1 والرابطة 2 وقد اكون في احد هذه الفرق خلال الموسم القادم لكن المهم بالنسبة لي هو ان تتوفر أرضية ملائمة تساعد على العمل الجاد وتساهم في النجاح، شخصيا اعتمد سياسة المراحل حتى اكون قادرا على النجاح وتقديم الاضافة لكل فريق أدربه كما لابد أن أكون في مستوى الثقة الممنوحة لي. * هل ابتعادك عن التدريب سابقا له علاقة بمسألة انتداب اللاعبين؟ كما تعلم لقد احترفت في الخارج وانا صغير السن، هذه التجربة افادتني كثيرا من خلال التعامل مع الاخرين والعقلية الاحترافية المتوفرة في الخارج مكنتني من كسب علاقات طيبة جدا مع عديد المسؤولين في الخارج (بلجيكا) وكذلك متابعة اللاعبين والتفاوض معهم لجلب اللاعبين الى الاندية الاوروبية والخليجية وهي تجربة اعتقد انها كانت مهمة جدا بالنسبة لي. * من تراه من اللاعبين الحاليين قادرا على الاحتراف في الخارج؟ هناك لاعبين قادرين على الاحتراف لكن السؤال المطروح هل يملك اللاعب التونسي القدرة على اللعب في البطولات الاوروبية، وهل اللاعب التونسي قادر على متابعة نسق المباريات المتتالية اسئلة عديدة لابد ان يجد لها اللاعب نفسه الإجابة. فمثلا زياد الجزيري يبقى اللاعب الذي اعتبره من أبرز وأقوى المهاجمين بعد جيل جمال ليمام ومن احسن ما انجبت الميادين التونسية لكنه لم ينجح في تجربته الاحترافية مع نادي تروا، اللاعب التونسي يجد صعوبات في التأقلم والاندماج، فمثلا أنا لم أجد في البداية صعوبات كبيرة مع المدرب ايربان برامس وكنت على مدى سنتين من بين 11 لاعبا أجنبيا في البطولة البلجيكية وسجلت 13 هدفا لكن مع المدرب «جورة كاسلار» كانت هناك مشاكل مما يعني ان اللاعب التونسي يجب ان يعمل ويصبر ويتأقلم مع كل الوضعيات حتى يتمكن من النجاح. * هل ترى انك قادر على الاضطلاع بمهمة التسيير في تونس؟ لا استطيع ان اكون مسيرا، فالمسؤول يجب ان يكون واقعيا وواضحا مع اللاعبين على ان تتوفر فيه المصداقية حتى يتمكن اللاعب من اللعب بأريحية بما اننا في عهد الاحتراف والاحتراف الرياضي يقتضي ان يكون المسير محترفا بأتم معنى الكلمة وهذا غير موجود حاليا في أغلب النوادي التونسية. بما ان غلبهم لا يفي بتعهداته تجاه اللاعب. * كيف تقيّم مسيرة الملعب التونسي خلال هذا الموسم؟ وضعية الملعب التونسي وضعية طيبة ومريحة على عكس المواسم الفارطة التي كان فيها الفريق يعاني من شبح النزول، اليوم الفريق تتوفر فيه كل ممهدات النجاح لكن ما يحز في نفسي ان هناك فئة ضالة من الجمهور شتمتني واعتبرتني خائنا، نحن في عهد الاحتراف، وقد انتقلت من الملعب التونسي الى النادي الافريقي لان اللاعب محترف ويسعى الى تحسين وضعيته الاجتماعية، فهذه الفئة وحتى بعد مرور 5 سنوات على اعتزالي الكرة لم تنس ذلك التنقل الاضطراري ولا ادري حقيقة لماذا يحصل ذلك، اليوم أريد ان اقول انني ستاديست، وسأظلّ ابنا للملعب التونسي وسأبقى ولا احد قادر على منعي من الدخول لخدمة النادي. وحتى المدة التي قضيتها في النادي الافريقي فقد نوّرت فيها اسم الملعب التونسي اذ لا تكاد تسمع الا كلمة «ولد الستاد» وقد كنت قدوة للاعبين الشبان لكن هذه الفئة الضالة لا تريد الخير لجمال الدين ليمام ولا للملعب التونسي وتسعى الى اثارة البلبلة من حوله. * وماذا عن وضعية النادي الافريقي؟ صراحة اللاعبين والاطار الفني ساهموا في تعقيد الوضعية، فالفريق كان قادرا على الابتعاد ب 6 او 7 نقاط لو ظهر بالمستوى الذي ظهر به في مرحلة الذهاب وخاصة في لقاء النادي الافريقي والنجم الساحلي، كل الظروف ملائمة للنادي الافريقي للتتويج، فالفريق الذي يسعى للتتويج يجب عليه ان يفوز بكل المقابلات، المسؤولية جماعية وفريق يريد التتويج لا يمكنه ان يلعب بمهاجم وحيد. على كل الاطراف التي تعمل في الافريقي ان تتحمل المسؤولية ومع ذلك فالنادي الافريقي قادر على احراز البطولة لو يركّز اللاعبون في باقي جولات البطولة. * هل تطمح لتدريب احد اصناف الشبان في المنتخبات الوطنية؟ علاش لا، هو طموح مشروع في ظل توفر جملة من الظروف، المهم بالنسبة لي هو ضمان النجاح، كما ان الحكاية مرتبطة بقناعاتي انا، ولما لا يقع انتداب اللاعبين القدامى واصحاب الخبرة والتجربة والثقافة الرياضية الواسعة لتقديم الاضافة للمنتخبات الوطنية ولأصناف الشبان خاصة. * ما رأيك في مستوى المنتخب الوطني التونسي في تصفيات كأس افريقيا؟ يا حسرة، لم يعد هناك ثقة في امكانياتنا، صراحة بعد ان كنا نقارع ونلعب بندية ضد منتخبات عتيدة وقوية جدا مثل نيجيريا والكامرون والمنتخبات الاوروبية اليوم اصبحنا نخاف من السيشال والسودان وحتى المقابلات الودية قلّت مقارنة بالسابق هنا أسأل لماذا لا يتم الاعتماد على الاطار التونسي في قيادة المنتخب، فالفني التونسي مشهود له بالكفاءة وهو قادر على النجاح ان منحت له الفرصة كاملة الان يجب التفكير اكثر في اللاعب المحلي الذي اعتبره قادرا على تقديم الاضافة للمنتخب يكفينا من اللاعبين، «المجنسين» على غرار دافيد الجمالي فماذا اضاف للمنتخب وغيره من اللاعبين؟ البطولة التونسية قادرة على انجاب اكثر من لاعب دولي في مختلف المواقع وحتى دوس سانطوس بعد كأس افريقيا 2004 تعددت اصاباته وشطحاته اذ في كل مرة نسمع انه سيعزز صفوف المنتخب لكن في اللحظات الاخيرة لا يأتي بداعي الاصابة (؟!). * كيف تنظر الى واقع كرة القدم التونسية اليوم؟ هو موضوع كبير، المستوى الفني تحسن واصبحنا نرى منافسة جدية من الفرق التي تتراهن على البطولة لكن اصبحنا نرى ظواهر جديدة حتما ستساهم في تراجع مردود الكرة التونسية، ظاهرة التحكيم مثلا، الكل لم يعد يعجبه التحكيم التونسي وهو يطالب بالاجنبي وهذا فيه مضرة للتحكيم التونسي، تصريحات المسؤولين ورؤساء النوادي في كل الاقسام تقريبا، ظاهرة العنف اللفظي والمادي التي طغت على ملاعبنا، فهل بهذه الاشياء يمكن ان نطور كرتنا ونحن الان في عهد الاحتراف، الاحتراف كلمة يجب ان نفهم معناها وان يتم تطبيقها تطبيقا كليا فالرياضة قبل كل شيء أخلاق. * من تراه قادرا على التتويج ومن من الفرق التي ستغادر النخبة؟ 3 أندية لها نفس الحظوظ (الافريقي النجم المنستيري) ولا يمكن الحكم على من سيكون البطل كذلك نفس الشيء في أسفل الترتيب، النادي البنزرتي راجع بقوة منذ ان تولى المدرب مختار التليلي الاشراف على حظوظه اذ لا يمكن الحكم القطعي لان المعطيات تتغير من جولة الى اخرى والاحتمالات واردة من جولة الى اخرى. * كلمة الختام؟ أتوجه بالشكر «لجريدة الشعب» على هذا الحوار وأرجو ان يتم القضاء على ظاهرة العنف الموجودة في ملاعبنا مع أملي ان تتحسن البطولة لخدمة المنتخب التونسي بما انه تنتظره مواعيد هامة كما لابدّ ان يتم منح الفرصة للاعبين القدامى مع مد يد المساعدة لهم جزاءا لما قدموه من اجل تطوير الكرة في تونس. وكذلك التأكيد على اتاحة الفرصة كاملة للاعب المحلي لتعزيز صفوف المنتخب الوطني التونسي.