اخي الفاضل : علي المؤدب متّع الله محمدا بصحة طيبة وجعله ميمونا عليك وعلى أمّه واخواته وكافة عائلتك وانسانا نافعا للعباد والبلاد والانسانية. اخي علي : فما اثمن البنين الصالحين والبنات الصالحات ! وما اثمن الاعمال الصالحة ! وما اثمن محبة الناس وخدمتهم ! وما اثمن طيبة النفس وسلامة القلب ! وما اثمن غنى النفوس ! وما ابخس فقر النفوس.! ان اثمن كنز للانسان في حياته هو الكنز النفسي. أخي علي : انك تعرف والاخوان يعرفون اني عشت بالكنز النفسي في العملية التربوية وفي العملية النقابية. لقد مارست العملية التربوية بكل اخلاص ، فنهضت بالمربِي والمربَّى والتربية النهضة الشاملة والمتطورة اساليب وطرقا. ومارست العملية النقابية بكل اخلاص ، فاحسست احساس العامل وشعرت شعوره ، والعامل احساسه احساس نبيل شعبي وشعوره شعور طيب شعبي ، اذ ارضيته طاهرة زكية وارادته خير ومحبة ، فهو يكن الخير لجميع فئات الشعب والبلاد وللانسان بصفة عامة فعليا وعمليا بدون شعارات جوفاء. ومارست العملية النقابية كمسؤول معتبرا مصلحة البلاد قبل كل شيء ، معتدلا ، شجاعا ، ليّنا ، منسجما ، نظيفا نفسيا وماديا. وبهاته المبادىء التي صافحت اعماقي وعانقت روحي حققنا مكاسب هامة ادبية ومادية للعمال باليد والفكر ، ايمانا منا ان العامل اذا ازدهرت حالته ازدهرت حالة المؤسسة وحالة البلاد والعكس بالعكس. وبهاته المبادىء كنقابة تعليم حققنا مكاسب هامة لرجال التعليم ادبية : شعور المعلم بكرامته ، عدالة حركة النقلة ، تشريك النقابة فيما يهم المعلم والتلميذ ... مادية : ترقية كافة المدربين ، فتح آفاق لرجال التعليم ، ارجاع المنحة ، تحسين المرتب ... ان هاته المبادىء والمكاسب هي التي ابقتني مرتاح الضمير مطمئن البال رغم وجودي بالسجن. أخي علي : لقد دعوت كثيرا للوئام وجمع الشمل والتوفيق. ففي زيارتي الاخيرة لولاية قفصة آخر سنة 1977 اقترحت على السيد مختار شواري عقد اجتماع يضم الاخوان ممثلي فروع المنظمات القومية بالولاية تاكيدا للوئام وتنقية للاجواء فاتفقنا على ذلك واعلمت الاخ الطاهر بالليل خدمة لجهتنا وتنمية لها في جميع المجالات. والوحدة الجهوية هي أسّ للوحدة القومية. ولكن القضاء والقدر حال دون ذلك ولا مردّ لقضاء الله وقدره فدخلت السجن. وقد دعوت الى الوئام والتآلف في عدة اجتماعات ، وفي عدة ولايات ايمانا مني ان المناخ الطيب يساعد كثيرا على حل المشاكل ويدفع جميع الفئات الى العمل الجدي النافع لبلادنا. اخي علي : فما انبل العمل لنفع الانسان وازدهار البلاد ! وما اسعد الانسان الذي يعمل عملا انسانيا نبيلا ! لقد اتصلت برسالتك التي لمست منها نبلا في العواطف وطيبة في الاحساس من طرفك ومن طرف الاخوان. سلامي الحار الى الاخوان ، عبيد ، بنعيسى ، الهاشمي ، الهادي ، رواشد ، نورالدين و حادة ، الصادق الشيحي ، محمد خليل ، محمد الاخضر ، احمد بالناصر ، الازهر الشريف ، محمد علي الآجري ، مصطفى عرفة ، عبد الوهاب بوترعة ، محمد بن المشري عمر قريمان ، منصف مراد ، الطيب بلعيد وجميع الاصدقاء فردا فردا. ولا تنس افراد عائلتك. اعلمني على صحة المولود الجديد. والسلام اخوك المخلص محمد الصالح بن قدور رقمه : 1272